السعوديون يطلقون حملة شعبية لمقاطعة المنتجات التركية


الخميس 22 أكتوبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

بدأت متاجر سعودية إزالة منتجات تركية مختلفة من ورق العنب المخلل إلى القهوة والأجبان من رفوفها بعد دعوات سعودية شعبية إلى مقاطعة هذه المنتجات مع احتدام التنافس بين الرياض وأنقرة.

اشتكى مصدّرون أتراك للمنسوجات وبضائع أخرى مؤخرًا من تأخير مبالغ به في الجمارك السعودية.

دعا رئيس غرفة التجارة السعودية أوائل الشهر الجاري إلى "مقاطعة كل ما هو تركي"، مؤكدًا أنها "مسؤولية كل سعودي، التاجر والمستهلك، ردًا على استمرار العداء من الحكومة التركية على قيادتنا وبلدنا ومواطنينا".

أعلنت سلاسل متاجر كبرى في السعودية بينها أسواق عبد الله العثيم وتميمي وباندا أنها ستتوقف عن استيراد وبيع المنتجات التركية.

قالت أسواق عبد الله العثيم في بيان عبر تويتر إن القرار جاء "تضامنًا مع الحملة الشعبية للمقاطعة"، مؤكدة أن "قادتنا وحكومتنا وأمننا هم خط أحمر لا يقبل المساس".

ذكر بعض المحلات التجارية أنه سيواصل بيع المنتجات التركية إلى حين نفاد المخزون الحالي.

عمل موظفون على إزالة منتجات "مصنوعة في تركيا" في أحد المتاجر في الرياض، من عدد كبير من الرفوف، وملأوا عربات بمنتجات مختلفة مثل القهوة والشوكولاتة وعلب من الخضار المخلل، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

حلت أجبان صنعت في مصر محل الأجبان التركية.

قال مدير أحد المتاجر مفضلًا عدم الكشف عن اسمه: "هذه مسألة حساسة للغاية"، رافضًا التطرق إلى مصير البضائع التي لم يتم بيعها أو الخسائر التي سيتكبدها المتجر.

تؤكد السلطات السعودية أنها لم تضع أي قيود على المنتجات التركية وأن حملة المقاطعة يقودها مواطنون، وسط شكوك حول احتمال تقديم تركيا شكوى لدى منظمة التجارة العالمية.

صدر بيان مشترك عن ثماني مجموعات تركية بارزة ذكر أن الشركات السعودية "أُجبرت على توقيع خطابات تلزمها بعدم استيراد منتجات من تركيا".

أكد اتحاد المقاولين الأتراك في أنقرة وجود "عقبات مختلفة" أمام التجارة مع السعودية مثل عدم دعوة الأتراك إلى المشاركة في استدراجات عروض، وصعوبة الحصول على تأشيرات للموظفين الأتراك، وتأخير في الدفع.

يقدّر الاتحاد أن "الانطباع السلبي عن تركيا أدى إلى (خسائر) بقيمة ثلاثة مليارات دولار في الشرق الاوسط لمقاولينا العام الماضي".

أضاف الاتحاد أن السعودية التي كانت في المركز الثاني "في قائمة البلدان التي لديها أكبر قدر من الأعمال في 2016-2018 (مع تركيا) تراجعت إلى أدنى المستويات".

واجه السياح السعوديون العام الماضي دعوات إلى مقاطعة تركيا، وهي وجهة شهيرة في المنطقة لتمضية العطلة. كما صدرت دعوات للتوقف عن شراء العقارات في تركيا.

ليس واضحًا السبب المباشر لانطلاق مقاطعة البضائع التركية مؤخرًا، ولكن البلدين يتصارعان على النفوذ في العالم الإسلامي، وهناك خلافات بين أنقرة والرياض في قضايا إقليمية من ليبيا إلى سوريا وحتى إسرائيل.

تستهدف الحملة السعودية الاقتصاد التركي المتضرر من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفي وقت تراجعت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها.

انتشرت حملة "قاطعوا تركيا" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وظهر رسم كارتوني فيه ذراع عليها العلم السعودي تقوم بشد أذن الرئيس التركي رجب طيب أرودغان الذي تتهمه الرياض بالتدخل في شئونها.

جاء في رسالة انتشرت عبر واتساب: "توقف عن شراء أي منتج تركي.. (أردوغان) يحارب بلادنا بأموالنا".

تجدر الإشارة إلى أن السعودية جاءت في المرتبة 15 من بين الأسواق الكبرى للصادرات التركية. ⁩