أنهت أونصة الذهب العالمي تداولات شهر فبراير على ارتفاع طفيف وقد كان التذبذب هو المسيطر على تحركات خلال معظم فترات تداول هذا الشهر، ولكن تماسك سعر الذهب يعكس قدرته على تحمل الضغط السلبي من توقعات الفائدة الأمريكية بسبب استمرار الطلب على المعدن النفيس.
سعر الذهب العالمي
سجل سعر الذهب العالمي اليوم ارتفاع بنسبة 0.1% ليسجل اعلى مستوى عند 2048 دولار للأونصة ليعود ويتداول عند المستوى 2046 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2044 دولار للأونصة. يأتي هذا بعد أن ارتفع يوم أمس بنسبة 0.5% مسجلا أعلى مستوى عند 2050 دولار للأونصة.
سعر الذهب الفوري
ارتفع سعر الذهب الفوري خلال شهر فبراير بنسبة 0.3% ليغلق عند المستوى 2044 دولار للأونصة، بعد أن سجل اعلى مستوى خلال الشهر عند 2065 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 1984 دولار للأونصة.
سعر الذهب العالمي
بالرغم من الارتفاع والهبوط الكبير خلال آخر 3 أشهر تداول في سعر الذهب العالمي، إلا أن الملاحظ أن الاتجاه العرضي كان هو المسيطر على حركة الذهب بالرغم من هذا، وأن معظم فترات التداول كانت محصورة بين منطقة 2000 – 2050 دولار للأونصة.
مقياس التضخم
يوم أمس صدرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي عن الولايات المتحدة والذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وأظهر المؤشر السنوي عن شهر يناير تراجع إلى 2.4% من القراءة السابقة 2.6%، بينما المؤشر الجوهري السنوي تراجع إلى 2.8% من 2.9%.
أسعار الذهب
استمرار تباطؤ التضخم السنوي ساعد أسعار الذهب على الارتفاع يوم أمس في آخر تداولات شهر فبراير لتسجل اعلى مستوى منذ 4 أسابع عند 2050 دولار للأونصة.
تداولات الذهب العالمي
ولكن بشكل عام كان التذبذب هو السمة الأساسية في تداولات الذهب العالمي خلال شهر فبراير وكانت تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي أحد الأسباب وراء هذا، والتي صبت جميعها لصالح تأجيل قرار خفض الفائدة والحفاظ على المعدلات الحالية لفترة أطول من الوقت حتى ضمان تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام ما يضمن الوصول إلى مستهدف التضخم للبنك في النهاية عند 2%.
اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي
فقد أظهر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر خلال الشهر الماضي أن الجزء الأكبر من أعضاء البنك الفيدرالي كانوا قلقين بشأن مخاطر خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جدًا.
أعضاء البنك الفيدرالي
فقد شهدت مناقشات أعضاء البنك الفيدرالي خلال الاجتماع الأخير مخاوف أغلبية أعضاء البنك من التسرع في البدء بخفض أسعار الفائدة وضرورة الحصول على المزيد من التأكيدات، بينما أشار عدد قليل من الأعضاء إلى تخوفهم من بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت لما لهذا من تأثير سلبي على معدلات النمو وأوضاع القطاع المصرفي.
الدولار الأمريكي
عمل هذا على دعم الدولار الأمريكي الذي ارتفع خلال شهر فبراير بنسبة 0.7% ليسجل ارتفاع للشهر الثاني على التوالي، ليزيد من إضعاف فرص ارتفاع أسعار الذهب.
سعر الذهب
خلال شهر فبراير انخفض سعر الذهب وسجل أدنى مستوى تحت المستوى الهام 2000 دولار للأونصة، وذلك بسبب تأثره ببيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي والذي جاء أفضل من التوقعات مما زاد من رهانات الأسواق أن الفيدرالي الأمريكي سيؤجل البدء في خفض أسعار الفائدة منذ كون التضخم متماسك بشكل كبير.
اظهر مؤشر أسعار المستهلكين استقرار القراءة عند 0.3% دون تغير عن القراءة السابقة وكانت التوقعات تشير إلى تراجع إلى 0.2%، بينما تراجع التضخم على المستوى السنوي إلى 3.1% بأقل من القراءة السابقة 3.4% ولكنه جاء أعلى من التوقعات عند 2.9%.
بشكل عام تبقى تداولات الذهب ضمن نطاق تذبذب بين 2000 – 2050 دولار للأونصة خلال معظم فترات التداول منذ بداية العام الجاري، يرجع هذا إلى عدم قدرة الذهب على الارتفاع بسبب تقلص توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في وقت مبكر من هذا العام بسبب قوة البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي وعلى رأسها بيانات التضخم.
بينما في المقابل يجد الذهب الدعم من الطلب على الملاذ الآمن في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يمنع أسعار الذهب من الهبوط.
أيضا هناك تضارب بين الطلب الفعلي القوي على الذهب وبين الطلب الاستثماري الضعيف، فقد أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن البنك المركزي الهندي اشترى 9 طن من الذهب وهي أول عملية شراء للهند منذ أكتوبر الماضي. حيث ارتفعت علاوات الذهب في الهند إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من أربعة أشهر مع ارتفاع الطلب، مع قيام تجار المجوهرات بتخزين الذهب لموسم الزفاف.
بينما اشترى المركزي التركي 12 طن من الذهب في يناير ليبلغ إجمالي احتياطات الذهب في تركيا إلى 552 طن، أقل بنسبة 6٪ من أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 587 طنًا والذي سجلته تركيا في فبراير 2023.
أيضا استمرار البنوك المركزية العالمية في زيادة مشترياتها من الذهب يدعم مستويات المعدن النفيس ويمنعه من الهبوط الحاد، فقد ارتفعت الاحتياطيات العالمية من الذهب خلال 2022 و2023 بأكثر من 1000 طن من الذهب.
نسبة مساهمة مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب خلال العامين الماضيين في الطلب العالمي تضاعفت ثلاث مرات لتصل ما بين 25% و30%. وعلى الرغم من أن وتيرة مشتريات البنوك قد تتباطأ في 2024 عن الوتيرة القياسية الحالية، إلا أنه من المتوقع أن يظل طلب البنوك المركزية عاملاً مهيمنًا في سوق الذهب على مدى السنوات الست المقبلة على الأقل.
أما عن الطلب الاستثماري على الذهب فالبيانات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي أظهرت استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع الثامن على التوالي، الأمر الذي يعكس ضعف الطلب الاستثماري على المعدن النفيس.
خلال آخر 8 أسابيع سجلت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خروج تدفقات نقدية بما قيمته 93 طن ذهب، وخلال الأسبوع المنتهي في 23 فبراير خرج صافي تدفقات نقدية بمقدار 13 طن ذهب.
نضيف إلى هذا أن صناديق الاستثمار في الذهب المتداول في البورصة شهدت خروج استثمارات بشكل كبير منذ بداية عام 2024 لصالح صناديق الاستثمار في العملات البيتكوين المدرجة حديثاً، فقد سجل 11 صندوق استثمار في الذهب خروج تدفقات نقدية بأكثر من 3 مليار دولار منذ بداية 2024.