لن يصادفنا الحظ ذات مرة ونسمع عن مبنى يتحرك بالكامل من مكانه، ولكن ربما يأخذ سكانه جولة ويعودون مجددا، وهذا ما حدث في مدينة «سان بطرسبورج» الروسية، بعد تحريك مبنى تاريخي لنحو 50 مترا بعيدًا عن القطبان، في حدث استثنائي من نوعه، وقد بدأ تاريخ المبنى عندما كان دار للأيتام، حيث تم تشييده عام 1913.
نقل مبنى تاريخي في روسيا لمسافة 52 مترا
وكشف التقرير، أن التخطيط لنقل المنزل بدأ منذ بضع سنوات، عندها قرر مصنع الأثاث الأول، تطوير موقع البناية على زاوية جسر Chernaya Rechka وجسر Vyborgskaya، وتم التعامل مع المشروع من قبل شركة City Solutions، وهي شركة تم إنشاؤها على أساس قسم التطوير في الشركة القابضة، ومن المتوقع أن يتم إنشاء خط السكة الحديد، الذي يطلق عليه «الوزير » في نهاية عام 2025.
وقالت شركة City Solutions إنه في تشيرنايا ريشكا، كان لا بد من «دحرجة» مبنى مكون من طابقين يزن 3200 طن، أولاً، وتعزيز الواجهة بدعامات معدنية، بتركيب لوحين من الخرسانة المسلحة بسماكة 300 ميليمتر في الطابق السفلي من المبنى، وتوصيل الجزء العلوي بإطار المنزل بعوارض خاصة، وربطها على طول المحيط بخمس عشرات من الرافعات التي لا تزيد حمولتها على 150 طنًا، وكانت اللوحة السفلية، التي تم تثبيتها على الأرض، بمثابة نقطة انطلاق - استقرت عليها الرافعات، ومن خلالها رُفعت اللوحة العلوية مع المنزل، وتم تركيب الهيكل على نظام الأسطوانة، وفي النهاية تم نقل المنزل إلى موقع جدي، بسرعة تصل إلى 4 سنتيمتر في الدقيقة، أولا 7 أمتار جانبية، ثم 45 مترا نحو الجسر، بحسب التقرير.
لماذا تم تحريك المبنى التاريخي في روسيا؟
في عام 2018، بدأ التخطيط لنقل دار الأيتام الإمبراطورية الواقعة في أعماق الموقع إلى الخط الأحمر لجسر فيبورج، لإفساح المجال لمجمع سكني مكون من 10 طوابق، قبل أن يتم الموافقة على المشروع في إبريل الماضي.
وكشف التقرير أن هذه ليست الواقعة الأولى، ففي موسكو أثناء فترة الثلاثينيات، تم نقل المنازل عدة مرات، حتى دون فصلها عن شبكات المرافق، ودون إزعاج الحياة المعتادة للسكان.
10 أمتار في نصف ساعة هي النتيجة المسجلة لمبنى موسوفيت المكون من 4 طوابق في شارع غوركي، وسرعان ما تم إنشاء صندوق خاص، وكان كبير مهندسيه هو إيمانويل هاندل، الذي يرتبط اسمه بمعظم المشاريع الناجحة
وعلى أثر تلك الواقعة، كتبت قصيدة بعنوان«لقد انتقل المنزل» عام 1938، حيث لم يتمكن أحد سكان موسكو الذين عادوا من إجازة في شبه جزيرة القرم من العثور على عنوانه، وحيث جاء في القصيدة: «كنت في الطريق، قرروا أن يأخذوك إلى الزقاق في منزلك».