أمطار غير مسبوقة تغمر جنوب مصر.. 2.5 مليار متر مكعب خلال 12 يومًا فقط


سيول جنوب مصر 2024

الاثنين 12 اغسطس 2024 | 01:19 مساءً
نهر النيل
نهر النيل
كتب: محمود أحمد

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا، عن حدث استثنائي ومبشر شهدته جنوب مصر خلال الأيام الماضية، حيث هطلت أمطار غير مسبوقة استمرت لمدة 12 يومًا متواصلة، مشيرًا إلى أن هذا الهطول الكثيف والمستمر للأمطار يعتبر جزءًا من حزام الأمطار الذي شمل مناطق جنوب مصر مثل حلايب وشلاتين وبحيرة ناصر وأبو سمبل وجبل العوينات.

أمطار جنوب مصر 2024

وفقًا لشراقي، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن كمية الأمطار التي دخلت مصر خلال الفترة من 1 إلى 12 أغسطس 2024 تقدر بحوالي 2.5 مليار متر مكعب، وقد وصل منها إلى بحيرة ناصر حوالي 200 مليون متر مكعب، وهو ما يعادل 8% فقط من إجمالي كمية الأمطار، حيث وصلت هذه المياه إلى البحيرة كمياه أمطار مباشرة وأيضًا من مخرات السيول مثل وادي العلاقي، وللتوضيح، فإن هذه الكمية تساوي تقريبًا كمية المياه التي يتم تصريفها من السد العالي يوميًا خلال فصل الصيف في فترة أقصى الاحتياجات المائية.

وفيما يتعلق بسيول جنوب مصر، أوضح شراقي أن هذه الأمطار ليست مجرد سيول فجائية كما هو معتاد، حيث عادةً ما تهطل الأمطار بغزارة لمدة قصيرة تتراوح بين 3 ساعات إلى يومين على الأكثر، مما يؤدي إلى حدوث سيول مفاجئة، ولكن، استمرار الأمطار لمدة 12 يومًا متواصلة يشير إلى أن هذه الظاهرة هي جزء من حزام أمطار يمتد من جنوب الخليج العربي وصولًا إلى المحيط الأطلسي، وقد حدث انزياح لهذا الحزام نحو الشمال ليشمل جنوب الجزيرة العربية، حلايب وشلاتين، بحيرة ناصر، أبو سمبل، جبل العوينات (الذي يُعرف ببرج المياه القديم)، جنوب ليبيا، وشمال تشاد والنيجر ومالي وجنوب موريتانيا، وفي الوقت نفسه، انخفض معدل هطول الأمطار عن المتوسط على سواحل غرب إفريقيا، وهي مناطق معروفة بالأمطار الغزيرة.

سيول جنوب مصر 2024

وأشار شراقي إلى أن هذه الأمطار الغزيرة لم تتجمع في بحيرة ناصر فقط، بل نالت الأراضي الزراعية في توشكى، حلايب، شلاتين، وأبو سمبل نصيبها من المياه، كما أن بقية المياه توزعت على السطح الجاف في هذه المناطق، مكونة بركًا مائية في بعض الأماكن، والتي سرعان ما تختفي نتيجة التبخر الشديد والتسرب تحت سطح الأرض بسبب الطبيعة الرملية لهذه المناطق.

واختتم الدكتور شراقي حديثه بأن الأمطار هدأت في الأيام الأخيرة، حيث اقتصرت على منطقة جبل العوينات وكانت خفيفة ولم تؤدِ إلى سيول جديدة. وتساءل: "هل هذه نهاية المشهد المطري الفريد أم أنها استراحة مؤقتة للسحب؟" متمنيًا لمصر الأمن والخير الوفير.

الجدير بالذكر أن هذه الأمطار جاءت في وقت حساس، حيث قامت إثيوبيا بإغلاق المفيض الغربي لسد النهضة، رغم تجاوز بحيرة السد منسوب تشغيل المفيض، وهو ما تسبب في انخفاض منسوب مياه النيل الأزرق، المورد الأساسي لنهر النيل في مصر، كما أن تدفق المياه المار من سد النهضة أصبح أقل من احتياجات مصر والسودان المائية، مما يزيد من التحديات التي تواجه البلدين في إدارة مواردهم المائية.