أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت لـ سد النهضة، أن إثيوبيا شرعت في عملية تعلية الممر الأوسط للسد وصب الخرسانة بعد تجفيفه، في الوقت الذي تواجد حفارين لأول مرة أعلى الممر الأوسط، فيما تشير التقديرات إلى أنه ربمات بغرض عمل جسات أو روابط مع الخرسانة الجديدة.
سد النهضة
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف الدكتور عباس شراقي أستاذ علم الجيولوجيا بجامعة القاهرة لـ"العربية.نت" أن مياه السد توقفت في التدفق أعلى الممر الأوسط يوم 15 ديسمبر الماضي، حيث جف الممر تماماً بعد فتح بوابتي التصريف وفشل عمل التوربينين، وبالتالي لا توجد مياه تتحرك من أعلى السد ناحية مصر والسودان.
وأوضح شراقي أن مخزون المياه تراجع في بحيرة السد بنحو أكثر من مليار متر مكعب، ليصبح إجمالي التخزين حالياً أقل من 40 مليار متر مكعب.
فشل مفاوضات الجولة الرابعة
وجاء التصرف الإثيوبي الجديد بعد أيام قليلة من فشل مفاوضات الجولة الرابعة بين الدول الثلاث بشأن السد، حيث أعلنت وزارة الموارد المائية والري انتهاء الاجتماع دون نتائج، نظراً لاستمرار المواقف الإثيوبية ذاتها الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط، التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي أديس أبابا في التراجع عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وتقدمت مصر بملف الأزمة لمجلس الأمن بعد انتهاء إثيوبيا من الملء الرابع في سبتمبر الماضي، مؤكدة أن تصرفات أديس أبابا الأحادية بشأن الملء والتشغيل للسد تشكل حرباً وجودية لمصر، وتهدد استقرارها وتعد خرقاً مستمراً لإعلان المبادئ، الذي يلزم إثيوبيا بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن القواعد التي تحكم ملء السد وتشغيله.