تستعد وول ستريت لليلة طويلة ومتقلبة مع ترقب المتداولين لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تبدأ اليوم الثلاثاء، ويأتي ذلك فيما تستعد أقسام التداول في هونغ كونغ وسنغافورة للعمل حتى ساعات متأخرة.
ووصف أحد مديري المحافظ المالية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني بأنه "مصارعة الطين مع الأعين معصوبة في حقل ألغام"، في إشارة إلى حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات.
الليلة الانتخابية
الجميع يتهيأون لليلة كبيرة، حيث قامت البنوك الكبرى مثل جيه بي مورغان وغولدمان ساكس بزيادة فرق التداول للتعامل مع أحجام التداول العالية والتقلبات خلال الليلة الانتخابية. قال جلين كابيلو من مجموعة ميشلر المالية: "سنظل حتى الثانية صباحاً إذا لزم الأمر".
التركيز على السندات والعملات
تركز الأنظار على سوق السندات والعملات، حيث ارتفع مؤشر آي سي إي بنك أوف أمريكا موف بنسبة 40% الشهر الماضي، ووصل مؤشر سي إم إي للتقلبات الضمنية للعملات الرئيسية إلى أعلى مستوى له منذ أوائل 2023.
كيف ستؤثر النتيجة؟
راهن المتداولون على فوز دونالد ترامب لعدة أسابيع، مما ساهم في ارتفاع الأسهم والعملات والعملات المشفرة، بالإضافة إلى ارتفاع عوائد السندات. ولكن بعد صدور استطلاع رأي أظهر تقدم كامالا هاريس على ترامب في ولاية أيوا، انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس الماضي، وتراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، كما سجلت عملة بيتكوين انخفاضًا.
يتوقع المتداولون عودة "تداولات ترامب" التي تعتمد على الرهان بصعود الدولار وتراجع السندات، مع خطط للاستفادة من تلك الصفقات أو الخروج منها بسرعة بناءً على نتائج الانتخابات. وإذا تمكنت هاريس من التفوق على ترامب، فقد تنقلب هذه الصفقات رأساً على عقب، مما يؤدي إلى تقلبات كبيرة في السوق خلال الليل.
دروس من انتخابات 2016
يعيد المتداولون النظر في انتخابات 2016، حيث أساءت الأسواق تفسير نتائج استطلاعات الرأي في البداية، مما دفع العديد من المتداولين إلى اتخاذ مراكز بشكل مبكر عن المطلوب. هذه المرة، تقوم صناديق التحوط بتقليص المخاطر والاستعداد لأي تحركات غير متوقعة.
وأشار إد الحسيني من شركة كولومبيا ثريدنيدل إنفستمنتس إلى أن أسواق الأسهم انهارت بعد انتخاب ترامب في 2016، لكن ذلك استمر ليوم واحد فقط قبل أن تعاود الارتفاع. وأوضح فيكرام براساد من سيتي بنك أن المتداولين يتخذون مواقف محايدة للحفاظ على السيولة، مشيراً إلى أنهم قاموا بتنظيف مراكزهم لتقليل المخاطر قدر الإمكان.
ليست الانتخابات الرئاسية وحدها هي التي تؤثر على الأسواق، بل أيضاً نتائج انتخابات الكونغرس. ففوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وزيادة عائدات السندات نتيجة خطط ترامب لخفض الضرائب والتعريفات الجمركية، في حين أن انقسام الكونغرس قد يحد من التحولات الكبرى في السياسات، مما يساعد في تحقيق بعض التوازن.
الطعن على الانتخابات وارد
قد تستمر التقلبات في الأسواق لفترة أطول، مع استعداد وول ستريت لاحتمالية تأجيل نتائج الانتخابات أو الطعون القانونية المتعلقة بها. هذه السيناريوهات قد تؤدي إلى إطالة أمد حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يزيد من صعوبة تنقل المتداولين داخل السوق.
اجتماع الفيدرالي وأسعار الفائدة
يترقب المتداولون قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس المقبل، حيث من المتوقع على نطاق واسع خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي. وأظهر استطلاع أن 98% من المتداولين يراهنون على خفض بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية الأسبوع.
سيلعب قرار الاحتياطي الفيدرالي دوراً محورياً في تشكيل تحركات السوق بعد الانتخابات، حيث سيوازن المتداولون بين نتائج الانتخابات والتغيرات المحتملة في السياسة النقدية.
رد فعل السوق
شهدت الأسواق الأمريكية تراجعات جماعية أمس، حيث أغلق مؤشر داو جونز أولى جلسات الأسبوع على انخفاض بنسبة 0.6%. كما تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.3%، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.3%.