حقق مؤشر الدولار مكاسب بنسبة 0.37%، حيث استفادت العملة من تزايد الطلب على أصول الملاذ الأمن. ولم يعد ارتفاع الدولار مرتبطًا بتوقعات رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
حيث أصبح المحرك الرئيسي للعملة هو تصاعد الاضطرابات الحالية بالشرق الأوسط. وعلى صعيد أخر، تراجع اليورو بنسبة 0.27% أمام صعود الدولار، حيث جاءت نتائج اجتماع البنك المركزي الأوروبي متماشية مع التوقعات.
أبقى صانعو السياسة على أسعار الفائدة دون تغيير، فضلًا عن تصريحهم بأن الحديث حول خفض أسعار الفائدة هو "أمر سابق لأوانه".
وفي مطلع هذا الأسبوع، أشارت البيانات الاقتصادية الصادرة إلى حدوث انكماش أسرع مما كان متوقعًا بقطاعي الخدمات والتصنيع، مما أدى إلى تأجيج المخاوف حيال النمو الاقتصادي.
وبالمثل، تراجع الجنيه الإسترليني، حيث فقدت العملة 0.35% من قيمتها على خلفية الانكماش الحاد الذي شهده مؤشر مديري المشتريات بشكل غير متوقع، مما خفض فرصة قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة .
وفي نفس الوقت، ارتفع الين الياباني بنسبة 0.13%، حيث تمكنت العملة خلال تداولات يوم الجمعة من تعويض جميع الخسائر التي تكبدتها خلال الأسبوع، وذلك بعد يوم من تجاوز الين لمستوى الـ 150 مقابل الدولار. وأدى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بشكل مفاجئ إلى زيادة التكهنات حول تخلي بنك اليابان عن سياسته النقدية التيسيرية قريبًا.
أدت المخاوف من اندلاع حرب واسعة النطاق في غزة إلى زيادة تحوط المستثمرين بأصول الملاذ الآمن، مما عاد بالنفع على سندات الخزانة والدولار والذهب.وعلى الرغم من تحسن البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة، إلا أن عوائد سندات الخزانة أغلقت على انخفاض خلال هذا الأسبوع.
كما خسر اليورو والجنيه الإسترليني على خلفية قوة الدولار خاصة بعد أن أكدت بيانات مؤشر مديري المشتريات انكماش أسرع من المتوقع في قطاعي التصنيع والخدمات.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في أسبوع مزدحم بإعلان الشركات ذات رؤوس الأموال الضخمة عن أرباحها الفصلية، بما في ذلك شركات ميتا Meta وألفابت Alphabet وأمازون Amazon ومايكروسوفت Microsoft.
حيث أعلنت غالبية هذه الشركات عن معدل ربحية السهم والتي جاءت أعلى من المتوقع، لكنهم أفصحوا عن مؤشرات مقلقة حول توقعات النمو.
كما سجلت أسهم الأسواق الناشئة خسائر على خلفية زيادة المخاوف من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، حيث أدى ارتفاع البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة وتصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، إلى تصاعد التوقعات بشأن ابقاء أسعار الفائده عند مستويات مرتفعه لفتره طويلة.
وفي الوقت نفسه، صعدت المؤشرات الصينية حيث أعلنت الحكومة عن الدفع بإجراءات تحفيز مالية جديدة لتعزيز النمو الاقتصادي. وتراجعت أسعار النفط على خلفية الأنباء التي تفيد بأن إسرائيل ستأجل توغلها البري الشامل إلى قطاع غزة بشكل مؤقت للسماح للولايات المتحدة بنشر أنظمة دفاع جوي إضافية في المنطقة.
سوق السندات:
حققت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب خلال تداولات هذا الأسبوع، الذي اتسم بالتذبذب، على الرغم من صدور بيانات اقتصادية قوية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وجاءت المكاسب مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية، حيث دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس مرحلة جديدة.
وشهدت الأسواق لجوء المستثمرين بشكل مكثف إلى أصول الملاذ الأمن خلال هذا الأسبوع، ليتفوق هذا الزخم على تأثير طرح كميات ضخمة من سندات الخزانة الأمريكية، إذ قامت وزارة الخزانة الأمريكية بطرح سندات بقيمة 569 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي فقط لتجديد الموارد من خلال إعادة تمويل أدوات الدين.
ومن الجدير بالذكر أن البيانات الاقتصادية القوية التي وردت لم تكن في صالح السندات، حيث كانت مؤشراً للسوق على اتجاه الاحتياطي الفيدرالي نحو ابقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعه لفترة أطول مما كان متوقعًا.
وأشارت البيانات الصادرة هذا الأسبوع إلى وجود ارتفاع مفاجئ بمبيعات العقارات الجديدة، فضلًا عن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث.