أثارت الدراسة التي نشرتها مجلة "Communications Earth & Environment"، بشأن وجود فرع مدفون تحت الأراضي الزراعية والصحراء، بجوار الأهرامات، لنهر النيل يبلغ طوله 64 كيلومترًا، جدلا كبيرا، ليصدر الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق، والدكتور مارك لينر، عالم الآثار، بيانًا صحافيًا حول تلك الدراسة.
حقيقة وجود نهر مدفون بجوار الأهرامات
وقال العالمان، في البيان: "ردًا على العديد من الطلبات للحصول على رأينا حول بحث الدكتورة إيمان غنيم وآخرين 2024، نود أن نوضح أن معظم ما جاء في هذا المقال يكرر فهمًا واستنتاجات سبق الإعلان عنها من قبل".
زاهي حواس
وأرسل حواس بيانا مشتركا، لوسائل الإعلام، مع عالم المصريات الأميركي الشهر مارك لينر صاحب كتاب "الأهرامات الكاملة"، يتضمن 6 ملاحظات على الدراسة، وهي:
أولا.. ذكر الباحثون في دراستهم أنه "لم يتم تقديم تفسير مقنع حتى الآن لسبب تركيز هذه الأهرامات في هذه المنطقة المحددة"، وهذا الكلام مردود عليه بأن "أي طالب مبتدئ في علم المصريات، يعلم أن أهرامات الدولة القديمة والوسطى تنتمي إلى مقابر غرب منف، العاصمة التقليدية لمصر، وأن الغرب كان اتجاه الموتى".
ثانيا.. اقترح علماء المصريات لأكثر من قرن أن فرعاً غربياً من النيل أو قناة على طول مسار قناة بحر الليبيني أتاحت الوصول إلى الأهرامات، وقبل ثلاثة وخمسين عاما، طور عالم المصريات الفرنسي جورج جوين فكرة فرع غربي من النيل أو قناة تربط الأهرامات ومعابد الوادي، وعرف هذا الفرع ببحر الليبيني (جوين 1971).
ثالثا.. لأكثر من قرن، حقق علماء المصريات في فرضية وجود موانٍ في نهاية طرق الأهرامات، أمام معابد الوادي، في خلجان طبيعية، مثل خليج أبو صير، وفي أفواه الأودية، مثل حوض خنتكاوس في فم الوادي المركزي في الجيزة، أو حتى أبعد غربًا، مثل الحوض في الوادي الجنوبي في دهشور، لأكثر من قرن ناقش علماء المصريات فكرة أن هذه الأحواض يمكن أن تستقبل مياه النيل، على الأقل خلال فترة الفيضان.
"لم تُذكر منشوراتنا نهائياً في هذا البحث"
رابعا.. قمنا في الجيزة لسنوات بدراسة موضوع الفرع الغربي لنهر النيل على طول مسار بحر الليبيني وكيف كان يغذي مواني أهرامات الجيزة، لقد وجدنا ونشرنا حدوداً ومعالم عن مواني خوفو وخفرع ومنكاورع، ولم يتم تقديم تفسير مقنع حتى الآن لسبب تركيز هذه الأهرامات في هذه المنطقة المحددة. ولم تُذكر منشوراتنا نهائياً في هذا البحث.
خامسا.. تجاهل المؤلفون اكتشاف بردية وادي الجرف في عام 2013 التي تتضمن، بين وثائق أخرى، يوميات رجل يُدعى "مرر" قاد فريقاً لنقل الحجر الجيري بالقارب من المحاجر الشرقية في طرة إلى الجيزة لبناء هرم خوفو. وأشار مكتشف البردية، بيير تاليت، إلى بحر الليبيني كعلامة على فرع غربي لنهر النيل، والمسارات الجنوبية التي سلكها مرر ورجاله إلى الجيزة، أغفل الباحثون تماماً هذه المعلومات الجديدة الهامة.
"لم تقدم أي جديد"
سادسا.. في عام 1995، عملنا مع مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" National Geographic لإعادة بناء فرع غربي لنهر النيل على مسار الليبيني عن طريق رقمنة خرائط محددة بمقياس 1:5.000 أنتجتها وزارة الإسكان، وأنتجنا عرضًا ملونا معادا بناؤه لفرع النيل الغربي وهو عملياً نفس الشكل 7 في الدراسة الجديدة، كما أنشأنا نموذجا مصغرا للحوض العميق الذي يميز بقايا قناة النيل الغربية على طول الليبيني، وتم نشره بالفعل في "ناشيونال جيوغرافيك" قبل 29 عامًا، وهو نفس الاكتشاف الرئيسي للدراسة الجديدة المنشورة في مايو 2024.
وخلص حواس ولينر من ذلك للقول إلى أنه "يبدو أن المؤلفين إما غير مدركين للنقاشات والأبحاث المنشورة بالكامل حول موضوعهم، أو يتجاهلون إلى أي مدى تمت مناقشة اقتراحهم في الأعمال الأكاديمية لكي يقدموا نتائجهم كاكتشاف جديد، ونحن لا نجد أي جديد فيما ذكره بحث غنيم والمؤلفين الآخرين".