شهدت الساحة العالمية تحول وتغيير مسار في سوق الذهب وتداولاته، والمعدن الأصفر ينتقل مدللًا من الغرب إلى الشرق، رغم خروج ما يعادل 244 طنًا من الذهب من صناديق الاستثمار المتداولة خلال عام 2023 إلا أن إجمالي الطلب على الذهب وصل لمستويات شبه قياسية، حسب خبراء بمجلس الذهب العالمي.
مشتريات المصريين من الذهب
أتت مشتريات المصريين من الذهب خلال العام المُنتهي 2023 على القمة والمركز الأول بعالم الشرق الأوسط، وحصدت نصيب الأسد بشراء 30 طنًا من المعدن النفيس، ووصلت مشتريات المصريين للمركز الـ4 عالميًا في شراء الذهب.
إجمالي قيمة الذهب العالمي
وكشف جون ريد، استراتيجي السوق لمنطقة أوروبا وآسيا في مجلس الذهب العالمي، عن إجمالي قيمة الذهب العالمي بنهاية عام 2022، والمتواجد فوق سطح الأرض والتي بلغت 12 تريليون دولار، موضحًا أن القيمة بعد الارتفاعات التي شهدها السوق والكميات المعدنة خلال عام 2023، ارتفعت إلى نحو 16 تريليون دولار.
الطلب على الذهب
وقال إن هناك عدة عوامل تؤثر في أسعار الذهب بصورة عامة، مشيرًا إلى أنه بتحليل جانب الطلب، فإن 37% من إجمالي الطلب على الذهب يأتي من جانب المستهلكين له كمجوهرات أو مشغولات ذهبية، بينما يمثل الطلب الاستثماري في شكل سبائك أو عملات معدنية 38%، وهما وحدهما يمثلان ثلاثة أرباع الطلب بينما، تمثل مشتريات البنوك المركزية 18%، والطلب الصناعي 7%.
وقال إن عام 2023، كان شاهدًا على نمو الطلب من جانب جميع فئات المشترين باستثناء صناديق المؤشرات والطلب الصناعي الذي تراجع هامشياً.
السوق المصرية تُهيمن على منطقة الشرق الأوسط من حيث الطلب على المجوهرات
وفي السياق ذاته قال أندرو نايلور، مدير منطقة الشرق الأوسط والسياسات العامة في مجلس الذهب العالمي، إن العامين الماضيين شهدا تناميًا للطلب من الأسواق الناشئة، وفي منطقة الشرق الأوسط كانت السوق المصرية مهيمنة من حيث الطلب على المجوهرات، حيث سجلت مشترياتها رابع أكبر كمية في هذه الفئة عالميًا وبلغت 30 طنًا في عام 2023.
الطلب الاستثماري على الذهب
فيما أشار إلى ارتفاع الطلب الاستثماري على الذهب في تركيا، حيث أدت مبادرة البنوك لإطلاق نظام للودائع يعمد إلى دفع أصل مبلغ الوديعة والعوائد عليها بالذهب إلى ارتفاع التداولات 60 ضعفا في عام 2023، متوقعًا أن يواصل الطلب على الذهب ارتفاعاته في ظل التوترات الجيوسياسية بالمنطقة.
أكبر الدول المشترية للذهب
وأوضح أن الغرب لم يعد هو المؤثر على أسعار الذهب عالميًا، حيث انتقل التأثير إلى الدول الناشئة وآسيا بشكل أكبر، مشيرًا إلى ترتيب أكبر الدول المشترية للذهب إلى أن القائمة تسيطر عليها بشكل كامل الأسواق الناشئة، فيما تبرز ألمانيا كأكبر بائع للذهب العام الماضي، وبالتالي فقدت السوق علاقة الارتباط التاريخية بين العائد على الدولار وسعر الذهب.
سوق الذهب
وقال ريد إن الاقتصاد العالمي يواجه 3 سيناريوهات في عام 2024، سيكون لها مردود على سوق الذهب، إلا أن أسوأها وهو عدم البدء في خفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي، واستمرار التضخم، سيكون تأثيره متعادل على الأسعار مع توقعات مستقبلية بالانخفاض، وهو احتمال يتراوح بين 5 إلى 10%.
وشدد على أن الاحتمال الأعلى وهو الهبوط الناعم أو ما يعرف بـ Soft landing، والبالغ حاليًا نسبته بين 45 و65% سيكون تأثيره متعادلا على السعر مع توقعات بارتفاع هادئ للسعر حتى عن المستويات الحالية.
بينما في حال وقوع الاقتصاد الأميركي في الركود، وهو احتمال بنسبة 25 إلى 55%، فسيكون تأثيره قويا جداً على أسعار الذهب والتي ستواصل ارتفاعاتها.
تضاعف سعر الذهب منذ بداية عام 2019، من مستويات 1290 دولارا للأوقية إلى 2400 دولار عند أعلى مستوى وصل إليه قبل أن يتراجع قليلًا اليوم.