من وادي حوف إلى العالمية.. مسيرة شركة النصر وحكاية إنتاج أول سيارة في مارس المقبل


السبت 23 مارس 2024 | 03:50 مساءً
شركة النصر للسيارات
شركة النصر للسيارات
العقارية

في لقاء مزج بين الحماس والطموح، اجتمع أعضاء لجنة الصناعة في مجلس النواب أواخر فبراير 2024، لاستكشاف آفاق صناعة السيارات في مصر، وذلك بعدما قدم النائب شحاتة أبوزيد طلب إحاطة يهدف إلى دعم تصنيع السيارات المحلية وتعزيز مكانتها في السوق الداخلية والعالمية.

وفي الوقت الذي واجهت فيه صناعة السيارات في مصر تحديات متعددة، كانت شركة النصر لصناعة السيارات ترى في هذه التحديات فرصًا. وقال خالد شديد، مسؤول الشركة، إن صناعة السيارات تعتمد على الكميات الكبيرة حتى يجد المصنع صناعات مغذية، وتكون لدينا صناعة حقيقة بجانب أسواق لبيع هذه المنتجات.

شركة النصر لصناعة السيارات، التي تأسست في عام 1960 بموجب قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 913، تعتبر إحدى الشركات الحكومية المصرية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية. نشأت الشركة في إطار مشروع الحكومة المصرية "من الإبرة إلى الصاروخ"، الذي استهدف تطوير الصناعات المحلية، بدءًا من تجميع السيارات في المرحلة الأولى، ثم التوجه نحو تصنيع السيارات بالكامل في مراحل لاحقة.

وتقع مقرات الشركة الرئيسية التي يعود تأسيس شركة النصر لصناعة السيارات إلى العام 1957، حينما تم تشكيل لجنة تضم وزارتي الحربية والصناعة في مصر، بهدف دراسة وإنشاء شركة ومصنع لإنتاج الشاحنات والحافلات في منطقة وادي حوف بحلوان، جنوب القاهرة، وهي جزء من الشركة القابضة للصناعات المعدنية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام في مصر. والتي قامت خلال فترة نشاطها، بإنتاج مجموعة متنوعة من الطرازات السيارات والشاحنات.

افتتحت خطوط التجميع في مصنع الشركة بمنطقة وادي حوف في عام 1960، على مساحة تبلغ 480 ألف متر مربع. بدأت الشركة بتوقيع عقود لتصنيع سيارات مع شركات عالمية مثل "NSU" الألمانية وشركة فيات الإيطالية، وتوسعت في تعاقدات لتصنيع الجرارات الزراعية والمقطورات.

كان هدف الشركة الرئيسي هو تجميع السيارات في المرحلة الأولى، ثم التحول لتصنيع السيارات بالكامل في المرحلة الثانية، إذ بدأت الشركة بـ290 عاملًا وتوسعت لتصل إلى أكثر من 12 ألف عامل، وأصبحت متخصصة في تجميع وتصنيع السيارات مثل فيات وأنتجت السيارات النصر 128 وشاهين وفلوريدا.

لكن مع بداية التسعينيات، بدأت الشركة تواجه تحديات جديدة، حيث شجعت الحكومة على إنشاء مصانع خاصة لتجميع السيارات وقدمت موديلات جديدة تنافسية، مما أدى إلى تراكم الديون على الشركة وتضاغفت مبيعاتها، الأمر الذي أدى إلى انخفاض عدد العمال وتراجع إنتاجيتها.

في نوفمبر 2009، تم إصدار قرار بتصفية الشركة بسبب التراكم الكبير للديون، وتم تقليص العمالة إلى 300 عامل فقط. لكن في مارس 2013، تمت استعادة نشاطات الشركة تحت إشراف وزارة الدولة للإنتاج الحربي، وعادت الشركة للعمل في صناعات السيارات، وذلك قبل أن يتم دمج الشركة الهندسية لصناعة السيارات في أغسطس 2022، في شركة النصر، مما دعم قدرتها على إنتاج وتصنيع السيارات الكهربائية بفاعلية.

ومع توجيه الشركة نحو إنتاج أول سيارة محلية الصنع في مارس 2025، كانت الأمور تتجه نحو الأفضل، حيث بدأت الشركة من خلال الشراكات المحلية والعالمية، في بناء قاعدة قوية لتصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق السيارات المصري والعالمي.

في نهاية الجلسة، لم يكن طلب الإحاطة مجرد طلب. بل كان نداءً للعمل والتعاون، لتحقيق رؤية لصناعة السيارات المصرية تتألق على الساحة الدولية. ومع شغف وتفاؤل الجميع، بدأت الشركة النصر لصناعة السيارات رحلتها نحو التألق والنجاح.