شهد قطاع السيارات خلال الفترة الأخيرة قفزات جنوينة وتقلص المعروض بالسوق المحلي وعدم قدرته على تلبية حجم الطلب مدعومًا من شح العملة الأجنبية وعدم القدرة على الاستيراد ومنه غياب بعض الموديلات محليًا.
سوق السيارات في مصر
توقف الاستيراد الذي نجم عن شح الدولار بالسوق المحلي ساهم بدوره في ظهور الأوفر برايس ليغزو سوق السيارات في مصر، ومنه زيادة نحو 600 ألف جنيه على السعر الحقيقي للسيارة ووصلت إلى مليون جنيه في بعض السيارات الحديثة "الزيرو".
أزمة شح العملة
وأصبحت أزمة شح العملة بمثابة الشبح الذي يغزو ويسطير على كافة القطاعات ليوقف عجلة الاستيراد ويضعف الطاقات الإنتاجية التي قد تكون شبه متوقفة، ولم ينجو منها السيارات، الذي شهد غياب بعض العملات التجارية والموديلات الجديدة ومنه ارتفاع أسعار سوق السيارات المُستعملة في مصر.
وكلاء وتجار السيارات في مصر
ولجأ وكلاء وتجار السيارات في مصر للبحث عن طرق أخرى توفر لهم الدولار بعيدًا عن القنوات الرسمية وأزمة العملة الأجنبية التي تُعاني منها البنوك، لذا اتجهوا إلى السوق السوداء لتوفير السيولة الدولارية.
سعر الدولار بالسوق السوداء
وتسبب كثرة الإقبال على سعر الدولار بالسوق السوداء إلى رفع أسعاره نتيجة للطلب الكبير ومنه تتالي ارتفاعات أسعار الأوفر برايس على السيارات واستمرت هذه الأزمة حتى بعد مُنتصف فبراير الجاري 2024.
صفقة رأس الحكمة والشراكة بين مصر والإمارات
وفور الإعلان عن إتمام صفقة رأس الحكمة والشراكة بين مصر والإمارات ومنه توفير سيولة دولارية بالسوق المحلي انهار سعر صرف الدولار بالسوق السوداء ومنه تراجع أسعار كافة السلع والخدمات بقطاعات عدة في مصر دون قطاع السيارات.
سعر الدولار في السوق السوداء
وتعليقًا على هذا قال مُنتصر زيتون، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، إن تراجع سعر الدولار في السوق السوداء بعد إعلان الشراكة بين مصر والإمارات على تطوير منطقة رأس الحكمة، أثر على جميع القطاعات في مصر دون السيارات التي لم تشهد أى انخفاض في الأسعار.
أسعار الأوفر برايس على السيارات
وأوضح زيتون في تصريحات خاصة لـ"العقارية" أن تراجع سعر الدولار بالسوق السوادء ساهم في هبوط أسعار الأوفر برايس على السيارات وليس سعر السيارة الأصلي.
أسعار الأوفر برايس
وتباع أن أسعار الأوفر برايس على السيارات تراجعت بنحو ما بين 100 و500 ألف جنيه على السيارة الواحدة.
قطاع السيارات
وكشف منتصر أن قطاع السيارات سيشهد زيادة جديدة مطلع مارس المُقبل كحد أدنى بنحو 5%، منوهًا إلى أن تراجع سعر الدولار في السوق الموازية كانت له نتيجة عكسية وتوقف العملاء عن الشراء مما تسبب في حدوث تراجع حاد بمبيعات القطاع وركود غير مسبق وتراوحت نسبة التراجع ما بين 50 و60%.
تراجع أسعار الأوفر برايس
ولفت إلى أن شهر فبراير الجاري شهد زيادة تراوحت بين 200 و600 ألف جنيه لسعر السيارة الواحدة، مشيرًا إلى تراجع أسعار الأوفر برايس دون باقي القطاع نتيجة للضغط الأمنى على السوق الموازي وأما الوكلاء فقد رفعوا الأسعار خلال فبراير الحالي 2024 زيادات كبيرة.
تدبير العملة من السوق السوداء
ولفت إلى أن الوكلاء كانوا يسعون لتدبير العملة من السوق السوداء لزيادة المعروض وتلبية حجم الطلب، ولكن بعد الجهود الحكومية للسيطرة على السوق الموازي، تم إغلاق المنفذ الوحيد أمام التجار والوكلاء وتوقفت عمليات الاستيراد تماماً مما سيؤدي إلى تقلص المخزون وعدم القدرة على تلبية الطلب ومنه رفع الأسعار خلال الفترة المُقبلة، منوهًا إلى أن التوقيت الحالي مناسب جداً للشراء متابعاً: "فرصة للمُشتري لن تتعوض مرة أخرى الأسعار هترتفع أكثر والتوقيت الحالي أحسن وقت للشراء.
مبيعات السيارات
وأوضح زيتون أن مبيعات السيارات شهدت تراجع حاد خلال العام المُنقضي 2023، موضحًا أنها سجلت خلال 2023 نحو 100 ألف سيارة فقط مقارنة مع نحو 300 ألف سيارة للسنوات السابقة، متوقعًا استمرار الهبوط والتراجع في المبيعات خلال العام الحالي أيضًا 2024 ، نظرًا لعدم استقرار سعر الصرف وتوقف عمليات الإفراج الجمركي حتى في حال توفير سيولة دولارية لدى الدولة لأن اولوية الإفراج تكون للمُنتجات الأساسية من المواد الغذائية والأدوية والأعلاف وغيره متباعًا "انا لو مسؤول من هفرج عن السيارات لأن المواطن مش هيموت من غير سيارة لكن يموت من غير أكل فالحكومة صح في إعطاء الأولوية للاحتياجات الأساسية".