أكد رشاد رفاعى.. رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر للسياحة أن الشركة تطبق حاليا 5 استراتيجيات من أجل تنشيط حركة السياحة وفتح أسواق جديدة أمام السوق المصرى فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها القطاع السياحى فى الوقت الحالى بعد تراجع حركة السياحة القادمة من أوروبا خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجيات تتضمن توقيع مذكرات مع مبادرة «مصر رسالة سلام» إلى العالم لتنظيم وتنفيذ برامج ورحلات للمصريين بالخارج وبروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات لتعزيز صورة مصر فى الخارج والترويج السياحى، إضافة إلى تحركات مكثفة فى الأسواق الخارجية التى لمصر رصيد فيها بجانب طرق الأبواب فى الأسواق الجديدة.
وأوضح رفاعى أن الشركة تستفيد من استغلال الأصول العقارية المملوكة لها فى زيادة الدخل لتغطية النفقات ودفع رواتب العاملين وغيرها من الالتزامات فى ظل حالة الركود التى يعانى منها القطاع السياحى، مشيرا إلى أن الشركة تقوم بإطلاق العديد من المبادرات لتنشيط حركة السياحة الداخلية ومنها مبادرتا «مصر فى قلوبنا» و«اعرف بلدك» وقد حققتا نجاحا ملحوظا خلال الفترة الماضية..وإلى تفاصيل الحوار:
شركة مصر للسياحة من أقدم الشركات المصرية حيث أسسها الاقتصادى الكبير طلعت حرب عام 1934، لذلك نود التعرف على الأصول المملوكة لشركة مصر للسياحة؟
تمتلك شركة مصر للسياحة العديد من الأصول التى تديرها الشركة منها «برج مصر للسياحة»، ويتم تأجيره لعدد كبير من الشركات وحصيلة إيجاره الشهرى نحو 6 ملايين جنيه، إضافة إلى عدد من الفنادق منها فندق بورسعيد، وفى الإسكندرية برجا رومالز، وقرية مجاويش فى الغردقة، إضافة إلى فندق الأقصر و3 فنادق عائمة تم استرجاعها للشركة القابضة للسياحة والفنادق.
كيف تستفيد شركة مصر للسياحة من الأصول المملوكة لها خاصة الأراضى التى يتم طرحها على المستثمرين؟
بالفعل.. تعاقدنا مع شركة «مصر للاستثمار العقارى»، للشراكة فى مشروع جديد، إضافة إلى أنه تم بيع 8 قطع بمبلغ 60 مليون جنيه، وأشير هنا إلى أن بيع الأرض كان عاملاً مهماً فى تقليل خسائر الشركة فى ظل ركود السياحة، إضافة إلى أن الشركة كانت مديونة بقروض من البنوك بقيمة 122 مليون جنيه من مجلس الإدارة السابق، وتم استغلال ثمن بيع قطع الأراضى فى سداد جزء كبير من القروض وجزء آخر سددنا به مستحقات العاملين المتأخرة، وسددنا جزءًا من التأمينات الاجتماعية.
ما أهم استراتيجيات الشركة لتنشيط القطاع السياحى فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها؟
أهم استراتيجيات الشركة لتنشيط القطاع السياحى فى الوقت الحالى تتمثل فى توقيع الشركة خلال شهر نوفمبر الماضى مذكرة تفاهم مع مبادرة «مصر رسالة سلام» إلى العالم والاتحاد العام للمصريين بالخارج، حيث تتضمن المذكرة تنظيم وتنفيذ برامج سياحية وعمرة ورحلات طيران شارتر للجاليات المصرية بالخارج وأصدقائهم من السياح الأجانب فى كل من الدول العربية والأوروبية ودول أوزباكستان وأذربيجان وأوكرانيا وآسيا الوسطى.
وأشير هنا إلى أن المذكرة تأتى فى إطار التعاون مع المبادرة والجاليات المصرية بالخارج لتنشيط الحركة السياحية إلى مصر من خلال تنويع وتوسيع دائرة الحلول غير التقليدية بالاتجاه إلى المجتمع المدنى والجهات غير الحكومية، إلى جانب الجهات الحكومية لجذب أفواج سياحية من الجيل الثانى والثالث وفتح أسواق سياحية جديدة، إضافة إلى ذلك ستوقع الشركة مع الهيئة العامة للاستعلامات بروتوكولاً للتعاون المشترك خلال الأيام القادمة لتعزيز صورة مصر فى الخارج والترويج السياحى من خلال المكاتب الإعلامية التابعة للهيئة فى الخارج والإدارة العامة لأبناء الوطن فى الخارج وجمعية الصداقة.
الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للاستعلامات لديها 16 مكتبا إعلاميا فى دول عربية وأوروبية وإفريقية والولايات المتحدة الأمريكية منها مكاتب الجزائر والمغرب وبيروت وموسكو وباريس ولندن وبرلين وبكين وكندا.
كما أن هناك تحركات مكثفة فى عدد من الأسواق السياحية الخارجية التى لنا فيها رصيد سابق على رأسها السويد والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وعدد من دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول العربية، لتعويض الحركة السياحية المتوقفة من السوقين الروسى والبريطاني، وكذا تم مخاطبة كل الشركات والوكالات التى ترغب فى العمل معنا مثل شركة تاز الأمريكية ووكالة أوديون السياحية وباكيز العالمية ليتم وضع البرنامج الخاص لكل منها على حدة لتنفيذ ما يتناسب معنا بهدف جذب مزيد من السياح للسوق المصري.
وقامت الشركة أيضا بالتحرك فى عدد من الأسواق الجديدة مثل «التشيك وبولندا وهولندا وماليزيا والصين» لجذب أكبر عدد من السائحين خلال الموسم الشتوى الحالى، ومن المتوقع أن يتم تنظيم عدد من الرحلات من تلك الأسواق إلى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة.
وفيما يخص الشأن المحلى فقد أطلقت الشركة مبادرات محلية مثل «مصر فى قلوبنا» ومبادرة «اعرف بلدك» طوال العام، وذلك بهدف تنشيط السياحة الداخلية وإحداث حراك محلى لحين عودة السياحة الخارجية لمعدلاتها الطبيعية.
وما أبرز المشكلات التى تواجه قطاع السياحة فى مصر عموماً، وشركتكم بشكل خاص، وما الخطوات التى تتخذونها لحل هذه المشكلات؟
مما لا شك فيه أنه منذ ثورة 25 يناير 2011 تأثر قطاع السياحة بشكل كبير، مما انعكس سلبا على شركة مصر للسياحة، لأن التأثير على الشركات السياحية الخاصة يختلف تماما عن شركة مملوكة للدولة عدد الموظفين بها 3 آلاف موظف وتدفع 11مليون جنيه مرتبات شهريا، لذا فالأعباء علينا كبيرة خاصة أننا واجهنا خسارة خلال الخمس سنوات الماضية، لكننا بفضل الله بعد ثورة 30 يونيو حققنا استقرارا، لكن العامين الماضيين شهدا أحداثاً على رأسها سقوط الطائرة الروسية، مما أدى إلى توقف السياحة القادمة من روسيا وبريطانيا، وكذلك إيطاليا وألمانيا، وهو ما يؤثر بالسلب على القطاع السياحى بوجه عام ومصر للسياحة بوجه خاص.
وبالنسبة للخطوات التى تتخذها الشركة فى هذا الشأن للتغلب على الأوضاع الحالية فهى كما ذكرنا من قبل نقوم بالعمل على تنشيط القطاع السياحى داخليا وخارجيا من خلال إطلاق العديد من المبادرات المحلية والخارجية لجذب السياح إلى مصر.
وقد نجحنا فى التعاقد على رحلات جديدة من السويد والولايات المتحدة الأمريكية لمناطق مصر السياحية خلال الموسم الشتوى الحالى، كما تم التعاقد مع وكيل فى أمريكا الجنوبية ليرسل لنا 12 مجموعة من البرازيل، كما تعاقدنا مع شركة جلوباس الأمريكية التى سترسل 24 مجموعة سياحية كل مجموعة منها 200 فرد حتى أبريل القادم، كما أن هناك تزايداً فى الإقبال على زيارة مصر من الدول العربية خلال الموسم الشتوى على الرغم من أن الصيف هو ذروة السياحة العربية إلى مصر.
إلى أين وصلت مبادرة «مصر فى قلوبنا».. وما النتائج المستهدفة منها؟
توقفت مبادرة «مصر فى قلوبنا» من قبل الحكومة، لكننا فى الشركة كان لدينا إصرار على استكمال البرنامج وتنشيط المبادرة وقدمنا العديد من التسهيلات، فبدلا من أن يدفع المواطن 500 جنيه والدولة 500 جنيه اقترحنا أن يدفع المواطن 750 جنيهاً ودفعنا نحن 250 جنيهاً من تعاقد الفندق ولمدة 3 ليال بأربعة أيام.
والنتائج المستهدفة من المبادرات أنها تغطى نفقات الشركة بشكل كبير وتحقق موازنة اقتصادية جيدة طوال العالم لصالح مصر للسياحة، إضافة إلى تحريك السوق المحلى فى مصر بشكل جيد لحين رفع الحظر المفروض من بعض الدول الخارجية، هذا بجانب أن السياحة الداخلية تعمل على زيادة الانتماء لدى المواطن المصرى عند القيام برحلات داخل بلده وهذا يعطى احساساً بالامن والامان لدى المصريين.
وماذا عن مبادرة «اعرف بلدك»؟
جاءت فكرة المبادرة بعد حادث الطائرة الروسية التى تسببت فى غياب أكثر من ٪50 من السياحة الأوروبية، لذلك فكرنا فى مبادرة لتشغيل شركات السياحة الداخلية وتنشيط الحركة الداخلية من خلال المواطن المصري، وقد نقلت ونفذت شركة مصر للسياحة برامج سياحية لـ27 ألف شاب إلى شرم الشيخ ضمن هذه المبادرة التى تدعمها وزارة الشباب والرياضة منذ شهر ديسمبر الماضى حتى الآن.
كما تستهدف الشركة نقل وتنظيم برامج لوزارة الشباب والرياضة لنقل نحو 40 ألف شاب نهاية أبريل القادم، وتمت جميع البرامج دون أى مشاكل، حيث وفرت لهم الشركة كافة سبل الراحة والتسهيلات والخدمة المميزة والسيارات الحديثة.
ما المشروعات الجديدة التى تدرسها «مصر للسياحة»؟
هناك نشاط جديد تم تفعيله، حيث إنه موجود فى النشاط الأساسى للشركة، لكنه لم يكن مفعلاً من قبل، وهو الشحن البرى والجوى والتخليص الجمركى، وبدأنا خطوات أولى فقد تواصلنا مع وزارة التموين للاتفاق حول الشحن الخاص باستيراد اللحوم، وبدأنا نتعاقد مع شركات البترول كالحفارات وغيرها، وهذه الخطوة تتسبب فى النهوض بالشركة خاصة فى وقت ركود السياحة.
حققت شركة مصر للسياحة العام المالى الماضى أرباحا قدرها 28.1 مليون جنيه، ما الأرباح المتوقعة خلال العام المالى 2016/2017؟
بفضل الله حققنا أرباحا قدرها 28.2 مليون جنيه عن العام المالى 2015 /2016، ومن المتوقع ان تتجاوز الارباح فى العام المالى الجارى 2016 / 2017 نحو 60 مليون جنيه.