تحمل قصة غرق يخت «بايزيان» الفاخر المملوك لقطب الأعمال البريطاني مايك لينش عناصر درامية مثيرة، إذ يجمع بين البطولة والغموض والمفاجآت.
كان من المفترض أن تكون رحلة «بايزيان» بداية حياة جديدة لمايك لينش، الذي وُصف بأنه "بيل غيتس بريطانيا"، وذلك بعد تبرئته من قضية طويلة ومُرهقة شوهت سمعته على مدى أكثر من 10 سنوات.
مأساة غرق اليخت
في تلك الرحلة، كان لينش يحتفل مع أصدقائه وعائلته، بما في ذلك ابنته الشابة "هانا" التي كانت قد انتهت لتوها من امتحان مهم أهلها لدخول جامعة أكسفورد ولكن، تسببت إهمالات جسيمة من طاقم السفينة في غرق «بايزيان»، مما أدى إلى وفاة معظم الركاب بينما نجا أغلب الطاقم.
من الناجين كانت أنجيلا باكاريس، زوجة لينش، التي فقدت زوجها وابنتها في الحادث، وشارلوت جولونسكي، الموظفة الشابة لدى لينش، التي أنقذت طفلتها الصغيرة من الأمواج العاتية برفعها فوق الماء حتى تم إنقاذهما.
المفاجآت والتحقيقات
المفاجأة الكبرى كانت سرعة غرق اليخت "بايزيان"، الذي كان مجهزًا بأحدث تقنيات الأمان، في غضون 60 ثانية فقط، بالرغم من امتلاكه "أطول صاري ألمنيوم في العالم".
وقد أثارت العاصفة غير المسبوقة التي ضربت اليخت اهتمامًا عالميًا، لا سيما بعد الكشف عن أن من كانوا على متنه من الشخصيات الثرية.
التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان الطاقم قد اتخذ جميع إجراءات السلامة اللازمة لتفادي هذه الكارثة، وقد بدأت عمليات البحث عن الجثث فور وقوع الحادث، حيث تم انتشال جثث الطهاة والركاب واحداً تلو الآخر، وكان من بين آخرهم جثة مايك لينش وابنته.
الخلفية المهنية لمايك لينش
مايك لينش، البالغ من العمر 59 عامًا، عُرف كرائد في مجال التكنولوجيا عندما أسس شركة "أوتونومي" للبرمجيات وباعها لشركة "هيوليت باكارد" مقابل 11 مليار دولار في 2011.
كانت تلك الصفقة مصدر ثروته، لكنها أيضًا تسببت له في مشاكل قانونية بعد اتهامه بالتلاعب المالي لإتمام البيع.
قبل تلك المشكلات، كان لينش يُعتبر مبتكرًا ومبدعًا في عالم التكنولوجيا، وحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية من الدرجة الأولى عام 2006. وقد ترك بصمة كبيرة في قطاع التكنولوجيا والأمن السيبراني بفضل ابتكاراته.