سجلت أسعار النفط الخام خلال تعاملات السوق اليوم الخميس، ارتفاعا ملحوظا، وذلك فى ظل استعداد السوق لاحتمال أن يتضمن انتقام إسرائيل من إيران أهدافا نفطية، وكانت طهران قد استهدفت عدة مناطق إسرائيلية بعشرات الصواريخ مساء الثلاثاء الماضى.
أسعار النفط
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى اليوم بنسبة 5.5% ليقترب من 74 دولارا للبرميل، بعد أن رد الرئيس الأمريكى جو بايدن، عندما سئل عما إذا كان سيدعم إسرائيل فى ضرب منشآت النفط الإيرانية، فقال "نحن نناقش ذلك".
ولقد أصابت سوق النفط حالة من الذهول بسبب الأزمة الأخيرة فى الشرق الأوسط، التى تأتى بعد عام من الاضطرابات فى المنطقة، حيث تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة ووسعته ليشمل لبنان، كما شنت هجمات على كل من اليمن وسوريا وإيران.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إيران ستدفع ثمن هجومها الصاروخى على إسرائيل ليل الثلاثاء، بينما قالت طهران إن أى رد سيقابل "بدمار واسع النطاق"، مما أثار مخاوف من اتساع رقعة الحرب.
وتمثل منطقة الشرق الأوسط نحو ثلث العرض العالمى من النفط الخام، ويشعر التجار بالقلق من أن التصعيد الأخير قد يؤثر على التدفقات إذا تعرضت منشآت الطاقة للهجوم أو تم إغلاق طرق الإمداد وخاصة مضيق هرمز على الخليج العربي، إذ يعد هذا المضيق نقطة لوجستية رئيسية يمر عبرها خُمس إمدادات النفط اليومية.
قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين فى مجال الطاقة، "إن حقيقة اعتبار البنية التحتية للطاقة الآن هدفا محتملا ليست مفاجئة كبيرة للسوق، لكن سماع تعليقات بايدن حول هذا الأمر يجعل الاحتمال أقرب إلى الواقع"، وأضافت أنه كان هناك بعض الشكوك حول إذا ما كانت إسرائيل ستستهدف بالفعل منشآت نفطية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأثير إدارة بايدن، التى تحرص على إبقاء أسعار النفط مستقرة قبيل أسابيع على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال محللون فى سيتى جروب، فى مذكرة أمس الأربعاء، إن ضربة كبيرة من إسرائيل على القدرة التصديرية الإيرانية قد تؤدى إلى إخراج 1.5 مليون برميل من الإمدادات اليومية من السوق.
وبعيدا عن الأزمة فى الشرق الأوسط، هناك علامات على وفرة الإمدادات. وتخطط "أوبك بلس" لاستعادة بعض قدرتها المغلقة، إذ من المقرر أن تبدأ الزيادات فى ديسمبر المقبل بعد تأخير لمدة شهرين.
وفى الولايات المتحدة، أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع مخزونات الخام بشكل غير متوقع بمقدار 3.89 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهى أكبر زيادة فى نحو 5 أشهر.
فى غضون ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام فى الولايات المتحدة ارتفعت 3.9 ملايين برميل إلى 417 مليون برميل فى الأسبوع المنتهى فى 27 سبتمبر، مقارنة مع توقعات استطلاع أجرته رويترز بهبوط قدره 1.3 مليون برميل.
وقال محللون فى بنك "إيه إن زد" فى مذكرة إن "ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة أضاف مؤشرا على أن السوق تتلقى إمدادات جيدة ويمكنها الصمود فى وجه أى اضطرابات".
وتملك منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ما يكفى من الطاقة الاحتياطية من النفط لتعويض فقدان الإمدادات الإيرانية بالكامل إذا قامت إسرائيل بضرب منشآت هذا البلد.