كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة ميامي عن خطر حقيقي يواجه ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث تبين أن 35 مبنى شاهقًا، يقطنها الآلاف على طول الساحل، تغرق بمعدل يصل إلى ثلاثة بوصات سنويًا. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة تشمل مبانٍ حديثة البناء، مما يثير قلقًا كبيرًا بشأن سلامة البنية التحتية.
أسباب غرق المباني في فلوريدا
بحسب الدراسة، يعود غرق المباني إلى عوامل متعددة، من بينها:
التربة غير المستقرة التي تبني عليها المباني.
الاهتزازات الناتجة عن مشاريع البناء القريبة.
التغيرات المناخية التي تفاقم المشكلة.
وتأتي هذه التحذيرات وسط مخاوف من تكرار كارثة "تشامبلين تاورز" في عام 2021، حيث أدى انهيار المبنى إلى وفاة 98 شخصًا، مما اعتبر إحدى أسوأ الكوارث الهندسية في تاريخ الولايات المتحدة.
دروس من كارثة "تشامبلين تاورز"
في حادثة انهيار مبنى "تشامبلين تاورز"، أشارت التحقيقات إلى أن السبب الرئيسي كان تدهور الخرسانة الناتج عن الإهمال والصيانة السيئة. ومع ذلك، يحذر العلماء اليوم من أن غرق التربة قد يكون عاملًا إضافيًا يهدد سلامة مبانٍ أخرى، خاصة على طول الساحل.
مدن تغرق تحت أقدام سكانها
فلوريدا ليست الوحيدة التي تواجه هذه المشكلة. هناك مدن أخرى حول العالم تتعرض لخطر الغرق نتيجة عوامل مشابهة:
جاكرتا، إندونيسيا: تغرق بمعدل 10 سنتيمترات سنويًا بسبب الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، حيث انخفضت بمقدار 33 قدمًا خلال القرن الماضي.
نيويورك، الولايات المتحدة: تواجه خطر الغرق بسبب وزن مبانيها الضخمة وتأثيره على التربة.
تشير هذه الدراسات إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لتقييم سلامة المباني ومراجعة طرق البناء التقليدية، خاصة في المناطق الساحلية التي تعاني من تدهور التربة. كما يجب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة تأثيرات التغير المناخي وتطوير أساليب بناء أكثر استدامة.