عقدت اللجنة التنفيذية لإتحاد المصارف العربية اجتماعها السنوي لعام 2020 في مقرّ الأمانة العامة للإتحاد في بيروت، برئاسة الدكتور جوزف طربيه رئيس اللجنة، وبكامل أعضائها السبعة الذين يمثلون 7 دول عربية، وهي: المملكة العربية السعودية، المملكة المغربية، لبنان، السودان، سلطنة عمان، المملكة الأردنية الهاشمية، الكويت، والذين أكّدوا بأنه لا بد من التعامل مع المتغيرات الجديدة باعتماد مبادرات جديدة.
في بداية الاجتماع، رحب الدكتور طربيه بإنعقاد هذا الاجتماع وشكر أعضاء اللجنة التنفيذية على جهودهم المبذولة في خدمة الإتحاد، كما تقدم بوافر الشكر والتقدير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ومن صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، على قرار مجلس الوزراء السعودي إنشاء مكتب إقليمي للاتحاد في المملكة، كما توجه الدكتور طربيه بالشكر والتقدير على الجهود التي قام بها سعادة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري ومؤسسة النقد العربي السعودي (SAMA) في هذا المجال.
واعتبر الدكتور طربيه أن المكتب الجديد في المملكة سيعمل ضمن إستراتيجية تهدف إلى تعزيز وتطوير العلاقات التجارية والمصرفية بين المملكة، وسائر الدول العربية ولبنان، وسيعزّز التواصل بين المصارف السعودية والقطاع المصرفي العربي.
وعرض الدكتور طربيه للتطورات المستجدة في المنطقة العربية خصوصاً تداعيات وانعكاسات جائحة كورونا وتأثيرها على مجمل الأوضاع الإقتصادية والتنموية والإجتماعية في المنطقة، وأشار إلى أن الإتحاد وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، خاصة وأن الاتحاد يشكل مظلة حماية ودعم للقطاع المصرفي العربي.
وأوضح طربيه أن الاتحاد أثبت أنه على قدر المسؤولية المناطة به، وقد وقف على احتياجات القطاعات المالية والمصرفية العربية، وشجع على الاستمرار في تنشيط العلاقات مع مراكز القرار المالي والمصرفي العربية والدولية، لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
وقال: "الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول العربية وخصوصاً لبنان أرخت بثقلها منذ سنوات على مجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والإجتماعية، وخصوصاً على بعض القطاعات المصرفية العربية، فلا بد من التعامل مع هذه المتغيرات وهذا الواقع باعتماد مبادرات جريئة، حيث لم تمنع الظروف الصعبة الإتحاد من عقد سلسلة مؤتمرات ولقاءات هامة خلال هذا العام عبر تقنية الــ Zoom، وخصوصاً مع البنك المركزي الفدرالي الأميركي – شارك فيه القنصل العام ونائب الرئيس التنفيذي للبنك السيد مايكل هلد؛ ومع صندوق النقد الدولي – شارك فيه الدكتور جهاد الوزير– رئيس أسواق رأس المال في صندوق النقد الدولي؛ والسيد دونغ هي – نائب رئيس سوق النقد".
كما عقد الإتحاد مؤتمرات عدّة شارك فيها نائب وزير الخزانة الأميركية السابق – دانيال غليزر؛ ووزير المالية الفدرالي الألماني – دكتور جورغ كوكيس؛ بالإضافة إلى مؤتمر عن البورصات العربية – شارك فيه رؤساء أسواق رأس المال والبورصات العربية في معظم الدول العربية؛ وأشار إلى أنّ هذه المؤتمرات الدولية شهدت مشاركة واسعة من قيادات عربية ودولية، كما أنّ المصارف اللبنانية شاركت بكثافة في هذه اللقاءات، وكان نائب الأول لحاكم مصرف لبنان والأمين العام لهيئة التحقيق الخاصة في لبنان مداخلات عدّة حول أوضاع المصارف اللبنانية.
ثم أثنى الدكتور طربيه على عمل الأمانة العامة خلال هذه الأزمة في وقت كانت المعوقات كثيرة، والعالم يمرّ بصعوبات كبيرة، وشكر الأمين العام للإتحاد وفريق عمله على هذه الجهود وهذا الإلتزام بإستمرار الإتحاد في مهمته ودوره رغم الصعوبات. وأوضح بأن عمل الإتحاد مستمر وسيعمل دائماً على تحويل الأزمات الى فرص رغم الظروف التي مرّت على الإتحاد ومقرّه، خصوصاً الدمار الجزئي الذي تعرض له مقرّ الإتحاد نتيجة إنفجار بيروت، وقد قام فريق عمل الأمانة العامة بالتصليحات الأوّلية اللازمة للمقرّ – الأمر الذي لم يعطّل عمل الإتحاد ولو ليوم واحد.
ثم تقدم أعضاء اللجنة التنفيذية بإلثناء والتقدير إلى الأمين العام للإتحاد وفريق الأمانة العامة على جهودهم المقدرة حيث أشار ممثل المصارف السعودية الأستاذ عبد المحسن الفارس، بأنّ الإتحاد اليوم يعتبر من أهمّ الإتحادات العربية العاملة على تعزيز العمل العربي المشترك؛ وخصوصاً لجهة إيجاد البدائل الضرورية خلال الأزمة لضمان إستمرار وتيرة العمل والدور وبفعالية كبيرة خصوصاً لجهة إستخدام التكنولوجيا في عقد المؤتمرات والندوات وكلّ البرامج التدريبية، وهذا جهد مقدّر يسجل للأمانة العامة للإتحاد بشخص أمينها العام في مواجهة ليس فقط أزمة كورونا بلّ الظروف الإستثنائية التي يمرّ بها لبنان الشقيق الذي نتمنى له ولشعبه الطيّب الإستقرار السياسي والأمني والإزدهار؛ وأكّد الفارس بأنّ الإتحاد سيستمر قوياً برجالاته وبرسالته وبدوره المميّز.
وفيعرضه عن نشاط الإتحاد خلال الفترة المعنية بالتقرير لعام 2020، أوضح الأمين العام للإتحاد الأستاذ وسام حسن فتــّوح بأنّ إنطلاقة العام 2020 واجهت كافة المشكلات والحواجز المستجدة لكن إستمرت بعملها بروح الفريق الواحد، وإستطاعت أن تستمر بالمسيرة وتحقّق معظم إستراتيجيتها على الرغم من الحواجز التي فرضتها جائحة كورونا، وأمّنت الحماية والوقاية لجميع العاملين في الاتحاد، وعقدت الإجتماعات والندوات التدريبية، كما أعدّت 37 دراسة خلال العام 2020، حول تأثير جائحة كورونا على الإقتصادات العربية والدولية، ودراسات عدّة مع مؤسسات دولية بينها: منظمة الإسكوا وأكثر من دورة تدريبية online training؛ وقد تمّ تزويد المصارف العربية والمؤسسات المالية العربية والدولية بهذه الدراسات، ومن ثمّ وقّع الإتحاد مذكرات التفاهم والتعاون مع كبريات شركات التكنولوجيا العالمية والعربية.
ثم عرض الأمين العام إنضمام الإتحاد إلى عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة السياحة العربية – جامعة الدول العربية بهدف تشجيع السياحة البينية العربية في ظلّ جائحة كورونا وأيضاً الإستثمارت العربية – العربية؛ وقد إنضمّ أيضاً الإتحاد إلى مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة الذي يرأسه صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز.
كما وأشار إلى إنجاز وحدة التحوّل الرقمي التابعة للإتحاد "UAB Digital"، التي تضمّ كبريات شركات التكنولوجيا العالمية من بينها: Global Innovation Institute – الأميركية؛ Archinnova DMCC- دبي؛ LexisNexis – فرنسا؛ Early Birds – الأسترالية؛ RegPac – سنغافورة؛ Refinitiv وغيرها. كما أطلق "المجلس العربي للإبتكار المصرفي" التابع لمنصّة التحول الرقمي الذي يضمّ المسؤولين في المصارف عن التطوير والتحوّل الرقمي في 19 دولة عربية.
ثم عرض فيلماً وثائقياً حول الدمار الذي تعرضت له الامانة العامة نتيجة إنفجار مرفأ بيروت، والجهود التي قام بها الإتحاد من خلال المبادرة العربية الإنقاذية المشتركة مع جامعة الدول العربية حول فتح "الحساب العربي للدعم والإغاثة – الخاص للبنان".
ومن المشاريع التي حقّقها الإتحاد خلال هذه الفترة إنشاء "المعهد العربي للدراسات المالية والمصرفية" في عمان – المملكة الأردنية الهاشمية الذي سيعمل بالتعاون مع المعهد التابع للبنك المركزي الأردني، بهدف رفع المستوى المهني والتقني للكوادر المصرفية والمؤسسات المالية العربية
ثم ختم الأمين العام تقريره بأنّ الاتحاد سيستمر بمسيرته وإستراتيجيته مهما كانت الظروف والأزمات.