شهدت الفترة الحالية استقرار أسعار الذهب محليًا، على خلاف الأداء العالمي الذي وصل إلى ارتفاعات قياسية غير مسبوقة، وقد أرجع رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات -بالاتحاد العام للغرف التجارية- هذا التناقض إلى التأثير العكسي لانخفاض سعر الصرف المحلي مع زوال السوق السوداء للدولار، ما أدى إلى استقرار الذهب دون تغيير.
ميلاد: الاستقرار الحالي بسبب ضعف الطلب المحلي رغم ارتفاع العالمي
وحول أنباء تراجع سعر الجنيه الذهب محلياً رغم استقرار أسعار المشغولات الذهبية في ذات الأسواق، فقد نفى ذلك المهندس هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية.
وقال إن هبوط الجنيه الذهب دون المشغولات عارٍ تمامًا من الصحة، وأن المعدن النفيس إما يرتفع بشكل عام أو ينخفض بكافة أشكاله، ولم تشهد الأسواق ارتفاع أو تراجع بعض أشكال الذهب دون الأخر.
وبشأن معدلات الطلب خلال الفترة الأخيرة، أوضح المهندس هاني ميلاد، أن الحركة كانت مستقرة إلى حدٍ ما، في بعض المناطق دون الأخرى، كما أن حركة إقبال المواطنين على شراء الذهب تباينت بين محافظة وأخرى.
وأضاف أن محافظات الصعيد شهدت رواجاً دون غيرها، نظرًا لاشتهار وارتباط الأعياد والمناسبات بموسم الأفراح والهدايا بالذهب في تلك المحافظات، بينما الطلب من أجل التحوط والاستثمار يشهد هدوءً ملحوظاً، وأن اتجاه المواطنين للذهب مُقتصر على الطلب الاستهلاكي.
وأرجع ركود الطلب الاستثماري إلى استقرار الأسعار وعدم وانتهاء مخاوف انخفاض قيمة العملة المحلية بعد تحريك سعر الصرف وانتهاء السوق السوداء للدولار.
وبشأن التوقيت المناسب لشراء المعدن النفيس، قال ميلاد إن الذهب كان ولا يزال الملاذ الآمن للتحوط على المدى البعيد، بينما على المدى القصير لا يمكن التكهن بتحركات الأسعار بسبب التغيرات المتسارعة التي يشهدها المعدن عالمياً.
أوضح أن المقصود بالمدى البعيد هو مدة عام أو أكثر، مؤكدًا أن الذهب قادر على حفظ الأموال وتحقيق الأرباح وهو ما جعله يصل اليوم إلى قمم تاريخية لم يشهدها من قبل، حيث لامست الأوقية سعر 2400 دولارًا قبل أن تشهد عمليات تراجع طفيفة بفعل البيع من أجل جني الأرباح، على أنه من المتوقع أن يتخطى الذهب حاجز 2400 دولار للأوقية وصولاً إلى مستويات أعلى.
ونوه ميلاد إلى أن الربع الأول من العام الحاليّ 2024، شهد تقلبات ومتغيرات هي الأكبر في تاريخ الذهب بالسوق المحلية، نتيجة للمتغيرات التاريخية في الأوضاع الاقتصادية وسعر صرف العملة الخضراء، مشيرًا إلى أن ارتفاعات المعدن الأصفر لم تدم كثيرًا وأغلق الربع الأول على تلقص الزيادات العنيفة على عكس المتوقع.
هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب
وأضاف أنه خلال شهر يناير الماضي 2024، ارتفع سعر الذهب بنسبة 26% ليربح 1050 جنيهًا مقارنة بتداولات نهاية شهر ديسمبر 2023 الذي سجل فيه 3150 جنيهًا لعيار 24، حيث وصل إلى أعلى سعر بنهاية شهر يناير 2024، ليتراوح بين 4150 و4200 جنيهًا للجرام الواحد وهو أعلى مستوى سجله الذهب خلال الربع الأول وفي تاريخه.
وأكمل رئيس شعبة الذهب أنه منذ بداية العام وحتى منتصف فبراير 2024، شهد سعر المعدن الأصفر بالسوق المحلية ارتفاعًا ملحوظاً بشكل حاد نتيجة لمخاوف المواطنين من السوق السوداء للدولار آنذاك، بما دفع أسعار الذهب للارتفاع بالإضافة إلى تزايد الطلب عليه كأحد طرق التحوط ضد التضخم.
ولكن سرعان ما شهدت الأيام الأخيرة من فبراير أخبار عن صفقة رأس الحكمة وهي ما تسببت في تراجع سعر صرف الدولار في السوق الموازية ليتبعه سعر الذهب الذي أصبح يتأثر بسعر العملة أكثر من البورصة العالمية والعرض والطلب، وكان هذا قبل أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة، ثم أتبع ذلك قرار تحرير سعر الصرف بداية مارس 2024، ومعه استقرار الأوضاع الاقتصادية مع تدفقات النقد الأجنبي، واستقرار سعر الصرف وبالتالي هدوء أسعار الذهب.
عمرو المغربي شعبة الذهب
المغربي: إجازات المغتربين ترفع الإقبال على الذهب في الصيف
وفي السياق ذاته أوضح عمر المغربي عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للذهب بالغرف التجارية، أن التوازن بين العرض والطلب أدى إلى اسقرار السعر بالسوق المحلية، ومنذ مارس المُنتهي بدأ الطلب الاستثماري في التراجع وأصبح للمشغولات نصيب الأسد في الشراء، لأن التوقيت الحالي هو توقيت الشراء بغرض الزينة والهدايا والمناسبات والأعياد.
وتوقع المغربي أن الفترة المُقبلة ستشهد هدوءً واستقرارًا في الأسعار تزامنًا مع فترة امتحانات نهاية العام، إلا أن هذا الاستقرار سينتهي سريعًا خلال إجازة الصيف وعودة المصريين من الخارج التي سيحدث بفعلها رواجاً وانتعاشاً في حركة الإقبال نتيجة لزيادة الطلب من المصريين العائدين من الخارج مع زيادة المعروض مما أحضروه معهم من ذهب الخارج.
نادي نجيب
نجيب: أي زيادة في الدولار المحلي تدفع الذهب للارتفاع مجدداً
وقال نادي نجيب، السكرتير السابق لشعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية وأحد تجار الصاغة، إن ضعف القوة الشرائية التي شهدها السوق المحلي جعلته ينفصل عن السعر العالمي الذي حلق بعيدًا إلى قمة عاليًا، حيث إن تقلّص السيولة النقدية لدى الأفراد تسبب في تراجع القوة الشرائية، وأكمل نجيب قائلاً : "السوق بيعاني ومفيش حركة".
ولفت إلى أن ضعف الطلب على المعدن النفيس بدأ قبل شهر رمضان الماضي والمعتاد أن محال الصاغة تشهد إقبالاً كثيفاً خلال أخر أسبوع من شهر رمضان ونتيجة له تتحرك الأسعار للارتفاع، إلا أن هذا لم يحدث.
وتوقع نجيب أن نهاية الشهر الحاليّ ستشهد أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 10% كحد أدنى نتيجة ارتفاع الطلب المتوقع، ويعزز ذلك أي زيادة ولو طفيفة قد تحدث لسعر صرف الدولار الرسمي في البنوك المصرية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
