عاد التوتر من جديد على الحدود الصينية - الهندية، ودخل جنود من الجانبين في عراك عنيف، وسط تبادل اتهامات بين الدولتين عن المتسبب الجديد بهذا التوتر على حدود تعيش خلافا يعود إلى حقبة استعمار بريطانيا للمنطقة.
وأعلن الجيش الهندي، مقتل 20 من جنوده على الأقل في مواجهة عنيفة مع جنود صينيين عند الحدود في منطقة الهيملايا المتنازع عليها، في أعنف حصيلة اشتباك بين القوتين النوويتين منذ 53 سنة.
وكانت نيودلهي أعلنت في وقت سابق من الثلاثاء مقتل 3 جنود، قبل أن يرتفع العدد إلى 20 بعد وفاة 17 آخرين إثر "الجروح البليغة التي تعرّضوا لها".
ورغم أن الهند قالت إن الاشتباكات خلّفت ضحايا من الجانبين، إلّا أن بكين لم تعلن وقوع أيّ إصابات أو وفيات بين جنودها، مكتفية بتوجيه أصابع الاتهام لنيودلهي في الحادثة، وهو ما ردت عليه نيودلهي بالمثل.
ووقع الاشتباك أول أمس الاثنين على الحدود في الهيملايا بين التيبيت الصينية ومنطقة لداخ الهندية، وتحديدا في المنطقة الجبلية الوعرة في وادي غالوان ذي الأهمية الاستراتيجية. وسبق للدولتين النوويتين أن شهدتا وقوع مواجهات بينهما على حدودهما المتنازع عليها، بدون أن ينجم عن ذلك سقوط قتلى في عقود.
ولم يتم بعد تأكيد طريقة وقوع هذه الاشتباكات، إلّا أن ضابطا هنديا يتمركز في المنطقة نفى لفرانس برس وقوع إطلاق نار، متحدثا عن وقوع عراك عنيف بالأيدي، وهو ما أكده ضابطان هنديان للأسوشيتيد برس، مضيفان كذلك أن الجانبين ألقيا الحجارة على بعضهما.
وقالت الخارجية الصينية إن "جنودا هنودا عبروا خط الحدود مرتين واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين".
وردت الخارجية الهندية من جانبها بالقول إن الاشتباك نجم عن "محاولة الجانب الصيني إحداث تغيير أحادي في الوضع القائم" على الحدود.
ويستمر هذا الخلاف الحدودي منذ عقود، إذ تقول الهند إن طول الحدود يبلغ 3,500 كلم، بينما تعلن وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الحدود يجب أن تكون 2,000 كلم عند احتساب مطالب الصين في غامو وكشمير ولداخ ومناطق أخرى.
وهذه هي ثاني مرة هذا العام تحدث فيها اشتباكات بين الطرفين، إذ أصيب العديد من الجنود الهنود والصينيين بجروح في اشتباكات بالأيدي ورشق بالحجارة في أطراف ولاية سيكيم الهندية المحاذية لبوتان ونيبال والصين، لكن الخارجية الصينية أعلنت بعدها أن "إجماعا إيجابيا" بشأن تسوية المسألة الحدودية الأخيرة، تم التوصل إليه في أعقاب "اتصالات فاعلة" من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية.
وتسبب الخلاف الحدودي بين الدولتين بحرب قصيرة في 1962 استولت فيها الصين على أراض من الهند، لكن آخر حادثة إطلاق نار كانت عام 1975 خلفت أربعة قتلى، كما وقعت اشتباكات متقطعة، لكن حصيلة هذا الأسبوع هي الأكبر منذ اشتباكات جرت بين الجانبين عام 1967 خلفت مئات القتلى.