منعا للقلق قبل الشتاء.. تعرف على الفرق بين الإنفلونزا الموسمية وفيروس كورونا


السبت 03 أكتوبر 2020 | 02:00 صباحاً
مالك عبدالله

تكثر التساؤلات التي يطرحها الكثيرون بالتزامن مع حلول الموسم الشتوي حول التمييز بين الأنفلونزا وفيروس كورونا المستجد؛ حيث تنتشر الأنفلونزا الموسمية، الأمر الذي يثير مخاوف حول العالم وخصوصًا مع تشابه أعراضهما.

ويعد ارتفاع درجة الحرارة من الأعراض الأكثر شيوعًا ل فيروس كورونا ؛ حيث تتخطى درجة الحرارة لدى المصاب ب فيروس كورونا حاجز الـ37.8 درجة، هذا إلى جانب السعال المستمر الجاف عادة، وفقدان لحاستي الشم والذوق أو أحدهما، كذلك يشعر المصاب ب فيروس كورونا في بعض الأحيان بالإعياء والتعب والتهاب الحلق والصداع، بالإضافة إلى إحساس بضيق في التنفس.

أما الأنفلونزا الموسمية تترافق بارتفاع في درجة الحرارة والتعب والسعال الجاف وأوجاع الجسد والصداع بشكل عام، كما يعاني مرضى الأنفلونزا أحيانًا سيلانًا أو انسدادًا في الأنف أو التهابًا بالحلق، مع احتمال حدوث إسهال عند الأطفال، ولا يصاحب الأنفلونزا عطس أو ضيق تنفس، إلا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تشير إلى بداية سريعة لأعراض هذا المرض.

ويقول الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات، إن هناك وجه تشابه بين أعراض الأنفلونزا الموسمية و فيروس كورونا ، ولكن الفارق الوحيد أن فيروس كورونا يصاحبه ضيق في التنفس لأنه يصل إلى الرئة، وكذلك يكون مصحوبًا بالتهاب في الحلق، لافتًا إلى أن الأطفال يكونوا أكثر قابلية للإصابة ب فيروس كورونا ؛ لأنه يكون متواجدًا بالحلق لعدة أسابيع، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض لأن الطفل خلاياه غير ناضجة فلا تستطيع مستقبلات الفيروس الدخول والتخلل من خلالها ليقوم بوظيفته، كما أن الفيروس عند الأطفال عشرة أمثال عند الكبار.

وأشار شاهين إلى أن منظمة الصحة العالمية وصفت الأسلوب الذي انتهجته الدول الأوروبية وغيرها لمواجهة فيروس كورونا يشوبه الخطأ وضربت على ذلك مثال "طائرة بدأت في السقوط ثم ننادي أين أدوات النجاة؟، وهذا تفسيره أن تلك الدول سلكت مسلكًا خطأ لا يتوافق مع مواجهة الفيروس، مؤكدًا أن مصر أقل دول العالم إصابة بهذا الفيروس ولكن هذا الانخفاض انخفاض حذر بمعنى أن الفيروس ليس له أمان مطلقًا، فمثلا الأردن كانت في السابق أقل إصابات ولكن نجدها الآن تغلق محافظات لها، كذلك الأمر في بريطانيا والتي بدأت تحذو حذو إسبانيا.

ويوضح الدكتور عبدالعظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس، مع اقتراب فصل الشتاء والبرودة وضعف المناعة تنتشر الأنفلونزا الموسمية، وهنا تكمن المشكلة؛ حيث يختلط على المرضى أعرضها وأعراض فيروس كورونا المستجد Covid-19، ويتشابه الاثنان معًا في حدوث الحمى والسعال وآلام الرأس والعضلات والإرهاق، وكلاهما ينتقل باللمس والقطيرات الصغيرة والأدوات الملوثة، وبالتالي فإجراءات الصحة العامة والنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار تسهم بشكل كبير في الوقاية من العدوى، مضيفًا: تطور وحدة الأعراض من الفروق الواضحة بين الأنفلونزا وCovid-19؛ حيث تتطور الأعراض المفاجئة واللاحقة ببطء مع الوقت لدى مريض الأنفلونزا العادية، بعكس فيروس كورونا تتطور بشكل مفاجئ وسريع، بالإضافة لذلك فإن المصاب بفيروس كورونا المستجد عادة لا يعاني انسداد الأنف أو الرشح، في حين أن مريض الأنفلونزا يعانيهما، ويتلاشى هذا العارض في غضون أسبوع.

وأضاف، أما عن الصداع وآلم الرأس قد يكونان عارضين مشتركين بين المرضين، لكنه يكون بسيطا ونادرا في حالة الأنفلونزا العادية، ويكون حادا ومتواصلا في حالة Covid-19، و كذلك الإحساس بالقشعريرة، فهي تكون نادرة لدى المصاب بالأنفلونزا العادية، لكنها أساسية لدى المصاب ب فيروس كورونا المستجد، علاوة على ذلك فإن العطس والتهاب الحلق يكونان أساسيين عند المريض بالأنفلونزا العادية، ونادرا عند مريض Covid-19، مشيرًا إلى أن السعال من الأمور المشتركة لدى المريضين، لكنه يكون مصحوبًا بالبلغم في حالة الأنفلونزا العادية، بينما لدى مريض Covid-19 يكون حادا بدون بلغم وجافا ومصحوبا بضيق التنفس.

وأشار إلى أن المصاب بفيروس كورونا يعاني بشكل أساسي آلامًا حادة، ولكنها تكون خفيفة ونادرة لدى المصاب بالأنفلونزا العادية، وأبرزها آلام الصدر والشعور بالثقل في تلك المنطقة من الأمور المشتركة بين المرضين، لكنها تكون خفيفة إلى متوسطة لدى مريض الأنفلونزا، في حين تكون حادة وقوية لدى مريض Covid-19 ومن الممكن أن تتزامن مع القيء والإسهال، مؤكدًا  أن كافة الاختلافات التي ذكرناها، يبقى تحليل "PCR" هو الفيصل في تأكيد أو نفي العدوى بـCovid-19.