قال محمد عبد العال، الخبير الاقتصادي إن "البريكس" هو تكتل اقتصادي مغلف ببنى القشور السياسية وأننا نري أن الصين تحرص علي وجود قطبا واحد مما يشير الي توجهات الصين السياسية، كما أن البريكس ليس من أهدافه الأساسية تقليص هيمنة الدولار حيث أن الدولار يعد جزءا رئيسيا من العالم ولا يمكن إزاحته من الساحة العالمية وأنما الهدف هو خلق نظام مشترك للمدفوعات لتحقيق مصالح لكافة الأقطاب.
وأكد محمد عبد العال الخبير الاقتصادي أن هناك بعض العوامل التي أثرت بشكل واضح علي الدولار هذة الفترة، ومنها زيادة فائدة الدولار علي اقتصاديات العالم ومن ناحية أخرى الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين، كما أن سياسة الخنق أدت إلي مناوشات حول اختيار العملة وصال التساؤل قائما، هل الدولار أم اليوان الصيني أم اللجوء إلي عملة أخرى مشتركة.
وأضاف عبدا العال أن الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت الي تجميد الأرصدة الروسية بقيمة 300 مليار اثرت سلبيا علي كافة الدول الاخرى المحيطة وادت الي الشعور بالقلق خوفا من مرورهم بنفس السيناريو، من جانب أخر نجد أن الاحتياطي العالمي يمثل 60% من الدولار وأيضا 88% من المعاملات الدولية بالدولار.
وقال الخبير إن تسوية العملات البينية بين الدول تكون بالدولار بنسبة 42% بينما اليورو 30% ، وأشار إلى أن فوائض هذه الدول 387 مليار دولار فاذا استطاعت سداد هذة المديونية بعملاتهم المحلية يعد هذا نجاح غير مسبوق.
وأوضح أن الهدف من البريكس ليس إلغاء الدولار وإنما لتقنين هيمنتة، وأكد أنه من الممكن دراسة عمل عملة مشتركة عن طريق تشكيل لجنة فنية لدراسة عمل هذة العملة لتعميق التجارة فيما بينهم بعملاتهم المحلية، وأن لإنجاح عمل هذه العملة يحتاج تعزيز إمكانات بنك التنمية الجديد الذي يقام برأس مال 50 مليار دولار، وأن انضمام مصر لمجموعة البريكس يضمن القروض عن طريق بنك التنمية بدلا من صندوق النقد الدولي، وتحديث آليات الدفع وزيادة دور العملات الوطنية .
واستكمل محمد عبد العال حديثه: من الصعب أن تزيح مجموعة البريكس مجوعة السبع وذلك لقوة هذة المجموعة مما يؤكد عدم وجود أقطاب، كما نجد أنه يتم التركيز علي انضمام 22 دولة فقط علي سبيل المثال السعودية حيث انها تعد أكبر دولة مصدرة للصين من النفط وأيضا أكبر مستورد للحبوب من الهند، ونجد من ناحية أخرى أنه من أسباب انضمام الصين لمجموعة البريكس يرجع الي أنها أكبر الدول اقتصادا بالعالم وأيضا الهند.
اشار إلى أنه يوجد خلافات بين الهند والصين حيث أن أحدهم تتمتع بالديمقراطية والأخرى بغير الديمقراطية ومثل هذه الظروف تصبح عائقا في إنشاء عملة موحدة أو بنك مركزي موحد، وإنشاء نظام جديد يحتاج إلي وقت طويل وعقود من الزمن وذلك لأن الدولار يعتبر الوسيط التجاري المهيمن علي التجارة العالمية وهو وحدة الحساب الرئيسية علي مستوى العالم، مخزن للقيمة وملاذ آمن.