تستمر لشهور وتسبب أعاصير وبردا شديدا.. ظاهرة جوية عنيفة تضرب العالم


الاثنين 16 سبتمبر 2024 | 02:27 مساءً
ظاهرة اللانينا
ظاهرة اللانينا
العقارية

موجات حارة متلاحمة سيطرت على أشهر موسم الصيف في العام الجاري، ليس فقط في مصر بل العالم كله، تأثرًا بالعديد من التغيرات المناخية، والاحتباس الحراري الشديد الذي يعاني منه كثير من دول العالم، ومع زيادة الحر الشديد، بدأ الكثير يتحدث عن موعد قدوم فصل الشتاء، وهل سيكون هو الأكثر برودة؟ وهل تستمر ظاهرة النينو؟ أم تنقلب الموازين؟.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.. حدوث ظاهرة اللانينا بنسبة 60%

ووفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، هناك احتمال يصل إلى نسبة 60% لسيطرة ظاهرة اللانينا خلال الأشهر الأخيرة من هذا العام، مؤكدة أن لها تأثير تبريد نسبي قصير المدى على المناخ العالمي، وعادة ما يكون له تأثيرات معاكسة لظاهرة النينيو.

وتشير أحدث التوقعات الصادرة عن المراكز العالمية لإنتاج التنبؤات الطويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO) إلى احتمال بنسبة 55% الانتقال من الظروف المحايدة الحالية (لا النينيو ولا النينا) إلى ظروف ظاهرة النينا خلال ثلاثة أشهر، وهي الفترة من سبتمبر إلى نوفمبر 2024.

الظاهرة قد تستمر لمدة سنة وشهر

ووفقًا (WMO)، يزداد هذا الاحتمال إلى 60% من أكتوبر 2024 إلى فبراير 2025، مع احتمالية أن إعادة تطور ظاهرة النينيو خلال هذا الوقت ستكون ضئيلة.

وتشير ظاهرة اللانينا إلى التبريد واسع النطاق لدرجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب التغيرات في الدورة الجوية الاستوائية، مثل الرياح والضغط والأمطار.

وتختلف تأثيرات ظاهرة اللانينا اعتمادًا على شدتها ومدتها والوقت الذي تتطور فيه من العام، فضلًا عن التفاعل مع العوامل المناخية الأخرى، بشكل عام، فإنها تنتج تأثيرات مناخية معاكسة لظاهرة النينيو، خاصة في المناطق الاستوائية.

ومع ذلك، فإن الأحداث المناخية التي تحدث بشكل طبيعي، مثل ظاهرة اللانينا والنينو، تحدث في السياق الأوسع لتغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، والذي يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة العالمية، وتفاقم الطقس والمناخ المتطرفين، والتأثير على أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة الموسمية.

هل الظاهرة تؤثر على موجات الحر الشديدة؟

من جانبه، الأمين العام للمنظمة (WMO)، «سيليست ساولو» على أنه منذ يونيو 2023، شهدنا سلسلة ممتدة من درجات الحرارة العالمية الاستثنائية لسطح الأرض والبحر، موضحا أنه حتى وإن ظهرت ظاهرة لانينيا للتبريد على المدى القصير، فإنها لن تغير المسار طويل المدى لارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب الغازات الدفيئة التي تحبس الحرارة في الغلاف الجوي.

وتابع: «كانت السنوات التسع الماضية هي الأكثر دفئًا على الإطلاق حتى مع تأثير التبريد لظاهرة النينيا المتعددة السنوات من عام 2020 إلى أوائل عام 2023، ولكن بدأت ظاهرة النينيو 2023-2024 في الظهور منذ يونيو 2023 وبلغت ذروتها في من نوفمبر 2023 - يناير 2024 كواحدة من من أقوى خمسة تأثيرات مسجلة قبل أن تتبدد على الرغم من استمرار بعض التأثيرات».

وأوضح: على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، سادت ظروف محايدة، ولكننا لا نزال نشهد ظروفًا مناخية قاسية واسعة النطاق، بما في ذلك الحرارة الشديدة والأمطار المدمرة.

توقعات ظاهرة اللانينا

وبحسب تحذيرات هيئة الأرصاد، فإن تحول ظاهرة النينو إلى مرحلة اللانينا، قد يسبب حدوث الأعاصير والمنخفضات المدارية في بحر الصين الجنوبي، وتصل الفيضانات في الأنهار من مقاطعة كوانج بينه الوسطى إلى مقاطعة خانه هوا الجنوبية الوسطى، وهناك خطر حدوث فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، فضلًا عن استمرار الانهيارات الأرضية والفيضانات المفاجئة في هذه المناطق.

وتستند تحديثات المنظمة (WMO) إلى مراكز الإنتاج العالمية للتنبؤات طويلة المدى التابعة للمنظمة (WMO)

معلومات عن ظاهرة اللانينا

وأوضح الدكتور محمود القياتي عضو هيئة الأرصاد الجوية، لـ«الوطن»، معلومات عن ظاهرة اللانينا، مؤكدًا إن ظاهرة اللانينا عكس ظاهرة «النينو» وإنها المرحلة الباردة من دورة «ENSO» والتي تعني أن درجات حرارة مياه المحيط أكثر برودة من المتوسط.

و تحدث اللانينا نتيجة ارتفاع حرارة سطح المياة، إذ تعمل بشكل معاكس من خلال تعزيز الرياح التجارية بشكل أكبر، ودفع المياه الأكثر دفئًا نحو آسيا.

وأشار عضو هيئة الأرصاد، إن الظاهرة تحدث نتيجة انخفاض درجات الحرارة عن معدلاتها في المحيط الهادئ، تؤدي إلى عدد من الاضطرابات القوية في حالة الطقس عالميًا.

وأشار «القياتي» إلا أن الظاهرة الجوية تحدث عادًة عندما تتحول مياه المحيط الهادئ الباردة شمالًا، ما تؤدي إلى تحويل التيار النفاث، وحينها تعاني مناطق جنوب الولايات المتحدة من الجفاف، بينما يعاني غرب المحيط الهادىء وكندا من هطول أمطار غزيرة وفيضانات.

وعن احتمالية أن يكون شتاء 2025 هو الأكثر برودة، أكد «القياتي» أنه لا يمكن التنبؤ بهذا الأمر، إلا بنهاية فصل الشتاء.