شهد سعر الذهب العالمي قفزة جديدة خلال الأسبوع الماضي لتسجل أعلى مستوى على الاطلاق وتشهد ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي، حيث دفعت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط المستثمرين إلى البحث عن الملاذ الآمن في الأسواق.
سعر الذهب
ارتفع سعر الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2431 دولار للأونصة قبل أن يغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2344 دولار للأونصة، ليسجل ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي.
الذهب
ارتفع الذهب منذ بداية شهر أبريل بنسبة 5% وسجل ربح بمقدار 198 دولار حتى اعلى مستوى تاريخي سجله، بينما منذ بداية موجة الصعود القوية الأخيرة في بداية شهر مارس ارتفع الذهب بنسبة 19% ليسجل ربح بمقدار 387 دولار.
تزايدت التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع بشكل كبير بسبب حدوث ضربة عسكرية إيرانية تجاه الكيان الصهيوني كإجراء انتقامي بعد ضرب السفارة الإيرانية في سوريا.
تسبب هذا في ارتفاع مؤشر VIX الذي يقيس مؤشر التقلبات في الأسواق المالية والذي يسمى مؤشر الخوف، فقد ارتفع أمس الجمعة بنسبة 14.2% وهو أعلى ارتفاع يومي منذ منتصف شهر أكتوبر 2023 ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من 5 أشهر.
نتيجة لهذا شاهدنا الطلب على الملاذ الأمن في الأسواق المالية العالمية يرتفع بشكل حاد ليسجل الذهب مستويات قياسية جديدة، وفي المقابل انخفض الأسهم الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي وسجل مؤشر الداو جونز الصناعي أدنى مستوى منذ قرابة 3 أشهر.
قوة الذهب ظهرت بشكل واضح خلال الأسبوع الماضي عندما ارتفع مؤشر الدولار لأعلى مستوى منذ 6 أشهر إلى جانب ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ 5 أشهر، وكان من المفترض أن يتسبب هذا في دفع الذهب إلى التراجع بسبب العلاقة العكسية بينهم، ولكن الذهب استطاع الارتفاع بقوة وتسجيل مستويات تاريخية جديدة.
يدل هذا على قوة الطلب على الذهب وقدرته على مواجهة التأثيرات السلبية الحالية، خاصة بعد أن تراجعت توقعات الأسواق بشأن خفض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال شهر يونيو إلى 28% وذلك بالمقارنة مع التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أعلى من 60%.
تراجع توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة الأمريكية جاء بعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر مارس، والتي جاءت بأعلى من التوقعات ليظهر ارتفاع على المستوى السنوي بنسبة 3.5% بأعلى من القراءة السابقة 3.2%.
تماسك التضخم الأمريكي زاد من التوقعات أن البنك الفيدرالي لن يقبل على خفض الفائدة قريباً، وهو ما ظهر في محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي بأن أعضاء البنك يرون أنهم في حاجة إلى مزيد من الأدلة على تراجع التضخم بشكل مستدام قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة.
الذهب استمر في الارتفاع بقوة بالرغم من كل هذه العوامل التي من المفترض أن تدفعه إلى الهبوط، وهو ما دفع مؤسسة جولدمان ساكس المالية إلى أن ترفع توقعاتها لأسعار الذهب خلال عام 2024 إلى المستوى 2700 دولار للأونصة، بالمقارنة مع توقعاتها السابقة عند 2300 دولار للأونصة.
أما عن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب فقد استمرت التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار في شهر مارس، ولكن بوتيرة أبطأ بكثير من الأشهر السابقة حيث خففت التدفقات الداخلة من أمريكا الشمالية وآسيا الخسائر الأوروبية.
خلال شهر مارس خرجت استثمارات من الصناديق الاستثمارية بمقدار 13.6 طن ذهب بالمقارنة مع يناير وفبراير منذ بداية العام حيث شهدت استثمارات خارجة بمقدار 100 طن ذهب.
في حين انخفضت الحيازات الجماعية للصناديق من الذهب بمقدار -14 طن ذهب، حيث ارتفع إجمالي الأصول المُدارة في صناديق الاستثمار المتداولة للذهب العالمية بنسبة 8٪ بفضل ارتفاع سعر الذهب.
خلال الربع الأول تراكمت التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة للذهب على مستوى العالم إلى 6.5 مليار دولار أمريكي، بقيادة أمريكا الشمالية وأوروبا بينما اجتذبت آسيا أكبر التدفقات الداخلة. وشهدت الصناديق منخفضة التكلفة تدفقات خارجة بقيمة 893 مليون دولار أمريكي في الربع الأول، مدفوعة بشكل رئيسي بأوروبا بمقدار -728 مليون دولار.