دعا الرئيس الصينى شى جين بينج، إلى عقد مؤتمر دولى للسلام يركز على إنهاء الحرب فى قطاع غزة، متعهداً بتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، مشيرا إلى أن بلاده ستقدم أيضا دعما بقيمة 3 ملايين دولار لوكالة الأونروا لتوفير المساعدات لسكان قطاع غزة.
وقال الرئيس الصينى - في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى الصينى الذى بدأ أعماله بالعاصمة الصينية بكين اليوم الخميس - إن بلاده ستقدم مساعدات إضافية للفلسطينيين للتخفيف من الأزمة الإنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال انه في الوقت الذي تتسبب فيه الحرب المتصاعدة في معاناة كبيرة في قطاع غزة لا ينبغي أن تغيب العدالة للابد أو يتزعزع حل اقامة الدولتين ولا يجوز استمرار الحرب الحالية بغزة إلى أجل غير مسمى، مؤكدا أن بلاده ستواصل دعمها للجهود الرامية للتخفيف من حدة الأزمة الانسانية وإعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب .
وأضاف أن الجانب الصيني يدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، داعيا الدول العربية إلى تعميق التعاون في مجالات التجارة والطاقة النظيفة واستكشاف الفضاء والرعاية الصحية .
وأكد الرئيس الصيني أن بلاده ترغب في بناء علاقات قوية مع الدول العربية باعتبارها علامة مميزة للحفاظ علي السلام والاستقرار الدوليين، لافتا إلى أن الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية لحل القضايا الملحة من أجل الحفاظ علي مبادئ العدالة والإنصاف وتحقيق السلام والاستقرار المستدام .
وقال الرئيس الصيني إن بلاده سوف تستضيف القمة العربية الصينية الثانية في عام 2026 ، مشدداً على أن الصداقة والروابط القائمة بين الصين والدول العربية تنبع من التبادلات الودية في طريق الحرير القديم، والنضال المشترك من أجل نيل الاستقلال الوطني، والتعاون المبني على الكسب المشترك في عملية البناء الوطني.
وتابع قائلا إن العلاقات الصينية العربية ترتقي إلى مستويات جديدة بشكل متواصل في القرن الجديد، مشيرا إلى أنه حضر في ديسمبر عام 2022، القمة الصينية العربية الأولى في الرياض، حيث اتفق مع الزعماء العرب على بذل كافة الجهود لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك .
وأضاف أن الجانب الصيني أبدى ارتياحه لمدى تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، مبديا استعداده للعمل مع الجانب العربي على تفعيل الدور القيادي الاستراتيجي للقمة، بما يحقق طفرات متتالية للعلاقات الصينية العربية.
وأبدى الرئيس الصينى سعادته بحضور الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي لافتا إلى أنه يشعر بعزة ودفء كلما ألتقي مع الأصدقاء العرب.
وأضاف الرئيس الصينى " انه في ظل الوتيرة المتسارعة للتغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام، تتحمل كل من الصين والدول العربية اليوم مسؤولية لإنجاز مهام العصر المتمثلة في تحقيق النهضة القومية وتسريع وتيرة البناء الوطني".
ونوه بأن بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يجسد تطلعاتنا المشتركة لفتح عهد ومستقبل جديد للعلاقات الصينية العربية، مشيرا إلى أن الجانب الصيني يحرص على التضامن والتآزر مع الجانب العربي لبناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يحتذى به لصيانة السلام والاستقرار في العالم.
وقال إن الاحترام المتبادل هو السبيل لتحقيق التعايش المتناغم، وإن الإنصاف والعدالة هما ركيزة الأمن الدائم مبديا استعداد بلاده للعمل مع الجانب العربي على إيجاد حلول للقضايا الساخنة تسهم في الحفاظ على الإنصاف والعدالة وتحقيق الأمن والأمان الدائمين، على أساس احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والخيارات المستقلة لشعوب العالم و الواقع الموضوعي الذي تم تشكيله في التاريخ.
وأشار إلى حرص الصين على العمل مع الجانب العربي بروح التسامح على بناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يحتذى به للتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات، مضيفا أن تعزيز الحوار والتسامح يعني تقليل المواجهة والفوارق، لافتا إلى أن قيم السلام والحق والمصداقية والتسامح تعد من المساعي المشتركة للشعب الصيني والشعوب العربية.
وأكد حرص الجانب الصيني على تكثيف التنسيق والتعاون مع الجانب العربي لبناء العلاقات الصينية العربية كنموذج يحتذى به لاستكشاف الطريق الصحيح للحوكمة العالمية، مشددا على أن الشرق الأوسط أرض خصبة للتنمية، غير أن نيران الحرب لا تزال تشتعل فيها .