بعد زيارة استمرت لـ 48 ساعة، تخللها لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزيارة لأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير، غادر الرئيس البرازيلي لولا دا سيلڤا القاهرة بعد انتهاء زيارته لمصر، والتي شهدت الاتفاق على ترفيع العلاقة بين البلدين لمستوى الشراكة الاستراتيجية وإنشاء لجنة مشتركة لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
لولا دا سيلڤا الذي جاء باختار الشعب البرازيلي، ليتولى رئاسة البلاد بعد الفوز على منافسه الرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو، يمتلك جياة مليئة بالصعوبات، فهو الرئيس القادم من أسرة فقيرة ليصبح على قمة البرازيل، ويقود بلاده لمصافٍ الدول الاقتصادية الكبرى.
النهوض باقتصاد البرازيل
سيلفا الذي أكد أن بلاده في أمس الحاجة إلى السلام والوحدة، ودعا مؤخرا لسحب حق الفيتو من الدول الخمس الكبرى لسوء استخدامه، ولد في شهر أكتوبر عام 1945، وقاد حلم النهضة من خلال خطة النهوض باقتصاد البرازيل وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحديث الجيش.
ماسح أحذية وبائع فول سوداني
ونشأ في حياة محفوفة بالعقبات والصعوبات حيث وجد نفسه في أسرة فقيرة من المزارعين الأميين، ومن ثم شق طريقه في الأعمال الشاقة وهو في سن العاشرة فعمل ماسحا للأحذية و بائعا للفول السوداني ، ثم عاملا في مصنع للحديد والصلب عندما بلغ مرحلة الشباب ، حيث فقد إصبعا في يده اليسرى في ستينيات القرن الماضي.
طفولته لم تكن كمثيلتها لدى من يشاطرونه نفس العمر، حيث كانت قاسية إلا أن والدته علمته معنى الكرامة و كيف يمشي مرفوع الرأس ولعبت دورا كبيرا في تكوين شخصيته .
أسرة مكونة من 7 أولاد وبنات
وكشف كتاب "لولا البرازيل " للكاتب ريتشارد بورن ، عن طفولة دا سلفيا القاسية ، قائلا إنه نشأ في أسرة مكونة من 7 أولاد وبنات، و سافر أبوه مع ابنة عمه بعد أسبوعين فقط من مولد دا سيلفا إلى ساو باولو، أملا في الحصول عن عمل ، لكن سرعان ما انقطعت أخباره فظنت زوجته أنه عثر على وظيفة جديدة ، و سافرت بدورها إلى ساو باولو ومعها أطفالها. ولكنها اكتشفت ما اكتشفت أن الزوج تزوج من ابنة عمه بعد أن عاشوا قصة حب سرية، لتضطر إلى السكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة بالمدينة
السياسة لم تكن في اهتماماته
الطفل الذي شٌب وهو ينتمي لأسرة فقيرة، لم تستحوذ السياسة على اهتمامه في بداية انخراطه في العمل العام ، لكنه انشغل بعد وفاة زوجته بالعمل النقابي وانتخب رئيسا لاتحاد عمال الصلب، الذي يضم في عضويته 100 ألف شخص، ليجد نفسه في 2002 رئيسا للبلاد انتخابه، قبل أن يعاد انتخابه في 2006 بعد فوزه بأكثر من 50% من الأصوات .
تهم فساد وغسيل أموال
واجه الرئيس العائد للحياة مؤخرا في عام 2017 تهما بالفساد وغسيل الأمول، و أصدر القضاء البرازيلي حكما عليه بالسجن لمدة 9 سنوات و9 أشهر، قبل أن يخرج في عام 2019 من السجن، بعد أن قضي فيه أكثر من عام ونصف العام.
انتصار سيلفا لم يكن فقط الخروج من السجن، حيث تمكن من العودة من جديد لكرسي رئاسة أكبر دول أمريكا الجنوبية، بعد الفوز على الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو، وتصبح معه البرازيل كتلة يسارية آخذة في التنامي والتي تشمل كلا من دول البيرو و تشيلي و كولومبيا والمكسيك والأرجنتين، وتزيد من سيطرة اليساريين في القارة.