أكد محمد العريان، الخبير الاقتصادي البارز، وكبير المستشارين الاقتصاديين لمجموعة أليانز، والذي اختير مؤخرًا رئيسًا لكلية كوينز بجامعة كامبردج، أن النمو الاقتصادي في العالم سيكون أقل من المطلوب وأقل من الممكن، أما أسواق المال فتعيش في عالم منفصل عن الاقتصاد، حسبما يرى العريان، وتؤدي بشكل جيد نسبيًا على الرغم من معاناة الاقتصاد، لأن البنوك المركزية تضخ بها الكثير والكثير من الأموال.
وفي برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي في مقابلة عبر "زووم"، أكد العريان، أنه بالنسبة لتأثير إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ "كوفيد-19" على الاقتصاد وأسواق المال، فإن ذلك يعطي دلالة بأن لا أحد في مأمن من الوباء.
وارتفاع نسبة الشباب في مصر، كان سببًا رئيسيًا في تعافي الاقتصاد المصري سريعًا من صدمة "كوفيد-19" الأولى، مقارنة بدول أخرى، حسبما يرى العريان، مضيفًا أن الدول التي شهدت نموًا هي التي كان عليها مواجهة الوباء بطرق أخرى، لأنها لم تكن لتتحمل الاختيار بين الإغلاق التام أو الفتح التام.
أما الصين، فكانت لديها ميزة نسبية لأنها أول من واجه الوباء، وتعاملت معه مبكرا، فخرجت من الأزمة مبكرًا.
وتوقع العريان، أن يكون التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا بطيئا للغاية.
وتحدث العريان، عن تأثير الجائحة على معدلات البطالة عالميًا، مشيرًا إلى أن الاقتصاديين يقولون إن هناك أربعة حلول لتلك الأزمة، إلا أن الحل الوحيد لتلك الأزمة – من وجهة نظره – هو تحفيز النمو الشامل المرتفع، "فإذا كان لديك الكثير من الديون فأفضل ما يمكن أن تفعله هو العمل على زيادة الدخل، ومع زيادة الدخل يمكن الوفاء بالديون والحفاظ على مستوى المعيشة".
أما الحلول الثلاثة الأخرى فلن تجدي نفعا حسب قوله، وهي التقشف الذي يرى أنه لا يمكن اتباعه إلى الأبد، والحل الآخر هو القمع المالي، وهو أمر قد يشوه النظام الاقتصادي بالكامل ولن تتمكن الدول النامية من تنفيذه جيدا، والحل الأخير هو التخلف عن سداد عن الديون، ولا أحد يريد اللجوء إلى ذلك أيضًا.
وأشاد العريان، في هذا الصدد بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية، والاستجابة السريعة من جانب البنك المركزي لاحتواء التأثيرات الاقتصادية للجائحة.