كشف هاني إبراهيم، الباحث المتخصص في الشأن الإفريقي وحوض النيل، عن آخر تطورات الموقف في سد النهضة الإثيوبي والنيل الأزرق، المورد الرئيسي لمياه نهر النيل الذي يغذي مصر والسودان.
وأكد الباحث استمرار تشغيل المفيض الغربي لسد النهضة، الذي وصفه بـ"الكارثي"، مشيراً إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت زيادة ملحوظة في منسوب النيل الأزرق بالقرب من الحدود السودانية.
وأوضح إبراهيم أن هذا الارتفاع النوعي في منسوب النيل الأزرق، الذي حدث في منتصف سبتمبر، أثر بشكل مباشر على مستويات المياه في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد تشغيل خزانات الروصيرص وسنار على النيل الأزرق. كما أشار إلى دور خزان جبل الأولياء على النيل الأبيض في المساهمة في تنظيم التدفقات المائية القادمة من إثيوبيا.
تغيرات في منسوب النيل الأزرق
وبحسب قياسات المناسيب، سجل منسوب النيل الأزرق عند الحدود السودانية 493.86 متر يوم 16 سبتمبر، لكنه انخفض إلى 492.29 متر بحلول 26 سبتمبر، مما يعكس تراجعاً قدره 1.57 متر. إلا أن المنسوب عاد ليرتفع نوعياً يوم 6 أكتوبر إلى 492.47 متر. هذه التقلبات في مستويات المياه تأتي متوافقة مع الصور الجوية التي أظهرت ارتفاع منسوب النهر.
وأضاف الباحث أن هناك زيادات في التدفقات من النيل الأزرق نحو بحيرة سد النهضة، حيث سجل قطاع النيل الأزرق الذي يغادر بحيرة تانا والقريب من السد ارتفاعاً ملحوظاً في المياه يوم 6 أكتوبر مقارنة بنفس الفترة في عامي 2022 و2023، بارتفاع بلغ 1.5 متر. هذا الارتفاع يتجاوز أيضاً معدلات المياه التي كانت موجودة في سبتمبر وأكتوبر من العامين السابقين.
التدفقات من بحيرة تانا وفتح المفيض
يرى إبراهيم أن السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع يعود إلى ارتفاع منسوب بحيرة تانا، حيث سجلت البحيرة مستويات أعلى من المعتاد خلال شهر سبتمبر. وللتعامل مع هذا الارتفاع، تم تخفيض منسوب البحيرة بحوالي 10 سم خلال الفترة من 19 إلى 29 سبتمبر، ما يعادل تصريف ما يقرب من 300 مليون متر مكعب من المياه في المتوسط.
على الرغم من أن عملية التخفيض لم يتم حسابها بدقة بسبب الأمطار وتشغيل الخزانات القريبة من تانا، إلا أن هذه الإجراءات ساهمت في ارتفاع التدفقات المتجهة إلى بحيرة سد النهضة واستمرار تشغيل المفيض الغربي للسد.
وفي ضوء هذه التطورات، توقع إبراهيم أن يستمر تشغيل المفيض لفترة أطول قد تمتد حتى نوفمبر المقبل، خاصة وأن منسوب بحيرة تانا لا يزال مرتفعاً مقارنة بنفس الفترة في السنوات الماضية. كما حذر من أن منسوب المياه في الخرطوم قد يشهد ارتفاعاً جديداً خلال الأيام القادمة نتيجة هذه التدفقات.