كشف تقرير EY للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي حمل عنوان: "سد الفجوات: الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في مجال العمل المناخي"، أن نحو 75% من البنوك التي تم دراستها في المنطقة قامت بتطوير استراتيجيات حوكمة بيئية واجتماعية ومؤسسية، مما يعكس الاعتراف المتزايد بأهمية معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في القطاع المصرفي في المنطقة، والتزام البنوك بالاستدامة والممارسات المالية المسؤولة.
القضايا المناخية
وأظهرت نتائج التقرير أن أكثر من 80% من البنوك التي شملتها الدراسة لم تصدر بيان بالتزامها تجاه المناخ، في حين ذكر 60% فقط منها أنها تجري حالياً تقييمات للأهمية النسبية للتوجهات البيئية. كما أظهر التقرير أيضاً أن أقل من 20% من البنوك قد طورت سياسات خاصة بمخاطر المناخ، وأن خُمسها فقط وضع أطر عمل قوية لمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية مدعومة بمؤشرات أداء رئيسية.
كما أشار التقرير إلى أن معظم البنوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا تدمج اعتبارات استدامة، وخاصة تغير المناخ، في استراتيجياتها الشاملة.
وتعد هذه الدراسة بمثابة أداة قياس مرجعية للبنوك، حيث تقدم رؤى لصانعي السياسات والجهات التنظيمية التي تسعى إلى المواءمة مع الالتزامات الصافية الصفرية في المنطقة.
ومن بين البنوك التي شملتها الدراسة، أنشأ 45% منها أطر تمويل مستدامة، ترتبط عادةً بالاعتبارات البيئية والاجتماعية والعديد من هذه الأطر مدعومة بمعايير دولية مثل مبادئ السندات الخضراء الصادرة عن الرابطة الدولية لسوق رأس المال، ومبادئ السندات الاجتماعية، ومبادئ السندات المرتبطة بالاستدامة.
منتجات تمويل مستدامة
ووفقاً لاستطلاع EY، فإن بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقارن بشكل إيجابي مع البنوك العالمية في توفير منتجات تمويل مستدامة للعملاء من الشركات والمؤسسات.
مشاريع الطاقة المتجددة
وما يقرب من 70% من البنوك تقدم القروض لمشاريع الطاقة المتجددة، في حين أن 65% منها تصدر سندات خضراء أو اجتماعية أو سندات مستدامة. علاوة على ذلك، يقدم 40% منها قروضاً مرتبطة بالاستدامة، و15% منها تشارك في تمويل اتفاقيات إعادة الشراء الخضراء.
قرض السيارة الخضراء
ومع ذلك، يجب أن يكون هناك مزيد من التركيز على منتجات بنوك التجزئة المستدامة. والأكثر شعبية هو قرض السيارة الخضراء أو الهجين، الذي تقدمه 35% من البنوك. بالإضافة إلى ذلك، تقدم 25% من البنوك قروضًا للطاقة الشمسية و10% قروضًا للرهن العقاري الأخضر.
من جانبها، قالت جيسيكا روبنسون، رئيس قسم التمويل المستدام في EY منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: "يمثل توسيع العديد من البنوك في المنطقة لعروضها من منتجات التمويل المستدام مصدراً للإلهام والتفاؤل، لا سيما في الأسواق الرئيسية التي يزدهر فيها ابتكار المنتجات. ومع ذلك، ونظراً لتزايد تعرض منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتأثيرات تغير المناخ.
وأضافت أنه من الضروري أن تسارع البنوك إلى تضمين تقييمات مخاطر المناخ في أطرها الشاملة لإدارة المخاطر. ويؤكد تقرير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في بنوك منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أن هناك مجالاً لتحسين جهود المؤسسات المالية الكبرى لاستيعاب تقييمات مخاطر المناخ وإدارتها ودمجها بسلاسة في هياكل ووظائف الإدارة والاستراتيجيات التجارية لديها".