قد تبدو دول القارة الإفريقية الأقل تقدماً بين قارات العالم، والعديد من شعوبها يعيش حياة بسيطة وفقاً لمعايير الحضارة الحديثة، إلا أن الصورة ليست كلها كذلك فبعض شعوب الدول الإفريقية تتمتع بمعدل دخل مرتفع بالقياس إلى ناتجها المحلي الإجمالي.
ومع الناتج المحلي الإجمالي للفرد البالغ 21.580 دولار في عام 2023، تعد سيشيل أكثر دول إفريقيا ازدهاراً، بناءً على هذا المؤشر. إذ يعتمد اقتصاد الأرخبيل بشكل كبير على السياحة، ولا يزال معرضاً بشدة للاضطرابات العالمية التي تؤثر على القطاع، كما كان الحال خلال الركود 2008-2009 وجائحة كوفيد (عندما انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8% تقريباً في عامي 2009 و2020).
وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي أن موريشيوس والغابون في المركزين الثاني والثالث، حيث تراوح نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين 9000 دولار و11000 دولار في العام الماضي.
وبينما يعد اقتصاد جنوب إفريقيا الأكبر في القارة، إلا أنها تأتي في المرتبة السادسة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 6140 دولاراً، خلف بوتسوانا (7640 دولاراً) وغينيا الاستوائية (6660 دولاراً) وليبيا (6580 دولاراً). وفي نصف هذه البلدان (الغابون وغينيا الاستوائية وليبيا)، لا يزال الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.
وتأتي الجزائر في المرتبة الثامنة في المؤشر الذي أعدته "Statista"، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 5320 دولار، تليها ناميبيا، وكاب فيردي، 4660، و4370 دولاراً على التوالي.
على الرغم من أن الاقتصاديين يستخدمون الناتج المحلي الإجمالي للفرد لمقارنة مستوى رخاء السكان في جميع أنحاء العالم، إلا أنهم لا يأخذون في الاعتبار التفاوت في الدخل الذي يمكن أن يوجد داخل البلد.
واستنادا إلى مؤشر جيني، على سبيل المثال، فإن بعض البلدان الإفريقية هي من بين البلدان الأكثر تفاوتا على هذا الكوكب من حيث إعادة توزيع الثروة.