شهدت الأجهزة الكهربائية خلال الفترة الماضية قفزات سعرية جنونية، مدفوعة بارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق الموازية، بينما اليوم بعد تحرير سعر الصرف وتوفير السيولة الدولارية، اختلفت الآراء حول توقعات الأسعار، كما تباينت آراء الشعبة والتجار حول توافر المُنتجات بالسوق المحلية دون حدوث أي عجز.
أسعار الأجهزة الكهربائية
وقال شريف صلاح نائب رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة التجارية، إن أسعار الأجهزة الكهربائية في مصر لن تتأثر بارتفاع سعر صرف الدولار الجمركي وصعوده من 30 إلى 49.5 جنيه، لأن بالفعل تجار الأجهزة كانوا يُسعرون الدولار على 70 جنيهًا.
شركات الأجهزة الكهربائية
وأضاف أن شركات الأجهزة الكهربائية لم تقم بتطبيق زيادات جديدة أو حتى تخفيضات في الأسعار نتيجة لصعود سعر الدولار الجمركي، كما أن أسواق الأجهزة في مصر تمر بحالة كبيرة من الركود وتضاؤل حركة الشراء، بما أجبر الشركات التي كانت تستعد لرفع أسعار مُنتجاتها إلى تأجيل الفكرة لحين رواج الأسواق مرة أخرى بعد شهر رمضان.
أسعار السلع والمُنتجات
ولفت نائب رئيس الشعبة إلى أنه تراجعت معظم أسعار السلع والمُنتجات باستثناء الأجهزة الكهربائية التي لم تشهد أي انخفاض، فيما عدا إطلاق بعض المحال لعروض دامت يومين إلى 3 أيام فقط لا غير وكانت العروض تتراوح بين 3 و10% تخفيضاً في أسعار مُنتجات بعض الشركات.
الأجهزة الكهربائية
وأوضح صلاح أن حالة الركود التي تشهدها الأجهزة الكهربائية في مصر كانا نتيجة لعدم قدرة استيعاب المُستهلك لأسعار المُنتجات، بما جعلته يعزف بعيدًا عن فكرة الشراء خلال الفترة الحالية على الأقل، منوهًا إلى أنه حتى الآن لم يتم توفير أي دولارات لقطاع الأجهزة لا مُصنعين ولا تجار، بينما في حال توفير السيولة الدولارية المطلوبة للاستيراد والإفراج الجمركي ستنخفض أسعار الأجهزة الكهربائية بنحو 10 إلى 15%.
جولة ميدانية داخل أسواق الأجهزة الكهربائية
اختفاء ظاهرة الأوفر برايس
وأكد أن المنتجات التي اختفت من السوق المحلية خلال الفترة الماضية أصبحت الآن متوفرة دون أي عجز، وكذلك اختفاء ظاهرة الأوفر برايس من قطاع التكييف والتبريد بعد التعامل بها خلال الفترة الماضية وكان يتم تطبيق زيادة بنحو 6 آلاف جنيه على السعر الأصلي لأجهزة التبريد، بالإضافة إلى أنه تم توفير أجهزة التكييف التي اختفت تماماً من السوق المحلية خلال فصل الشتاء.
قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف
وأشار صلاح إلى أن قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف ورفع الفائدة بنحو 600 نقطة أساس لا يؤثر على الأسعار بشكل مباشر مثلما يفعل عامل العرض والطلب وكذلك توفر المُنتج بالأسواق، وخلال الفترة السابقة كان القطاع يشهد زيادات ملحوظة فور صدور أي قرار بتحرير سعر الصرف إلا أن التوقيت الحالي وبسبب الركود غير المسبوق في الأسواق جعل الشركات تعزف عن تطبيق أي زيادة حاليًا.
قطاع الأجهزة الكهربائية
وقال إن الزيادة التي شهدها قطاع الأجهزة الكهربائية منذ يناير 2024 وحتى الآن بلغت في المتوسط ما بين 30 و40%، متوقعًا حدوث استقرار في الأسعار حتى الانتهاء من النصف الأول من العام الجاري 2024 وأن هذا الاستقرار مدفوع بركود شديد في الأسواق.
تراجع أسعار الأجهزة الكهربائية
ومن جانبه قال أحمد خطاب أحد التجار بشارع عبد العزيز، خلال جولة ميدانية لـ«العقارية» إن أسعار الأجهزة الكهربائية تراجعت بنحو 25 إلى 30% بعد توفير سيولة دولارية من صفقة رأس الحكمة، متوقعًا حدوث انخفاضات أخرى خلال الفترة المُقبلة.
وأكد أن مُنتجات الأجهزة الكهربائية المُصنعة محليًا ذات جودة عالية وأصبحت تنافس مثيلتها المستوردة، وتُعد أفضل من الصناعات التركية والصينية والهندية وكذلك الأوروبية، بالإضافة إلى أنها تتسم بالعديد من المزايا الأخرى منها الضمان وخدمة ما بعد البيع وسهولة الحصول على قطع الغيار وكذلك أسعارها في متناول الجميع.
زيادة أسعار الأجهزة الكهربائية
وأوضح تاجر أخر بشارع عبد العزيز، أن أسعار الأجهزة الكهربائية شهدت زيادات جنونية وصلت إلى 200% في بعض المُنتجات، بينما تراجعت بنحو 35%.
وأوضح أن التجار يقومون بتخزين البضائع التي استوردوها أثناء ارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق الموازي، بما جعلهم يحتفظون بهذه المُنتجات أملًا في حدوث قفزة سعرية أخرى لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح.
واتهم التجار بافتعال أزمة جديدة في أسعار الأجهزة الكهربائية بسبب تحفظهم على البضائع مما تتسب في تقليص المعروض بالسوق المحلي، حتى أصبح السوق يُعاني من غياب بعض المنتجات من الأجهزة الكهربائية.
تراجع سعر الدولار في السوق السوداء
وكان لفريد سيد مهنا، أحد التجار رأي أخر وأوضح أن الزيادة السعرية التي شهدها قطاع الأجهزة الكهربائية بلغت نحو 75% منذ بداية العام الجاري 2024، منوهًا إلى أن تراجع سعر الدولار في السوق السوداء تسبب في هدوء الأسعار عكس الشهرين الماضيين.
وأوضح أن خلال شهري يناير وفبراير 2024 شهد سوق الأجهزة الكهربائية إقبال كبير نتيجة مخاوف الأفراد من حدوث زيادات أخرى مما جعلهم يتسابقون على الشراء نتيجة تردد شائعات منها وصول الدولار إلى 100 و120 جنيهًا خلال الفترة المُقبلة، مؤكدًا أن الفترة الحالية شهر مارس الجاري يشهد حالة كبيرة من الركود.