قال الدكتور عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية إن انضمام مصر لمجموعة البريكس سيدعم بناء القوة الاقتصادية لمصر لأن تجمع بريكس أصبح اليوم يمثل أكبر مجموعة من الدول النامية في العالم ويتمتع بقوة اقتصادية هائلة، وبالتالي فإن الانضمام إلي المجموعة سيساعد في تعزيز مكانة مصر وزيادة نفوذها في المجتمع الدولي.
وأضاف أن الانضمام إىل مجموعة البريكس سيحقق مكاسب اقتصادية كبرى أبرزها إمكانية تتعامل مصر مع الدول الأعضاء بالعملة المحلية أو بعملة أخري مقومة بالذهب مما سيقلل الضغط علي الدولار وسيساعد علي تقليل الفجوه التمويليه التي تعاني منها مصر حاليا، موضحا أنه من بين المكاسب الاقتصادية زياده التبادل التجاري بين مصر والدول أعضاء البريكس كما سيحسن الناتج المحلي المصري ويعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية من الدول الأعضاء مما سيؤدي الي زياده معدلات التشغيل وتخفيض معدلات البطالة و زياده المعروض من السلع والمنتجات في السوق المصري و زياده الصادرات المصرية و فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية وتحسين حجم الصادرات المصرية وزياده أعداد السائحين الوافدين علي مصر وفتح أسواق سياحية جديده مما سيعظم عوائد السياحه المصريه وتنشيط القطاع السياحي.
وأشار السيد إلي أن انضمام مصر لتحالف البريكس سيساعد مصر للتعامل مع بنك التنميه الجديد كعضو والحصول علي تمويل مشروعات البنية التحتية ومشروعات التنمية المستدامة بشكل أفضل مؤكدا أن هدف مجموعة البريكس إيجاد أقطاب اقتصادية بخلاف تلك التي تقودها واشنطن، وتعتمد في أهميتها على أن دولها الخمس الحاليه تشكل 31,5% من حجم الاقتصاد العالمي و18٪ من حجم التجارة، و26 ٪من مساحة العالم و43٪ من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم، ومجموعه بريكس تمتلك 40% من احتياطي العالم 4.2 تريليون دولار حيث تمتلك الصين بمفردها 2,4 تريليون دولار، وتظهر الأرقام القوة الاقتصادية التي وصلت إليها دول بريكس، فقد أصبحت مسيطرة وكبيرة على مستوى العالم، وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي، أن مساهمة التكتل بلغت 31.5 ٪في الاقتصاد العالمي بنهاية 2022، مقابل 30.7 ٪للقوى السبع الصناعية.
ويبلغ عدد سكان تحالف بريكس 3.2 مليار نسمة ما يعادل نحو 42 بالمئة من إجمالي سكان الأرض، بينما يبلغ عدد سكان دول مجموعة السبع، نحو 800 مليون نسمة ومع دخول الأعضاء الجدد إلى مجموعة بريكس يمكن أن تنمو مساحة التحالف بمقدار 10 مليون كم.. كما سيزداد عدد السكان بمقدار 322 مليون نسمة.
وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أنه من المتوقع زيادة قوة مجموعه البريكس بعد انضمام عدد من الدول لتزيد المجموعه من قوتها الاقتصاديه كما أنها تسعى حاليا لتحويل التعامل التجاري لعملات بديلة عن الدولار سواء عن طريق بالتعامل بالعملات المحلية أو بإيجاد عمله جديدة مقومة بالذهب يتم التعامل بها في التبادل التجاري بين الدول الأعضاء ويرجع الاتجاه لتوسيع العضوية خاصة بعد الحرب الأوكرانية وتجميد الأصول الروسية، تبحث المجموعة وروسيا نفسها عن داعمين بتشكيل "بريكس بلس" عبر إضافة دول أخرى، وإصدار عملة موحدة لكسر هيمنة الدولار، وأن الصين بعد الحرب الروسية الأوكرانيا وانعدام الثقة في الدولار، تسعى لتحويل المجموعة لرابطة عالمية لملء الفراغ.
عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية
وأكد أنه توجد فرصة مواتية لتحقيق ذلك خاصه مع زيادة التذمر من السياسات الأميركية، ومع المكانة العسكرية الكبيرة لدول "بريكس، وبالتالي يسعي تحالف بريكس بإعادة تشكيل النظام العالمي من خلال تحويل القوة من "الشمال العالمي" إلى "الجنوب العالمي" وفي سبيل زياده فوه وسطوه تحالف البريكس .
وأشار الي أن هناك دول التحالف بدأت في مشاريع طموحة للبنية التحتية مما سيؤدي للتنمية الذكية والمستدامة، فعلى سبيل المثال تهدف مبادرة الحزام والطريق الصينية إلى إنشاء شبكات بنية تحتية واسعة النطاق تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا، كذلك، خططت الهند لتطوير 100 مدينة ذكية مرتبطة بقطارات سريعة، بينما تسعى روسيا إلى بناء الشرق الأقصى الروسي كجسر اقتصادي جديد بين أوروبا وآسيا من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة المتقدمة، فيما ركزت البرازيل وجنوب إفريقيا على الزراعة على نطاق واسع والتوسع الصناعي. واتخذ "الجنوب العالمي" خطوات لإدخال بدائل لنظام التجارة القائم على الدولار
إذا اتفقت الصين والبرازيل، على سبيل المثال، على التجارة عبر الحدود باستخدام عملاتهما الخاصة متجاوزين نظام الدولار. كما فعلت ذلك البرازيل مع الأرجنتين على التبادل التجاري بالعملات الوطنية، كما دعت دول الآسيان إلى بدائل للتجارة القائمة على الدولار ، بالإضافه الي قيام دول مثل روسيا والهند في التجارة باستخدام عملاتها الخاصة، والهند وبنغلاديش بصدد فعل الشيء نفسه.
وأضاف السيد أن الدول الأعضاء أطلقت بنك التنمية الجديد (NDB) برأس مال أولي قدره 50 مليار دولار في ٢٠١٤ يعمل كبديل للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حيث يوفر التمويل لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة وقد انضمت مصر لعضوية البنك، كما أنشأت دول بريكس ترتيب احتياطي الطوارئ (CRA)، وهي آلية سيولة مصممة لدعم الدول الأعضاء التي تواجه صعوبات في الدفع، ويعد منافسا لصندوق النقد الدولي، وتوضح هذه المبادرات نية التكتل في إنشاء مؤسسات تمثل مصالح الاقتصادات الناشئة وتوفر بديلاً للمؤسسات المالية العالمية الحالية وتبتعد عن هيمنه امريكا وعملتها الدولار علي الاقتصاد العالمي.
ولا شك أن هناك العديد من المكاسب الأخرى التي ستعود على مصر من الانضمام لتحالف البريكس وهي العلاقات التجارية الحرة حيث توفر مجموعة بريكس فرصًا للشركات في الدول الأعضاء لتوسيع نطاق عملياتها التجارية بحرية تامة، وتبادل السلع والخدمات والتقنيات بين بلدانها الأعضاء.