الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى مقابل الدولار في عام مع توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة

سجل الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له مقابل الدولار في عام يوم الأربعاء، مع توقعات المستثمرين بأن تظل أسعار الفائدة في المملكة المتحدة مرتفعة لفترة أطول.

أظهرت بيانات حديثة يوم الأربعاء أن معدل التضخم كان أكثر صمودًا مما توقعه بعض المحللين، مما دفع المتداولين إلى تقليل توقعاتهم بشأن تخفيض أسعار الفائدة في أغسطس. ونتيجة لذلك، ارتفع الجنيه فوق 1.30 دولار لأول مرة منذ يوليو الماضي.

كما تلقى الجنيه الإسترليني دعمًا من آمال السوق في أن توفر حكومة حزب العمال الجديدة الاستقرار الاقتصادي.

تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة في المملكة المتحدة إلى زيادة قيمة الجنيه الإسترليني، لأنها تجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية، مما يرفع الطلب على الجنيه ويزيد من قيمته مقابل العملات الأخرى.

استجابت أسواق العملات برهانات على أن أسعار الفائدة في المملكة المتحدة ستظل مرتفعة لفترة أطول.

في يونيو، استقر معدل التضخم في المملكة المتحدة عند المعدل المستهدف لبنك إنجلترا البالغ 2%. ومع ذلك، ظلت بعض مقاييس التضخم الأساسية مرتفعة بشكل ملحوظ. على سبيل المثال، ظل تضخم قطاع الخدمات عند 5.7% في يونيو، في حين بلغ التضخم الأساسي، الذي يستثني البنود الأكثر تقلبًا مثل أسعار الطاقة، 3.5%.

في حين قامت بعض البنوك المركزية، مثل سويسرا والسويد وكندا، بتخفيض أسعار الفائدة، لم يتخذ بنك إنجلترا أو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نفس الخطوة بعد.

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة يوم الثلاثاء إلى 0.7% لهذا العام، من 0.5% في توقعاته العالمية في أبريل، لكنه حذر من أن المملكة المتحدة قد تشهد استمرارًا في التضخم، مما قد يتطلب بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

صرحت كيت جوكس، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في بنك سوسيتيه جنرال، بأنها لا تعتقد أن ارتفاع الجنيه الإسترليني سيستمر، لكنها أشارت إلى أن "هناك الكثير من عدم اليقين في العالم" وأن حكومة بريطانية جديدة قد تساعد في استقرار الجنيه الإسترليني.

شهدت الأسواق العالمية اضطرابات بسبب البرلمان المعلق في فرنسا، والسباق الرئاسي الأمريكي المثير للجدل، ومحاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والشكوك حول قدرة الرئيس جو بايدن على الاستمرار في منصبه لمدة أربع سنوات أخرى.

أعلن الملك تشارلز يوم الأربعاء عن خطط رئيس الوزراء كير ستارمر لإنعاش الاقتصاد، مع التركيز على تسليم المنازل الجديدة ومشاريع البنية التحتية.

قالت إيما وول، رئيسة قسم تحليل وأبحاث الاستثمار في هارغريفز لانسداون، إن التضخم عند الهدف أو أقل بقليل منه، بالإضافة إلى خطاب الملك المليء بالإصلاحات الطموحة وأجندة النمو، أدى إلى ارتفاع الجنيه الإسترليني. وأضافت أن المفتاح للحفاظ على هذا الارتفاع سيكون في البيانات الاقتصادية المستمرة وقرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة المقرر في مطلع أغسطس.