لماذا اختارت "النقل" محطة "بشتيل" بديلاً عن "رمسيس" لقطارات الصعيد ؟


الثلاثاء 01 سبتمبر 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أنه فى إطار خطة الدولة للعمل على تخفيف الزحام المرورى الذى يشهده ميدان رمسيس بالقاهرة، اتجهت الحكومة نحو التخطيط لإنشاء محطة جديدة لقطارات السكك الحديدية الخاصة بالوجه القبلى فى منطقة بشتيل، ومحطة أخرى فى المستقبل لقطارات الوجه البحرى فى منطقة قليوب - شبرا الخيمة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الخطة المتكاملة لإنشاء محطة قطارات جديدة، "سكك حديد صعيد مصر"، وأسباب اختيار منطقة بشتيل تحديدًا لإنشاء محطة القطارات بها والمزايا، والفوائد التى ستعود على المواطنين جرّاء ذلك، أوضح المهندس كامل الوزير، وزير النقل، أن "محطة مصر" للسكك الحديدية بمنطقة رمسيس أنشئت فى عام 1856.

وكان تعداد سكان مصر فى ذلك الوقت يقدر بـ 4 ملايين نسمة، حيث كان يتم تسيير 5 رحلات من القاهرة إلى الإسكندرية ووصل إجمالى ما يتم نقله فى ذلك الوقت إلى 10 آلاف راكب يوميا فى الاتجاهين، وفى عام 2020 وصل تعداد سكان مصر إلى 100 مليون نسمة، وتنقل السكة الحديد حاليًا مليون راكب، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان مصر فى عام 2024 إلى 110 ملايين نسمة، كما أنه من المتوقع أن يتم نقل 1,5 مليون راكب يوميًا عبر السكك الحديدية، الأمر الذى استدعى وضع خطة منهجية تراعى فى جوانبها الانعكاس السلبى لهذا الازدحام الكبير داخل محطة رمسيس وخارجها.

كما أشار وزير النقل، إلى أن هناك أسبابا أخرى استدعت الحاجة للتفكير فى وضع خطة إنشاء محطات جديدة للقطارات؛ لتقليل الزحام بمنطقة رمسيس عن طريق تنفيذ خطة نقل قطارات الصعيد إلى محطة جديدة، من بينها الإجراءات الاحترازية التى يتم اتخاذها خلال أوقات انتشار الأوبئة، ومنها فيروس كورونا المستجد، وكذلك لتجنب وقوع مزيد من الضحايا فى حالة وجود حوادث مثل حادث الجرار الأخير، أو حرائق أو أعمال إرهابية داخل المحطة، أو فى محيطها.

وفيما يتعلق بأسباب اختيار منطقة بشتيل تحديدًا لإنشاء محطة قطارات بها ومزايا ذلك، لفت المهندس كامل الوزير إلى أن اختيار هذه المنطقة لإنشاء محطة "سكك حديد صعيد مصر"، وورش القطارات الرئيسية، ومركز صيانة شامل بها، يرجع إلى ما تتمتع به هذه المنطقة من مقومات ومميزات عديدة، من بينها وقوعها فى منطقة وسطية بين محطتى سكك حديد رمسيس والجيزة، وكونها تقع فى محافظة الجيزة التى تعتبر بوابة لصعيد مصر. 

وأضاف الوزير، هذه المنطقة تعد منطقة التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية بمصر ( السد العالى / الإسكندرية – إمبابة / المناشى / القباري)، بالإضافة إلى وجود وسائط نقل متعددة متصلة بالمنطقة مثل مترو الأنفاق، ومونوريل 6 أكتوبر، وخطوط أتوبيسات ترددية، ووسائل النقل الجماعى لخدمة أهالى الصعيد، إلى جانب وقوعها على 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها وهي: محور ترعة الزمر، ومحور شارع السودان، ومحور أحمد عرابى وشارع المطار، ومحور 26 يوليو.

ولفت المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إلى أن منطقة بشتيل وقع عليها الاختيار كذلك؛ لأنها توفر مساحة من الأرض بها فى حدود 57 فدانًا تسمح بإقامة المشروع، علاوة على تخفيف الضغط على محطات القطارات المركزية المتمثلة فى رمسيس والجيزة على مستوى النقل والخدمات والصيانة، والتقليل من حالات التكدس المرورى داخل شوارع العاصمة، وهو ما يتيح رفع مستوى الخدمات المقدمة داخل محطات القطارات إلى المستوى العالمى، مع زيادة الإقبال وتشجيع الجمهور على استخدام وسائل المواصلات العامة.

كما تحدث وزير النقل، عن مكونات محطة بشتيل التى تمثل محطة حضارية جديدة، فقال إنها تضم المبنى الرئيسى للمحطة والذى يشمل كافيتريات، ومطاعم، ومولا تجاريا، ومكاتب إدارية، وفندقا 4 نجوم، ومشروعا سكنيا كبيرًا يتكون من 28 عمارة تشمل بدروم جراج، والطابق الأرضى، والطابق الأول تجارى، والثانى والثالث إدارى، و7 أدوار سكنية، موضحا فى هذا السياق أن الفندق سيخدم الراكب الذى يريد المبيت لقضاء حوائجه فى مكان نظيف متطور وبأسعار بسيطة، كما تتمتع المحطة بدورات مياه نظيفة ومتطورة على أعلى مستوى وأكثر نظافة من دورات المياه القائمة حاليا فى محطة رمسيس، إلى جانب وجود 2 جراج؛ الأول أسفل المحطة، والثانى أسفل المشروع السكنى الضخم، ودورين أيضا؛ وهو ما يسهل ويساعد المواطنين ويوفر أماكن انتظار مؤمنة لسياراتهم.

وأوضح المهندس كامل الوزير أنه لن يتم إلغاء قطارات أسوان الإسكندرية، التى تمر بكل محافظات الصعيد والقاهرة عبر رمسيس ومحافظات الوجه البحرى، لافتا فى السياق ذاته إلى مخطط تطوير خط سكة حديد إمبابة /المناشى / إيتاى البارود / القبارى بالإسكندرية، وهذا قطار آخر يربط الصعيد بالإسكندرية ومحافظات الوجه البحري.

وأكد وزير النقل أنه بعد تنفيذ المحطة الجديدة بمنطقة بشتيل، سيشعر الراكب بنقلة كبيرة فى توقيتات وانضباط وصول القطارات؛ فالراكب الذى كان يصل متأخرًا ساعتين عن الموعد المحدد سيجد انضباطًا تامًا فى المواعيد، بالإضافة إلى استقلاله قطارا يقدم خدمة عالية المستوى.

وحول ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعى من جانب بعض روادها بشأن اعتبار أن نقل المحطة النهائية لقطارات الصعيد تمييز عنصرى ضد أهالى الصعيد، نفى المهندس كامل الوزير أن يكون ذلك قد ورد فى التخطيط لإنشاء محطة جديدة فى بشتيل؛ وذلك لأن أهالى القاهرة والوجه البحرى سيستخدمون هذه المحطة الجديدة أيضًا، ولاسيما الذين اعتادوا السفر إلى محافظات الصعيد لزيارة الأماكن التاريخية بها من خلال استقلال القطار من محطة رمسيس بالقاهرة وخاصة فى موسم الشتاء.