تواجه معظم دول العالم حاليًا مستويات غير مسبوقة من ارتفاع درجات الحرارة القياسية. في مالي، توفي 102 مريض بسبب مضاعفات مرتبطة بالحرارة خلال 4 أيام فقط في أبريل الماضي.
أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى انفجار مستودع للذخيرة في كمبوديا، بالإضافة إلى حوادث أخرى في العديد من الدول.
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحليلًا حول ارتفاع درجات الحرارة في العالم، مشيرة إلى أنها "خطيرة وتهدد الحياة". وذكرت أنه بحلول نهاية مايو، عانى أكثر من 1.5 مليار شخص، أي ما يقرب من خمس سكان الكوكب، من ارتفاع مؤشر الحرارة إلى أكثر من 103 درجة فهرنهايت (39.4 درجة مئوية) في يوم واحد على الأقل، وهي النسبة التي تعتبرها خدمة الأرصاد الجوية الأمريكية مهددة للحياة.
في 4 مايو الماضي، تجاوز مؤشر الحرارة في بانكوك، عاصمة تايلاند، 117 درجة فهرنهايت، وسط موجة حر في جنوب شرق آسيا حطمت درجات الحرارة القياسية في جميع أنحاء القارة. وبعد 6 أيام، أعلنت وزارة الصحة التايلاندية أن 61 شخصًا لقوا حتفهم بسبب الحرارة.
أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أن التعرض لمؤشر حرارة يبلغ 103 فهرنهايت (39.5 درجة مئوية) يمكن أن يؤدي إلى تشنجات حرارية وإرهاق، وربما ضربة شمس عند التعرض لفترة طويلة، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية.
كريستي إيبي، عالمة الأوبئة في مركز الصحة والبيئة العالمية بجامعة واشنطن، أشارت إلى أن "القلب لا يحب أن يصبح أكثر دفئًا"، مضيفة أن حوالي نصف الوفيات المرتبطة بالحرارة ناتجة عن مشاكل في القلب والأوعية الدموية، كما يمكن أن تسبب أمراض الحرارة تشنجات عضلية ودوخة وقيء وصداع وارتباك وإغماء وفقدان الوعي.
وأكدت إيبي أن الناس عادةً لا يدركون أنهم يواجهون مشاكل مع الحرارة إلا بعد أن يواجهوا بالفعل هذه المشاكل، حيث ترى الناس يقومون بأنشطة في الجو الحار، وفجأة ينهار أحدهم.
ورغم أن الصيف لم يصل بعد إلى النصف الشمالي من الكرة الأرضية، يتوقع العلماء أن يكون هذا العام الأكثر سخونة في التاريخ، محطماً الرقم القياسي المسجل العام الماضي. وقد ربط الباحثون ارتفاع درجات الحرارة بنمط ظاهرة النينيو المناخي وعقود من انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان.