لا تزال واقعة سفاح المعمورة تستحوذ على اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثارت تلك الواقعة ضجة كبيرة خلال الأيام الماضية، نظرا لأن المحامي ارتكب عدة جرائم قتل ودفن ضحاياه داخل شقق مستأجرة له، مستغلا ذكاءه ودرايته بالقانون، ولكن خطأ بسيطا كشف سره ووضعه على أول الطريق لحبل عشماوي.
غالبا ما يستغل القاتل أو السفاح ذكاءه وحسن نية ضحاياه، ويعرف عنهم كل ما يخص تفاصيل حياتهم، مستغلا ثقتهم فيه، إلى أن تأتي اللحظة المناسبة فينقض فيها على ضحيته، ويقتلها ويدفنها، ومن ثم يحصل على أموالها ويباشر حياته، وكأن شيئا لم يكن.
أول جريمة قتل لسفاح المعمورة
في جريمته الأولى، وعلى حد أقواله أمام جهات التحقيق، تخلص المحامي نصر الدين الشهير بسفاح المعمورة من ضحيته الأولى وهي السيدة التي تزوجها عرفيا، ودفنها داخل إحدى غرف مكتبه، وهو الأمر الذي كرره مع موكلة له بسبب خلاف على الأتعاب، وحصل على الفيزا الخاصة بها ليتمكن من سحب جميع أموالها.
لم يختلف الأمر كثيرا مع ضحيته الثالثة، وهو مهندس يعيش وحيدا، فاستغل ظروفه الأسرية ووحدته واستدرجه وكرر معه ما فعله مع ضحيتيه الأولتين، لكن دفنه في مكان آخر.
خطأ بسيط يكشف سر سفاح المعمورة
إلى هنا يكون السفاح رتب كل أموره ولم يترك أي دليل ضده، ولكن كما يقولون "غلطة الشاطر بألف"، فإن المحامي الشهير والقاتل المحترف الذي رسم لنفسه صورة مزيفة في أعين موكليه ومعارفه، من خلال نشر الكثير من الأدعية والمنشورات الدينية عبر حسابه في "فيسبوك"، كان على النقيض تماما من هذه الأخلاق التي يدعيها، فكان يمارس في نفس الشقة التي يدفن فيها ضحاياه والتي اتخذها مكتبا له، وكرا لممارسة ملذاته ورغباته المحرمة.
وفي إحدى ليالي الأسبوع الماضي، اصطحب المحامي نصر الدين أو كما يطلق على نفسه المستشار سيدتين معه لشقته ووكر ملذاته، وخلال انشغاله في مكالمة هاتفية، استغلت تركيزه مع المكالمة وتسللت إلى غرفته المغلقة التي يدفن فيها ضحاياه، فشاهدت رمالا وآثار حفر، فظنت أنه ينقب على آثار، وخلال تواجدها في الغرفة حضر نصر الدين وطلب منها المغادرة فورا، فازداد الشك لديها أنه ينقب على آثار، وفي غفلة وسرعة كبيرة اتصلت على 6 أشخاص من أقاربها، وحضروا إلى الشقة، ودخلوا الشقة بالقوة، وبدأوا في الحفر فى تلك الغرفة، وعثروا على جثمان لسيدة، مدفونة منذ فترة زمنية، فعرض عليهم مبلغا ماليا مقابل عدم الإبلاغ عنه، الا أنهم رفضوا العرض وطلبوا مبلغا أكبر، وحدثت مشادة كلامية بينهم وبين نصر الدين وتعالت أصوالتهم، مما دفع الجيران لإبلاغ الشرطة، التي حضرت على التو والحظة، وألقت القبض عليه وعلى جميع من تواجدوا في موقع الجريمة، وتبدأ رحلة البحث عن باقي ضحاياه.