البورصة تقترب من اختراق أعلى مستوى تاريخي لها وبرنامج الطروحات حافزاً قويًا «تقرير»


الاثنين 28 اغسطس 2023 | 02:58 مساءً
مؤشرات الأسهم في البورصة
مؤشرات الأسهم في البورصة
محمد مكاوي

استهدف مؤشر البورصة الرئيسي إيجي إكس 30 اختراق أعلى مستوى تاريخي الذي سجله في أبريل 2018 عند مستوى 18414 نقطة، حيث تجاوز المؤشر حاجز الـ 18200، خلال تعاملات الأسبوع الماضي، مدعوماً باستمرار نشاط الأسهم القيادية واستمرار اتجاه المؤسسات المالية نحو الشراء، الأمر الذي يعتبر إيجابياً للغاية ويشير إلى تحسن الأوضاع اقتصادية في البلاد.

بسؤال رانيا يعقوب عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، عن أداء مؤشرات البورصة ومدى استمارية أدائها، قالت إن مؤشر البورصة المصرية الرئيسي ارتفع لمستويات تاريخية، رابحا أكثر من 70% منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، في ظل محاولات عديدة لتجاوز حاجز الـ 18 ألف نقطة، والذي بالفعل اخترقها خلال الأسبوع الماضي.

وأوضحت أن هناك حالة من التفاؤل في أوساط المتعاملين مع اقتراب المؤشر الثلاثني من مستوياته التاريخية، مشيرة إلا أن الحديث عن استئناف برنامج الطروحات الحكومية وخفض وشيك للجنيه المصري مقابل الدولار مع اقتراب مراجعة صندوق النقد الدولي، من أهم عوامل ارتفاع مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضي، واختراج المؤشر الرئيسي لها حاجز الـ 18000.

ورجحت «يعقوب» استمرار الأداء الإيجابي للمؤشرات، في ظل أنباء إيجابية عن استئناف برنامج الطروحات الحكومية وتخفيض سعر صرف الجنيه أمام سلة العملات الأجنبية.

وعلى صعيد مؤشر البورصة السبعيني، أشارت إلى أنه من المحتمل اختراق مستويات 3650 نقطه والوصول لمستويات 3750 نقطة في الأجل القريب على أن تظهر عند هذه المستويات موجة جني أرباح، كما صعد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بنسبة 23.53% منذ بداية العام الجاري، وبأكثر من نسبة 70% منذ أكتوبر من العام الماضي مع تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار.

أسباب ارتفاع مؤشرات البورصة

وعن أسباب ارتفاع مؤشرات البورصة قال محمد عبد الهادي خبير أسواق المال، إن مشتريات صناديق الاستثمار المحلية والعربية من أسباب الصعود القياسي للبورصة، خاصة بعد أن أصبحت أسعار الأسهم مغرية للاستثمار بعد انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، كما أن الحملات الترويجية والدعائية التي قامت بها البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة الماضية، للتوعية بأهمية سوق المال كأحد الأوعية الادخارية المناسبة للمصريين لتحقيق أرباح مرتفعة تفوق الشهادات البنكية، وكونها أداة قوية للتحوط من انخفاض سعر الصرف، كان لها انعكاسًأ إيجابيًا بزيادة أعداد المستثمرين بالبورصة.

نتائج الأعمال القوية للشركات المقيدة

وأكمل: رغبة المصريين في التحوط من انخفاض جديد للجنيه كانت أيضًا دافعًا قويًا لزيادة الاستثمار في سوق المال، الأمر الذي دفع مؤشرات البورصة للصعود، غير أن هناك عوامل أخرى أبرزها نتائج الأعمال القوية للشركات المقيدة خاصة التي لديها موارد دولارية عبر تصدير منتجاتها، بخلال الاستحواذات الخليجية على عدد من الشركات المدرجة، الأمر الذي ساهم في زيادة مستوى الزخم بسوق المال وارتفاع أداء المؤشرات، وزيادة أحجام التداول من المستثمرين الأفراد والمؤسسات على المؤشر الرئيسي ومؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتوقع أن يواصل المؤشر الرئيسي للبورصة رحلة صعوده ليختبر مستوى 20 ألف نقطة على المدى المتوسط، على أن يمر خلالها بمراحل تصحيح اعتيادية، على أن تختبر هذا المستوى قبل نهاية العام الجاري.

عدد المستثمرين الجدد بسوق المال

وبلغ عدد المستثمرين الجدد بسوق المال المصري بحسب بيانات رسمية عن البورصة 224 ألف مستثمر جديد خلال النصف الأول من عام 2023، ليصل إجمالي عدد الأكواد المسجلة بالبورصة إلى 740 ألف كود، وهو رقم مازال صغيرًا مقارنة بإجمالي عدد المصريين والذي يتجاوز 105 ملايين نسمة.

القطاعات الأقوى في سوق المال

وحول القطاعات الأقوى في سوق المال والجاذبة للاستثمار عربيًا وأجنبيًا قال «هاني جنينة» الخبير الاقتصادي، إن هناك عدد من القطاعات نجحت في جذب استثمارات عربية وأجنبية بشكل لافت خلال الفترة القليلة الماضية، حتى أنها قادت المشتريات خلال الأسبوع الماضي، وعلى رأسها قطاع الخدمات المالية غير المصرفية بقيادة سهم بلتون المالية القابضة، والبنوك بقيادة البنك التجاري الدولي الذي بدأ التخلي عن رحلة التحرك العرضي، ويتجه لرحلة ارتداد لمستوى أعلى من 53 جنيه، إضافة إلى أن شركات التطوير العقاري التي لديها عوائد من السياحة حققت طفرة قوية، كانوا لهم التأثير الأقوى في سوق المال خلال الفترة النصف الأول من العام الحالي 2023.

رحلة صعود المؤشر الرئيسي

وتوقع أن يستمر المؤشر الرئيسي رحلة الصعود حتى مستوى 19 ألف نقطة، وذلك في حال عدم حدوث خفض جديد للجنيه، مع تعرضه لمراحل مختلفة من جني الأرباح من قبل المؤسسات، ونفس الأمر لمؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70»، والذي يواجه عمليات جني أرباح متكررة من الأفراد الذين تتركز تعاملاتهم على أسهم المؤشر.

تعاملات البورصة الأسبوع الماضي

وأضاف أن البورصة المصرية أغلقت تعاملات الخميس الماضي جلسة نهاية الأسبوع الماضي على أداء صاعد، وارتفع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 0.41% مسجلا 18207 نقطة، كما أغلق مؤشرا الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 على ارتفاع بنسبة 0.6% إلى 3702 نقطة، وEGX100 بنسبة 0.55% عند 5443 نقطة.

وصعد مؤشر البورصة الثانوي للشركات المتوسطة والصغيرة «إيجي إكس 70» متساوي الأوزان خلال جلسة التداولات بنسبة 0.60% لنحو 3.702 نقطة، وزاد المؤشر الأوسع نطاقًا «إيجي إكس 100» متساوي الأوزان بنسبة 0.55%، مسجلًا 5.443 نقطة.

واتجه المستثمرون المحليون والأجانب لبيع الأسهم بصاف بلغ 10 و11 مليون جنيه على الترتيب، بينما سجل المتعاملون العرب صافي شراء بقيمة 20.5 مليون جنيه، كما شهدت الجلسة حجم تداولات نشطة بلغ 574.6 مليون ورقة مالية بقيمة 2.1 مليار جنيه، من خلال 69.3 ألف عملية، حيث ارتفع 57 سهمًا وتراجعت 80 وبقيت 63 أخرى دون تغيير.

وأوضح أن حركة المؤشرات مادامت أعلى مستوى الـ 18200 نقطة فإننا فى اتجاه صاعد، وبالنسبة للمؤشر السبعينى فإن المضاربة أفضل والربحية أفضل والمستوى الـ 4000 هو مؤشر على زيادة عمليات المضاربة على المدى القريب.

الاستثمار في البورصة أفضل وسيلة للتحوط

وقال الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي إن الاستثمار في البورصة يُعتبر أفضل وسيلة للتحوط من ارتفاع معدلات التضخم، وأيضاً التذبذبات الحادة في أسعار الصرف، وفي ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تحديات راهنة.

وأضاف أن مستويات أسعار أغلب الشركات الكبرى المقيدة بالبورصة المصرية تعتبر جاذبة للاستثمار، مشيرًا إلى أن مستويات أسعار أغلب الشركات المقيدة حالياً في البورصة المصرية، تعتبر فرصة قوية لتحقيق أرباحاً قياسية بالاستثمار في هذه المستويات، خاصة وأن المؤشر الرئيسي يستعد لتحقيق قمة تاريخية جديدة ليتجاوز قمة 2018 عند مستوى 18400 نقطة.

وأشار إلى أن الأسهم الصغيرة والمتوسطة والمتاجرة السريعة، تعتبر فرصة قوية أيضًا لتحقيق أهداف مرتفعة في ظل المستويات السعرية المنخفضة حاليا، وأنها مازالت تحظى بمستهدفات عام 2021 وهي أعلى مستويات سجلتها الأسهم الصغيرة والمتوسطة والمتاجرة السريعة.

معدلات نمو الشركات المقيدة

وتابع الخبير الاقتصادي أن أغلب الشركات المقيدة بمختلف القطاعات بالبورصة المصرية، تتميز بتحقيق معدلات نمو مرتفعة بالتالي أرباحاً مرتفعة وتوزيعات أرباح للمساهمين قد تتخطى العائد الخالي من المخاطر والذي قد شهد ارتفاعًا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، مما يعطى جاذبية لرؤوس الأموال المستثمرة إلى الاستثمار بالبورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة.

تجاوز القمته التاريخية 18400 نقطة

من جانبه قال محمد حسن خبير أسوق المال ومدير صناديق الاستثمار بشركة أودن للاستثمارات المالية، إن المؤشر الرئيسي للبورصة يستطيع تجاوز القمته التاريخية 18400 نقطة، حال تحول سهم التجاري الدولي والذي يمتلك نسبة أكثر من ثلث المؤشر إلى الاتجاه الصاعد وتجاوزه لمستوى الـ 54 جنيهًا.

وأشار إلى أن تجاوز القمة يحتاج أيضًا إلى تنفيذ استحواذات تعيد للبورصة نشاطها وترفع من سيولتها اليومية، بالإضافة لتنفيذ برنامج الطروحات المعلن.

وأوضح أن المؤشر الرئيسي بعد اختراقه لحاجز الـ 18400 نقطة، يستطيع أيضًا استهداف مستوى الـ 20000 نقطة، وذلك في حالة ارتفاع الأسهم القيادية في البورصة، واقترابها من أسعارها العادلة الواقعية.

وقال إن البنك التجاري الدولي قائد القطاع المصرفي في البورصة ارتفعت أرباحه بنسبة 127%، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة بشكل كبير، وذلك بحسب القوائم المالية المعلنة عن الربع الثاني من 2023، مشيراً إلى أن زيادة أسعار الفائدة جذبت المواطنين إلى الشهادات الادخارية والودائع في البنوك للتحوط من التضخم وارتفاع معدلاته، مما يعزز نتائج أعمال القطاع المصرفي بشكل عام.

وأضاف أن القائد العام لسوق المال هو القطاع العقاري، الذي دائمًا يقود السوق، حيث أنه على موعد بانتعاشة جديدة خلال الفترة المقبلة بدعم دخول مستثمرين جدد لهذا القطاع، والذي سيحدث طفرة سعرية كبيرة متوقعة خلال الربع الثاني من 2023.

وأشار إلى أن الكيانات الاستثمارية المدرجة في البورصة يمكنها الاستفادة من الرواج الموجود في القطاع العقاري حالًا ومستقبلًا، والتوجه للاستثمار في القطاع العقاري، في ظل بدء شركات طرح مراحل جديدة من مشروعاتها والترويج لها، وهذا ما يعود بالنفع على ميزانيات الشركات العقارية.