من مشرحة زينهم بالقاهرة إلى جبانة السادات في المنوفية، ينطلق جثمان شيماء عويس، محامية، ضحية انفجار جهاز أشعة «الإكس راي» أثناء إجرائها أشعة على عنق الرحم، لفحص سبب تأخر الإنجاب، عصر الجمعة، للدفن في مثواها الأخير، وسط انهيار أسرة الشابة الثلاثينية التي ضاع حلمها في إنجاب «ولد»، بعدما رُزقت بطفلتين، عقب صدور قرار النيابة العامة بالتصريح بالدفن.
سبب وفاة ضحية انفجار جهاز الأشعة في المعادي
أوضح التقرير الطبي الخاص بسبب وفاة «شيماء»، بأنها تعرضت لحروق بنسبة 65% بأنحاء الجسد ما أدى لإصابتها بفشل في الوظائف التنفسية مع هبوط في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب، وفور وفاة الضحية، أصدرت النيابة 3 قرارات هي:
أولًا: ينقل جثمان المتوفاة شيماء عويس زكي إلى مشرحة زينهم.
ثانيًا: ينتدب أحد الأطباء الشرعيين بتشريح جثمان المتوفاة لبيان ما بها من إصابات وكيفية حدوثها وصولًا لسبب الوفاة، وموافاة النيابة بتقرير مفصل عقب الانتهاء منه.
ثالثًا: عقب تنفيذ البندين الأول والثاني يصرح بدفن جثمان المتوفاة بمعرفة أهليتها.
«عامود البيت»
شقيقة «شيماء»، تقول عن لحظات ما بعد اشتعال النيران بغرفة الأشعة: «لما طلع الدكتور من جوة، لقيت الدنيا كلها دخان في دخان، ومكانتش شايفة أي حاجة، ولا حتى أختى، وفضلت أصرخ جامد وأقول للناس: (أختى جوة الأوضة)، ولما انتبه دكتور التخدير طلعها مع الأهالى على (تروللي) ولولا إني جيت معها مكنتش عرفتها من اللي حصل لها، فوجهها اتحرق خالص وشعرها تساقط والجزء العلوي من جسمها الجلد منه كان محمر وبيتساقط هو كمان».
زوج الضحية روى بالدموع أنه كان في الصعيد لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد أقاربه، وتلقى اتصالًا من أفراد أسرته في القاهرة، قالوا له: «الحق مراتك اتحرقت في معمل الأشعة»، ليحضر إلى المستشفى «لقيتها واحدة تانية خالص، والله ما كنت هعرفها»، وحين ماتت انهار أمام جثمانها «دي سندي وعامود البيت».
إخلاء المبنى
«جنى»، 11 عامًا، ابنة الضحية، كانت برفقة أمها بمعمل الأشعة، قالت وسط دموعها: «عايزة ماما»، وتحكي خالتها: «بنت أختي أغمى عليها، أول ما شافت أمها داخلة على عربية الإسعاف».
روت شاهدة عيان تُدعى «ي.ع»، أنها أثناء انتظارها الدخول لإجراء أشعة سمعت إنذار الحريق يدوي داخل المكان، وفجأة نشبّت النيران، وجرى إخلاؤه من المتواجدين ونجح الأهالي في السيطرة على النيران.
ماس كهربائي وانفجار أنبوبة الأكجسين
العاملون بالمعمل أفادوا في التحقيقات المُجراة بمعرفة الشرطة والنيابة العامة بأن طبيب التخدير قدم الإسعافات الأولية لـ«شيماء» لحين قدوم سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرين إلى إصابة الطبيب في يده اليمنى بحروق.
في محضر الشرطة، سبب الحادث «ماس كهربائي»، وأفاد القائمون على مركز الأشعة بأن أنبوبة أكسجين انفجرت ما أدى إلى اشتعال النيران في جهاز «الإكس راي»، عكس ما تقوله أسرة الضحية حول سبب الحادث، إذ إن الجهاز احترق وطبيب التخدير ترك ابنتهم المريضة داخله وهي في حالة «تخدير» ولا تقوى على الحركة، بينما يشير أصحاب المعمل إلى أن المريضة كانت في حالة إفاقة وأجرت الأشعة على الرحم بـ«البنج» بناءً على رغبتها.