عمرو المغربي: السياحة الخليجية تنعش مبيعات المعدن الأصفر من جديد بعد فترة من الركود
- مساعي لتجديد مبادرة زيرو جمارك مرة أخرى لزيادة المعروض والتصدى لارتفاع الأسعار
نادي نجيب: زيرو جمارك لم تحقق سوى 30% من المُستهدف
- الذهب السوداني ساهم بشكل غير مباشر في زيادة المعروض بالسوق المحلية
شهدت أسواق الصاغة في مصر حالة من الارتباك فور تصريحات أحد المسؤولين بشأن المعدن الأصفر والتوقعات بارتفاع الأسعار خلال الفترة المُقبلة، وكشفت خبراء عن تأهب أسواق الصاغة لاستقبال زيادة جديدة بواقع 10% نتيجة لكثرة الإقبال من قبل المواطنين للتحوط بالمعدن الأصفر كونه أهم الأوعية الادخارية لحفظ الأموال في حالتي الحرب والسلم.
وأكد الخبراء أن الذهب أثبت على مدار العامين الماضيين أنه ضمن الاستثمارات الآمنة والأكثر تحقيقًا للأرباح وأن آي شائعات يتم نشرها تهدف إلى تذبذب الأسواق.
وقال عمرو مغربي، عضو الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن الذهب يُنافس أبرز قنوات الاستثمار وحفظ الأموال بالسوق المحلية من عقارات وفوائد بنوك وغيرها، موضحًا أن أصحاب الفوائض المالية يفضلون تنوع المحفظة الاستثمارية ما بين شراء الذهب بغرض الادخار وتعظيم الأرباح وكذلك العقارات والدولار أو البنوك والقنوات الرسمية.
أسعار الذهب
فيما يخص الارتفاعات الأخيرة في أسعار الذهب، أوضح المغربي أن السبب في ذلك يعود إلى تحركات سعر الدولار في القنوات الرسمية "البنوك" وصعود المعدن الأصفر في البورصة العالمية.
وأشار إلى أن الشعبة تعمل حاليًا على إعداد مذكرة للمطالبة بإعادة تطبيق مبادرة "زيرو جمارك" التي كانت ناجحة في السيطرة على أسعار الذهب في بداية عام 2024 وزيادة المعروض من المعدن النفيس في السوق المحلية لتلبية العرض والطلب.
وأضاف المغربي أن سعر الذهب في مصر ارتفع بنحو 200 جنيه خلال الأسبوع المنتهي بسبب زيادة الدولار وتحركات البورصة العالمية المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية وصراعات الشرق الأوسط والانتخابات الأمريكية بالإضافة إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأشار المغربي إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد زيادات جديدة في أسعار الذهب، مدعومة بتحركات سعر الدولار وزيادة الإقبال خاصةً في ظل التوقعات بإمكانية حدوث تحرير جديد لسعر الصرف بنهاية العام الحالي.
وذكر أن أسواق الصاغة شهدت استقرارًا ملحوظًا خلال الربع الثاني من عام 2024 نتيجة لانشغال الأسر المصرية بامتحانات الثانوية العامة والجامعات، مما أدى إلى تراجع الطلب الطبيعي على الذهب.
وأكد المغربي أن أسواق الصاغة عادت إلى الرواج مجددًا بعد انتهاء موسم الامتحانات، بفضل زيادة حركة السياحة الخليجية في القاهرة والبحر الأحمر والإسكندرية وكذلك في محافظات الصعيد نتيجة لعودة المصريين العاملين بالخارج، مما أسهم في تحسن حركة الشراء داخل محال الصاغة بعد فترة من الركود.
وأضاف المغربي في تصريحات خاصة لـ«العقارية» أن الأنباء التي تم تداولها حول إغلاق محال الصاغة خلال نهاية الأسبوع الماضي غير صحيحة تمامًا، مضيرًا إلى أن هذه الشائعة جرى ترويجها من قبل بعض الأفراد بهدف الإضرار بالاقتصاد الوطني وإثارة الفوضى في سوق الصاغة الذي يعد من أهم أعمدة الاقتصاد القومي وأحد الأوعية الادخارية الهامة واحتياطيًا أساسيًا في البنوك المركزية العالمية.
وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام تستغل فترات توقف التسعير القصيرة، التي قد تصل إلى 15 أو 30 دقيقة بسبب صدور قرارات هامة من البنك المركزي أو الفيدرالي لتحقيق سبق صحفي، مضيفًا أن نشر أو استغلال هذه التوقفات بشكل مبالغ فيه يؤثر سلبًا على السوق ويزيد من حالة الاضطراب.
وأكد المغربي أن أسواق الصاغة لا تغلق حتى في حالة توقف حركة التسعير لفترة قصيرة حيث أن تجارة الذهب تعتبر أساسية ولا يمكن توقفها أو الامتناع عن تداولها.
وردًا على سؤال حول انتشار الشائعات من قبل بعض التجار، قال المغربي إن هذه الشائعات تؤثر سلبًا على الصاغة ولا تتعلق بزيادة أرباح التجار كما يُشاع، موضحًا أن الشائعات تهدف إلى تذبذب السوق وتوقف حركة الإقبال.
وبشأن التوقيت المناسب للشراء أضاف أن الفترة حالية مناسبة للاستثمار وشراء الذهب، خاصة وأن جميع المؤشرات تُشير إلى زيادات مرتقبة لأسعار المعدن الأصفر خاصة في ظل التوترات التي يشهدها العالم.
توقعات أسعار الذهب
من جانبه توقع نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة سابقًا وأحد تجار المعدن في السوق المحلية، حدوث زيادات تدريجية في أسعار الذهب بنسبة تقارب 10% خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن مبادرة زيرو جمارك حققت فقط ما 30 و40% من أهدافها لكنها ساعدت في تنشيط سوق الصاغة والحد من ارتفاع الأسعار بفضل إدخال 4.3 طن من الذهب.
وأضاف سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة سابقًا أن الذهب القادم من السودان ساهم بشكل غير مباشر في زيادة المعروض في السوق المحلية، مما ساعد على تلبية الطلب الاستثماري الكبير، موضحا أن أسواق الصاغة تقوم بتحليل أي ذهب غير مصري عن طريق صهره واختبار العيار لمعرفة كمية المعدن بالسبيكة، ثم تحديد السعر بناءً على ذلك.
وقال نجيب إن الأخبار المتداولة حول غلق محال الصاغة صدرت عن أفراد خارج السوق، وأن الأفراد الذين أغلقوا المحال في الأيام الأخيرة فعلوا ذلك دون تقديم أسباب ملموسة، وتحت تأثير هذه الأخبار.
وأضاف سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة سابقًا، أن شائعة غلق المحال لم تؤثر على حركة الشراء بشكل ملحوظ، سواء من حيث زيادة الإقبال أو تراجع الطلب، موضحًا أن انخفاض الطلب على الذهب يعود إلى تقلص السيولة لدى الأفراد بسبب المصروفات المرتبطة بالثانوية العامة والجامعات، مما أثر على القدرة الشرائية لأولياء الأمور.
وأشار نجيب إلى أن الشائعة تزول بمجرد صدور نفي رسمي، موضحًا أن ارتفاع أسعار الذهب المحلي يرجع إلى عدم الاستقرار السياسي في منطقة الشرق الأوسط والغموض الاقتصادي العالمي، إضافة إلى تأثيرات البورصة العالمية، مشيرًا إلى أن بعض كبار تجار الصاغة قد يروجون للشائعات سواء بالإغلاق أو بارتفاع الأسعار لتحقيق أرباح أكبر.