كشف الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود وجيوتكنيك السواحل الطينية بالجامعة التكنولوجية بماليزيا، عن كارثة وقعت في إثيوبيا، وأدت إلى وقوع أقوى زلزال داخل إثيوبيا بقوة 6 درجات بمقياس ريختر، فى منطقة الأخدود الإثيوبى، أمس الجمعة.
سر أقوى زلزال في إثيوبيا
وأكد الدكتور محمد حافظ، أن أن الزلزال القوي وقع بجوار بركان فنتالي، مشيرًا إلى إمكانية إنفجار بركان فنتالي بمنطقة أورميا، وهو قريب من بركان دوفان، والأكثر عنفًا من بركان دوفان، حيث تخرج من فوهة فنتالي الكثير من المجاما، المادة الطبيعية المنصهرة التي تتكون منها جميع الصخور البركانيا، عكس بركان دوفان.
وقال حافظ: "يبدوا أن بركان فنتالي بمنطقة أورميا والقريب من بركان دوفان قد إنفجر... بركان فنتالي هو الاخ الاكبر لبركان دوفان وأكثر منه عنفا وتدميرًا... فنتالي سوف تخرج من فوهته الكثير من المجاما علي عكس دوفان والذي كان يخرج منه مياه وبخار وطين."
وأكد محمد حافظ أن "زلزال بقوة 6.0 ريختر وقع منذ قليل بالقرب من فنتالي وفي قول آخر انه فقط 5.4 ريختر، لا تأثير الإنفجار فنتالي على سد النهضة والذي يبعد عنه أكثر من 600 كم."
مركز أوى زلزال يقع بالقرب من بركان فينتال
كما أشارت مستشارة ترسيم الحدود وقضايا السيادة الدولية، هايدي فاروق، إلى أن "مركز المسح الجيولوجي الأمريكي سجل زلزالًا قويًا وسطحيًا بقوة 6.0 درجة على مقياس ريختر بالقرب من بركان فنتالي في إثيوبيا في الساعة 20:28 بالتوقيت العالمي المنسق (23:28 بالتوقيت المحلي) يوم 14 فبراير 2025."
وقالت هايدي فاروق إن: "الوكالة أفادت أن الزلزال وقع على عمق 10 كم (6.2 ميل). وأفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي بنفس القوة والعمق، ويقع مركز الزلزال بالقرب من بركان فينتال، على بعد 6.6 كم (4.1 ميل) شمال شرق ميتاهارا (عدد السكان 23 403)، أوروميا، و26 كم (16 ميلا) غرب أواش (عدد السكان 11 415)، عفار، إثيوبيا."
وأوضحت أن التقديرات تشير إلى أن 45 ألف شخص شعروا بالهزة القوية للغاية، منهم 37 ألف شخص شعروا بالهزة القوية، و147 ألف شخص شعروا بالهزة المتوسطة."
وأشارت هايدي فاروق إلى أن "هذا هو الزلزال الأقوى في أزمة الزلازل البركانية التي تؤثر على هذه المنطقة من إثيوبيا منذ 22 ديسمبر 2024. ويُعتقد أن الزلازل مرتبطة بحركة الصهارة في مجمع فنتالي البركاني داخل الصدع الإثيوبي الرئيسي."
ثورة بركان فنتالي أقوى بركان في إثيوبيا
وكان الدكتور محمد حافظ قد حذر شهر يناير الماضي من ثورة بركان بركان فنتالي، مشيرًا إلى أن خلال شهر ديسمبر 2024 ظهرت بوادر على إحتمالية إنفجار بركان (فنتالي) وهو يعتبر الأخ الأكبر لبركان (دوفان) الذي إنفجر بداية هذا العام.
وأكد محمد حافظ أن "بركان دوفان والذي يقع على مسافة تعادل (600 كم) من موقع سد النهضة ويعلو منطقة السد بقرابة (650 متر) هو من نوع الــ (Shield volcano) وتحديدا نوعية الــ ( Hydrothermal)
أما بركان فنتالي، فقال عنه الدكتور محمد حافظ "بينما بركان (فنتالي) يقع تقريبًا على نفس المسافة ذات الـ (600 كم) من سد النهضة، ولكنه يعلو منطقة السد بقرابة ( 1500 متر) وهو من نوعية الـ (Stratovolcano)، وهو أعنف من بركان (دوفان).
وأكد الدكتور محمد حافظ أنه "في حالة إنفجار بركان (فنتالي) فإنه سوف يحدث صوت إنفجار عالي جدًا، مقارنة لصوت إنفجار بركان (دوفان)، وهو أكثر انفجارية بسبب تراكم طبقات من الحمم والرماد البركاني، ما يجعله أكثر خطورة في حال حدوث ثوران كبير."
تأثير إنفجار بركان فنتالي على سد النهضة
وعن نوعية المجاما أو الافا (الحمم البركانية) الناتجة عن إنفجار بركان (فنتالي) من نوعية الــ ( high-viscosity magma)، وهي تتشكل من نسبة كبيرة من (سيليكا أوكسيد) منصهرة ولكنها بدرجات حرارة نسبيًا (منخفضة)، وتحتوي بداخلي كميات ضخمة من (الغاز)، الذي يحدث أصوات الإنفجارات المتتالية أثناء (إستيقاظ) البركان.
وأكد محمد حافظ أن بركان فنتالي عكس بركان دوفان، الذي يخرج من فوهته بخار ماء وطمي، ولم نري أي لافا أو مجاما، وربما في نهاية ثورته سيخرج منه بعض المجاما، ذات تكوين بسيط من السليكات أوكسيد، ولكن درجة حرارته غالبا ما تزيد عن 1200 درجة مؤية وكمية غازات محبوسة أقل.
وأوضح الدكتور محمد حافظ أن ثورة بركان فنتالي العظيم لا يؤثر على سد النهضة، وذلك لبعد المسافة عن موقع سد النهضة ووجود العديد من السلاسل الجبلية التي تمنع وصول الطاقة الزلزالية لموقع سد النهضة، ولكن هذا لا يمنع تأثر سد جيبي 3، القريب من موقع البركان بثورة فنتالي.
وأكد الدكتور محمد حافظ أن "إحتمالية تأثر سد (جيبي 3) أكبر بكثير من تأثر (سد النهضة)، وذلك لكون (سد جيبي 3) أعلى من (سد النهضة) بقرابة (100 متر). فإرتفاع حائط (سد جيبي 3) تصل لقرابة (250 متر) مقارنة بــ (145 متر) إرتفاع سد النهضة."