يشهد الساحل الشمالي ثورة في مجال البنية التحتية، حيث يتم تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة لتطوير الطرق وإنشاء موانئ بحرية جديدة وخطوط سريعة، وذلك بهدف تحسين ربط المنطقة بباقي أنحاء مصر وتعزيز جاذبيتها السياحية والاستثمارية.
تنمية الساحل الشمالي الغربي يعد من أهم المشروعات القومية
وقال طارق الصاوي، رئيس المركز الإعلامي للطرق المصرية ومستشار جمعية الطرق العربية، إن مشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي يعد من أهم المشروعات القومية للتنمية على مستوى الجمهورية، والتي حددها المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية. وأشار إلى أن الحكومة قد اتخذت خطوات جادة في هذا المشروع خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف رئيس المركز الإعلامي للطرق المصرية في تصريحات خاصة لـ«العقارية»، أن منطقة الساحل الشمالي الغربي، بما تمتلكه من موارد متنوعة ومناطق متميزة، تمثل أمل مصر لاستيعاب الزيادة السكانية خلال الـ 40 عامًا المقبلة، ويجري التخطيط لاستيعاب زيادة سكانية تقدر بحوالي 34 مليون نسمة في هذه المنطقة، كما ستوفر المشروعات المزمع تنفيذها ضمن المخطط نحو 11 مليون فرصة عمل حتى عام 2052.
وأشار إلى أن الدولة وضعت خطة شاملة للبنية الأساسية لهذا المشروع القومي بتوجيه من القيادة السياسية، تتضمن تجهيز وإنشاء وتنفيذ شبكة طرق قوية لخدمة مشروعات التنمية الشاملة المخطط لها في المنطقة.
ولفت إلى أن من أهم الأعمال التي تم تنفيذها هي تطوير وتوسعة طريق إسكندرية / مطروح الساحلي، والتي قامت بها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتم توسيع الطريق ليصبح بعرض 7 حارات مرورية في كل اتجاه، مما سيسهم في تيسير الحركة المرورية واستيعاب الكثافات المرورية من وإلى مناطق الساحل الشمالي، وشملت أعمال التطوير المسافة من الكيلو 101 وحتى الكيلو 156، بالإضافة إلى تنفيذ 9 كباري دوران على طول الطريق لتجنب الزحام والحوادث، وتحقيق السيولة المرورية الكاملة. تمتاز هذه الكباري بتصميم متعدد الأغراض، حيث يتيح للمستخدمين أربع خيارات بدلاً من خيار الدوران فقط، إذ يمكن الانتقال من الطريق السريع إلى طريق الخدمة أو العكس، أو الاتجاه إلى الدوران في أي من الاتجاهين بالطريق العكسي.
طريق الساحل الشمالي شريان يربط مصر بقلب إفريقيا
بالإضافة إلى أن هذا الطريق يعتبر جزءًا من الطريق الدولي الساحلي الذي يُعَد الجزء الأهم من طريق شمال إفريقيا، حيث يربط مناطق الساحل الشمالي الغربي بأهم موانئ مصر، وكذلك يربطه بالطريق الدولي الذي يبدأ من معبر رفح إلى معبر السلوم، ليواصل امتداده على ساحل البحر المتوسط في دول المغرب العربي وصولاً إلى غرب المملكة المغربية، كما يربط الطريق الساحلي المنطقة الغربية بطريق الإسكندرية - القاهرة - "كيب تاون" الدولي، الذي يمتد من الأراضي المصرية عابراً إلى السودان ويمر بعدد من الدول الإفريقية وصولاً إلى مدينة "كيب تاون" في جنوب إفريقيا.
كما نفذت وزارة النقل، ممثلة في الهيئة العامة للطرق والكباري، مشروع تطوير وتوسعة ورفع كفاءة طريق وادي النطرون - العلمين بطول 135 كم. تم إنشاء 11 كوبري علوي، بما في ذلك 9 كباري دوران للخلف و2 كوبري علوي عند تقاطع البرقان والسكة الحديد، بالإضافة إلى توسعة 2 كوبري سطحي، وذلك لإلغاء الدورانات السطحية. وقد تم تحويل الطريق إلى طريق حر بدون دورانات سطحية أو تقاطعات، ورفع كفاءة الطريق القائم وتطويره ليصبح 8 حارات في كل اتجاه، موزعة على 5 حارات رئيسية و3 حارات للخدمة لحركة النقل والشاحنات. "
ويساهم الطريق في تسهيل انتقال الأفراد والبضائع بين القاهرة والساحل الشمالي، ويسهل عملية نقل العمالة من القاهرة والدلتا وشمال الصعيد إلى المناطق السياحية في الساحل الشمالي، وهذا يسهم في تعزيز السياحة، التي تعتبر أحد الأهداف التنموية لمنطقة الساحل الشمالي الغربي.
وفي إطار الجهود التي بذلتها وزارة النقل، تم إنجاز محور هام آخر يخدم مناطق الساحل الشمالي، وهو محور الكافوري/برج العرب/سيدي كرير، وتتميز الطرق المؤدية للساحل الشمالي الغربي بجودة العلامات الإرشادية واللوحات التي توجه المستخدمين إلى مسارات الطريق والاتجاهات المختلفة التي قد يحتاجونها للانتقال بين الطرق أو المدن، مما يحسن التوجيه لهم دون الحاجة إلى استخدام أجهزة تحديد المواقع.
تتميز هذه الطرق أيضًا بارتفاع معدل الأمان والسلامة على الطرق، حيث تم إلغاء الدوارات العشوائية والتقاطعات واستبدالها بكباري علوية وكباري دوارة. كما تم عزل حركة النقل الثقيل والشاحنات عن الطريق العام باستخدام حارات مخصصة وطرق خدمة. وتم تصميم الحارات بالطريق وتوفير الإضاءة التحذيرية والعواكس المضيئة لضمان سلامة مستخدمي الطريق.