كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عن تأثير توقف توربينات سد النهضة على مياه النيل القادمة إلى مصر عبر السد، موضحًا أن تشغيل التوربينات غير خفي ويظهر من خلال الصور الفضائية.
توقف عمل توربينات سد النهضة
وأكد الدكتور عباس شراقي أنه فى هذه المرحلة، أثناء الفيضان، لا يشكل تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها أهمية بالنسبة لمصر، مشيرًا إلى أن كامل الإيراد الحالى عند سد النهضة يبلغ 400 مليون متر مكعب يومًا، ولابد أن يمر إيراد المياه بالكامل، للحفاظ على منسوب بحيرة سد النهضة عند أقل من منسوب الممر الأوسط، وسوف تأتى المياه إلى السودان ومصر.
وقال الدكتور عباس شراقي عن كيفية ظهور توربينات سد النهضة فى حالة التشغيل: "ليس هناك مجالا للشك فى كيفية ظهور عمل التوربينات من خلال الصور الفضائية، فى حالة التشغيل تندفع المياه من أعلى مستوى لبحيرة سد النهضة نحو التوربينات بالقرب من قاع النهر لتدير التوربينات ثم تخرج المياه مندفعة نحو حوض تجميع المياه فتكون لونا فاتحا نتيجة حدوث دوامات (يمين الصور داخل الدائرة الحمراء).
وتابع الدكتور عباس شراقي "ويظهر ذلك بوضوح فى حالة التشغيل، وفى حالة عدم التشغيل تكون المياه هادئة فى حوض التوربينات دون تغير فى اللون وهذا الذى ظهر على الصور الفضائية منذ 5 سبتمبر الماضى."
تأثير توربينات سد النهضة على تمرير المياه لمصر
وعن تأثير توربينات سد النهضة على تمرير المياه لمصر، أوضح عباس شراقي أنه "فى هذه المرحلة أثناء الفيضان، تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لا يشكل أي أهمية بالنسبة لمصر، حيث أن كامل الايراد الحالى عند سد النهضة 400 مليون م3/يوم لابد أن يمر بالكامل للحفاظ على منسوب بحيرة سد النهضة أقل قليلا من منسوب الممر الأوسط (640 م)، إما أن يمر الايراد من بوابات المفيض العلوية والتوربينات معًا، أو من خلال البوابات فقط، فى الحالتين سوف تأتى المياه إلى السودان ومصر."
كما كشف عباس شراقي أن " توقف التوربينات أو تشغيلها لا يؤثر على كمية المياه التى تأتى إلى مصر"، مشيرًا إلى أن "الصور الفضائية أظهرت على مدار الأيام الماضية منذ الخامس من سبتمبر عند الفتح الاجبارى لبوابات المفيض العلوية توقف توربينات سد النهضة الأربعة، اثنان منهما كان مقرر افتتاحهما صيف 2014، إلا أنه تم افتتاح الأول 20 فبراير 2022، والثانى 11 أغسطس 2022، وكان مقدرا افتتاحهما معا فى فبراير إلا ان التوربين الثاني لم يكن جاهزا وافتتح بعد 6 أشهر"
توقف التوربينات والفتح الإجباري لبوابات المفيض
وأكد الدكتور شراقي أن تشغيل التوربينين الاول والثاني "كان متقطعا ومحدودًا يعملا عدة أسابيع ويتوقفا عدة أشهر، إلا أنهما إنتظما فى 27 يناير 2024، أى بعد عام ونصف او عامين"
وقال الدكتور عباس شراقي "ثم افتتح التوربينات الثالث والرابع فى 24 أغسطس، ولانعلم متى ينتظما فى العمل، وفوجئنا فى 5 سبتمبر بتوقف الجميع فى نفس يوم الفتح الاجبارى لبوابات المفيض"
وتابع شراقي "البعض يقول إننا لم نبلغ بغلقهما، ومتى أبلغتنا إثيوبيا بأى خطوة من قبل؟ وهل أبلغتنا إثيوبيا بغلق البوابات فى 28 أغسطس الماضى؟ أو بالفتح مرة ثانية يوم 5 سبتمبر؟"
وقال شراقي: "معقول المياه تسد عين الشمس من بوابات المفيض ونقول لم نبلغ رسميا! هل عدم تبليغنا بالفتح أو بالغلق أوبتشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها يغير من الواقع شئ؟ وأين نحن من متابعتنا لما يجرى على أرض الواقع؟"
تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لا يشكل أهمية لمصر
وأضاف شراقي "فى هذه المرحلة تشغيل التوربينات أو عدم تشغيلها لا يشكل أي أهمية بالنسبة لمصر، الإيراد الحالى عند سد النهضة 400 مليون م3/يوم، ولابد من امرار كامل الايراد للحفاظ على منسوب بحيرة سد النهضة، حتى لاتغمر المياه الممر الأوسط"
وقال "اذا اشتغلت التوربينات بإمرار وليكن 100 مليون م3/يوم فسوف يتم فتح عدد من بوابات المفيض العلوية بحيث تمرر الـ 300 مليون م3 المتبقية، وفى حالة عدم تشغيل التوربينات سوف يتم فتح مزيد من البوابات لامرار كامل الـ 400 م3، وهذا يظهر بوضوح فى زيادة كمية المياه المارة من المفيض فى 15 سبتمبر (400 مليون م3) عنها يوم 5 سبتمبر (250 مليون م3)، وفى جميع الحالات لابد من امرار كامل الكمية سواء جزء من تشغيل توربينات أو كلها من المفيض."
مياه سد النهضة الزائدة يهدد بانهياره
وعن توقف توربينات سد النهضة، قال الدكتور عباس شراقي: "توقف توربينات سد النهضة شئ معتاد لاسباب متنوعة منها فنية فى تشغيل التوربينات التى تحتاج عمل فنى ميكانيكى وكهربائى دقيق للغاية، أو لأسباب تتعلق بالفيضان وكمية الرواسب وبقايا الأشجار، أو لعدم جاهزية شبكة نقل الكهرباء، أو لأسباب أخرى، ولأ أقف كثيرا عند عدم التشغيل لأن ذلك يهم إثيوبيا بالدرجة الأولى، وقد نراها تعمل الأيام القادمة."
وأكد شراقي أن "تشغيل التوربينات يعنى وصول المياه إلى مصر بعد استفادة إثيوبيا بانتاج كهرباء، وعدم التشغيل يعنى وصول المياه إلى مصر أيضا ولكن بدون استفادة إثيوبية، سواء حاليا أو فى ابريل القادم اجباريا عن طريق التفريغ من بوابات المفيض استعدادا لاستقبال مياه الموسم الجديد وإلا ينهار السد."