قبل سنوات طويلة، وقع حدث غير عادي في شهر أكتوبر من التقويم الميلادي، حينما اختفت 10 أيام من التاريخ، فعندما ذهب الناس إلى النوم في الرابع من أكتوبر 1582، استيقظوا على اليوم الذي لم يكن يحمل اسم الخامس من أكتوبر، بل الـ15 من أكتوبر، وهو ما أثار حيرة وريبة الأشخاص، من هذا التاريخ الجديد، وأين اختفت تلك الأيام؟.
التقويم اليولياني
معظم الدول الأوروبية، كانت تستخدم التقويم اليولياني «التقويم الشمسي» قبل ما يقرب من 400 عام، وذلك الذي قدمه يوليوس قيصر في عام 45 قبل الميلاد، وأطلق عليه التقويم الشمسي، أساس معظم التقويمات في الوقت الحاضر، وفي عام 1582، كان الحدث الأكبر، إذ لاحظت الكنيسة الكاثوليكية أن التقويم اليولياني لا يتزامن بدقة مع التقويم الشمسي، وفق ما نشرته صحيفة «dailyparliamenttimes».
وجاءت قصة اختفاء الـ10 أيام من التقويم الميلادي عام 1582، أن التقويم اليولياني يبلغ 365.25 يومًا، وهو أطول من طول السنة الشمسية بنحو 0.0078 يومًا، ووفقًا للمرصد البحري للولايات المتحدة، قد لا يبدو هذا فرقًا كبيرًا، ولكن على مر السنين، تراكم هذا الرقم وبحلول القرن السادس عشر، أصبح الفارق 10 أيام، وهو أمر مهم للغاية في نظام قياس الوقت.
سر اختفاء 10 أيام من التقويم الميلادي
وبعد اكتشاف الفارق، اعتبرها المجتمع الأوروبي أنها أزمة كبيرة في الوقت وخاصة الاحتفالات بالأعياد والمناسبات، وللتعامل مع هذه الأزمة، قدم البابا جريجوري الثالث عشر تقويمًا جديدًا عُرف فيما بعد باسم «التقويم الجريجوري»، واستدعى لجنة من الخبراء، وأصدر مرسومًا بابويًا رسميًا في شكل مرسوم ثوري يسمى «إنتر جرافيسيماس» في 24 فبراير 1582، لإصلاح التقويم، وفقًا لما نشره موقع «The Conversation».
واختارت اللجنة شهر أكتوبر، ليكون الشهر الذي سيتم فيه إصلاح التقويم على حسب السنة الشمسية، وتخطي 10 أيام، وذلك لأنه لم يتعارض مع أيام الأحداث الكبرى في التقويم المسيحي، تم تنفيذ الإصلاح ونقل التقويم من 4 أكتوبر إلى 15 أكتوبر، مما أدى إلى مزامنة ضبط الوقت مع الوقت الفلكي، هكذا تم حذف 10 أيام من شهر أكتوبر، وأصبح 21 فقط.
يعد التقويم الجريجوري مشابه للغاية للتقويم اليولياني، كلاهما تقويمان شمسيان بـ12 شهرًا يضم كل منهما 28 إلى 31 يومًا، يحتوي كل نوع من التقويمات على 365 يومًا في معظم السنوات، مع إضافة يوم كبيس إلى شهر فبراير في سنوات معينة.