خلال الفترة التي تسبق عيد الحب، الموافق 14 فبراير من كل عام، تنتشر التعليقات والكوميك الساخرة عن تبادل الهدايا على منصات التواصل الاجتماعي.
وبالتأكيد أبرز الصور والعبارات المستخدمة في هذا السياق جملة "عايزة ورد يا إبراهيم" التي قالتها هند صبري في فيلم "أحلى الأوقات" لزوجها في الفيلم خالد صالح.
وتعبر النساء بهذه الجملة عن حاجتهن للهدايا كنوع من التقدير أو التعبير عن الحب في هذه المناسبة، ولكن هل تختلف الهدية بطبيعة اختلاف الفترة الزمنية التي تمر بها العلاقة، سواء قبل الزواج أو بعده، هذا السؤال حاولنا العثور على إجابة له بين النساء.
- التفكير في أولويات الأسرة قبل الهدايا
في نقاش مفتوح بين مجموعات نسائية على منصة فيسبوك، طرح السؤال، واختلفت الإجابات ولكن اتفقت فيما بينها على عدد من الجوانب الأساسية، وكان أولها وأبرزها، التفكير في أولويات الأسرة أو احتياجات المنزل .
في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، واعتبار الهدايا أمراً هامشياً أو تحويلها لأشياء أكثر إفادة بعيداً عن الورود والهدايا الرمزية.
وقالت سماح حمدي: "كل حاجة بتتغير، خلاص بقى البيت أولى، ولو فيه أطفال التفكير بيكون في لبسهم وألعابهم، أنا كتير جالي هدايا خلاص بقى عندي كل حاجة في البيت، آه مفيش مانع إن ممكن يجبلي هدية لو كل سنة مرة أو خروجة حلوة مفجأة.
لكن مش في كل المناسبات طبعا، دلوقتي الظروف بقت صعبة على الرجالة كلها، مبقاش في حد بيبص لهدايا والكلام دا، بيتك وعيالك وأكلك وشربك وجوزك أولى بكل جنيه من أي هدية ممكن تتجاب".
واتفقت مهجة، مع عبارة "الظروف أصبحت صعبة"، وقالت: "بعد الجواز قررت أنا وهو مانجبش لبعض هدايا بس طبعا بنكون فاكرين بعض، مش شرط هدايا ممكن يقولي كلمة حلوة يفتكرني وهو جاي بحاجة حلوة بحبها، أو أعمل له أكلة هو بيحبها، في حاجات ألطف من الهدايا كتير بجد وخصوصا الدنيا دلوقتي صعبة أوي".
وأضافت دينا فوزي في تعليق آخر أسباباً لتغير أفكار المرأة بعد الزواج تجاه الهدايا، وقالت: "تغيير الأولويات، وزيادة الالتزامات، وتغير الرغبة أو الأسلوب في التعبير عن الحب، وأحياناً عدم اهتمام بين الطرفين"، كل ذلك يؤدي إلى الوصول إلى مرحلة نسيان المناسبات وعدم الاهتمام بالهدايا في كثير من الأحيان.
والزواج ليس المرحلة التي تتغير عندها أولويات المرأة أو تفكيرها تجاه الهدايا، ذلك ما أكدت عليه ليلى أحمد، حيث ترى أن طول مدة العلاقة وتغيير الأولويات هما المؤثران الرئيسيان، فهي مازالت في مرحلة الخطوبة، أتمت عامها الثالث، ولكن مع الوقت تغيرت نظرتها للهدية.
وأصبحت أكثر عملية، حيث تفكر في الأمور التي تنقصه ويحتاجها وهو أيضاً يشتري أشياءً تمثل لها أهمية، مثل أدوات المطبخ والمفروشات، وابتعدا تماما عن الورود أو الهدايا الرمزية، متابعة، "في العموم مالوش علاقة بقبل الجواز أو بعد، له علاقة بالظروف اللي بنمر بيها وبنضج الإنسان ووعيه".
لكن اختلفت بدور عبدالمنعم مع هذا الرأي، لأنها ترى أن الظروف الاقتصادية هي السبب الأول في تغير وجهة نظر المرأة في الهدايا، وقالت: "مرتبات أغلب المصرين يدوب بيمشوا بيتهم ومصاريف عيالهم فلما يفكروا في الهدايا وأنها هتأثر على الحالة المادية طول الشهر بيقولوا نجيب حاجة مفيدة، لكن لو الفلوس متوفرة هتكون الست نفسها تمشي بنفس أفكار فترة الخطوبة ودلعها".
عايزة دهب يا إبراهيم.. شعار جديد للنساء
تحدثت كثير من التعليقات النسائية عن تحول الهدايا بالنسبة لهم لأمور أكثر إفادة، حيث تفكر كثيرات في الذهب، وأنه هدية أكثر قيمة بالإضافة لكونه مفيداً على المستوى المالي ويعتبر ادخارا ماليا للأوقات الصعبة أو الأزمات المفاجئة، لذلك يفكرن فيه كهدية أهم بكثير من أنماط أخرى من الهدايا مثل الورود أو "الدباديب".
قالت حنان أبو العلا: "أيام الخطوبة كنت بفرح بالورد والدباديب أو فانوس في رمضان، بعد الجواز بقيت أقول له هات دهب أو حاجة ناكلها، بعد الخلفة بقيت أخد فلوس أجيب ليا ولبنتي براحتنا".
ولفتت رحاب بسطاوي، إلى أنها بعد الزواج تغيرت تماماً وجهة نظرها في الهدايا، رغم حرص زوجها على السفر والخروجات في المناسبات المهمة في حياتهم، ولكنها تفضل الهدية الذهب أكثر بكثير من أي شيء آخر، مؤكدة أن أكثر هدية أسعدتها كانت خاتم ذهب.
وبالفعل ذلك ما تميل له أغلب التعليقات التي ترى أن الورد ليس له فائدة، أو الإكسسوارات مثل الساعات والفضة، وأن أبسط الهدايا أصبحت تؤثر على "مصروف البيت"، وبالتالي التفكير في الهدايا العملية هو أفضل حلول.
وتابعت آية، "بعد الجواز في بداياته كنت بفرح بالورد والجو دا، دلوقتي عايزة هدية ليها معنى مادام هندفع فلوس اللي هتأثر على مصروف البيت، يعني إيه فايدة الورد لما ممكن يجيلي بنطلون بدل اللي باظ، أو طرحة ناقصة عندي، أو حاجة دهب"، وأضافت منال عماد تعليقا ساخراً قائلة: "أيوة بالظبط بعد الجواز بنقولهم عايزين هدايا دهب".
- الهدايا تخفيف الضغوط
وركزت تعليقات أخرى على أهمية الهدايا في حياة النساء، وللعلاقات الزوجية عموما، لكونها تعبر عن التقدير لمجهود الزوجة في المنزل، ويتم النظر لها كمنفذ لتفريغ طاقة الحب التي تضيع بين المسئوليات واحتياجات الأبناء ومتطلبات البيت، حيث علقت شروق قائلة: "لا بالعكس بعد الجواز بتحسي إنك عايزة هدايا أكتر تطلعك وتفصلك عن كم المسئوليات اللي علينا وتكسر الروتين".
وعلقت فوزية خطاب على تعليق شروق وقالت: "الست محتاجة هدية في كل وقت بس بتختلف من سن للتاني أنا زمان جوزي لو جابلي وردة كنت بفرح جدا لما وصلت الأربعين بدأت أحس إن وردة كدة إنت بتهزأني وإن أنا المفروض استاهل أكتر من كده، وأنه المفروض يراعيني ويراعي إني اتحملت معاه ظروف صعبة ويعوض ده".
وقالت منار عيد: "تهادوا تحابوا، دا مبدأ في علاقتي بزوجي، مش مهم الهدية إيه المهم نعبر عن تقدير لبعض، حتى لو حاجة بسيطة جداً لأن التقدير بيفرق أوي في العلاقات".
واتفقت مجموعة من الآراء حول اعتبار الهدية نوع من التقدير، وليس شرطاً أن تكون هدية مادية، وأن بعضهن تكتفي بالكلمة الطيبة المتبادلة، ومنهم عائشة عويس، التي قالت: "مش شرط هدية، يكفيني إنه في زحمة شغله يفتكرني حتي بمكالمة، ربنا يبارك فيه ويحميه ويرزقه في الأيام الصعبة دي".
لكن هذا لا ينفي وجود تيارا رومانسيا في التعليقات تمسك بأهمية الورد والأمور الرومانسية في المناسبات، لأن الورد يعبر عن الهدوء والراحة في العلاقة، على حد وصف شيماء رمضان.
بينما اعتبرت بعضهن الحديث عن عيد الحب والهدايا رفاهية بعيدة التحقق بالنسبة للرجال، لأنهم بعد الزواج يتعمدون نسيان المناسبات أو يتجاهلون الأمر كله سواء في الفلانتاين أو أي مناسبة أخرى، وأن متطلبات البيت تصبح رفاهية إذا استجاب الرجل وقام بشرائها كاملة دون خلافات، وعلقت ليلة مبروك ساخرة: "هو في راجل الأيام دي بيجيب هدية لمراته ده لو بيجيب لها طلبات بيتها تبوس إيدها"، واستمرت التعليقات الساخرة بين ليلة وهاجر التي ردت قائلة: "بعد الجواز الراجل بينسى الهدايا والأعياد ولو فكرتيه بيعمل من بنها".