كشفت مصادر مطلعة، ان وزارة البترول والثروة المعدنية، قللت إمدادات الغاز الطبيعي مجددا عن مصانع البتروكيماويات والأسمدة في مصر.
تخفيض إمدادات الغاز
وفي التفاصيل، أوضح مسؤولون مطلعون على ملف إمدادات الغاز، أن الشركة الحكومية الموردة للغاز الطبيعي "إيجاس" أوقفت إمدادات الغاز عن مصانع شركات البتروكيماويات والأسمدة منذ صباح الاثنين الماضي، بعد عودته تدريجيًا نهاية الأسبوع الماضي، وفقًا للعربية.
كما أشاروا إلى أن الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" لم تُحدد موعد عودة ضخ الغاز إلى الشركات التي أوقفت إنتاجها بعد قرار خفض إمدادات الغاز إلى مصانعها، مضيفة أن تشغيل المصانع يحتاج إلى كميات مُعينة من الغاز وهو ما لم يتم الحصول عليه حاليًا.
وأوضحت المصادر أن إحدى شركات البتروكيماويات الكبرى أوقفت إنتاجها منذ الساعات الأولى لصباح الاثنين الماضي، وتلاها توقف الإنتاج بعدد من شركات الأسمدة.
"وقف الغاز الطبيعي يتم التعامل معه يومًا بيوم، إذ تنتظر الشركات عودة الضخ مرة أخرى في أي وقت لاستئناف العملية الإنتاجية" وفق أحد المصادر.
كما أشاروا إلى أن قرار خفض كميات الغاز يسري على جميع شركات الأسمدة والبتروكيماويات العاملة بالسوق المصرية لحين تدبير كميات الغاز اللازمة للمصانع كثيفة الاستهلاك للطاقة، إذ تعد صناعة الأسمدة من الصناعات كثيفة الاستهلاك للغاز الطبيعي الذي يعتبر مدخلاً رئيسياً في الإنتاج.
أضافت المصادر أن وقف إنتاج مصانع الأسمدة والبتروكيماويات سيقلص برامج التصدير ومن ثم تراجع إيرادات الشركات المستهدفة خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسب قد تتجاوز 20% مقارنة بالربع الأول من 2024.
تابعت المصادر أن محطات الكهرباء تستحوذ حاليًا على غالبية إنتاج مصر من الغاز الطبيعي وبعض الكميات من شحنات الغاز الواردة إلى مصر سواء من الغاز الإسرائيلي أو التعاقدات المباشرة من السوق الفورية. إذ ارتفع استهلاك الغاز بمحطات الكهرباء في مصر بالتزامن مع موجة ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها البلاد حاليًا.
وأعلنت شركات أسمدة وبتروكيماويات مصرية الأربعاء الماضي، عن توقف مصانعها بسبب تذبذب الضغوط في شبكة تداول الغاز مع زيادة معدلات الاستهلاك المحلي من الكهرباء نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، قبل أن تُعلن وزارة البترول المصرية عودة ضخ الغاز تدريجيًا.
وقالت المصادر إن شركات صناعة الأسمدة والبتروكيماويات تنتظر وصول سفينة التغويز التي تعاقدات عليها الحكومة المصرية، لاستقبال الغاز المسال من الخارج. موضحًة أن كميات الغاز التي سيجري إسالتها محليًا سيحصل منها قطاع الصناعة على نسبة لإعادة التشغيل تدريجيًا.
وتستقبل مصر في منتصف الشهر الجاري، سفينة "التغويز" المعروفة باسم "هوج غاليون" للغاز الطبيعي المسال، بهدف المساهمة في تأمين الاحتياجات الإضافية للاستهلاك المحلي خلال أشهر الصيف.
ولجأت مصر مؤخراً إلى شراء الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الخارجية، بهدف تفادي حدوث نقص في الوقود خلال هذا الصيف، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة تحوّل كبير بالنسبة لمصر، التي توقفت إلى حد كبير عن استيراد الغاز الطبيعي المسال في عام 2018، عندما عزز حقل "ظُهر" الإنتاج المحلي، مما حوّل البلاد إلى مُصدّر للوقود.