بعد واقعة "العروسة طلعت راجل".. عالم أزهري يوضح حكم إخفاء العيوب الخلقية في فترة الخطوبة


الثلاثاء 08 اغسطس 2023 | 05:51 مساءً
واقعة عروس البحيرة
واقعة عروس البحيرة
أحمد رجب

أثارت الواقعة الغريبة التي شهدتها محافظة البحيرة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاجأ شاب ليلة الدخلة بأن زوجته التي قام بخطوبتها قبل عامين وتزوجها، تحمل الصفات الذكورية والأنثوية معا.

واقعة عروس البحيرة

وأوضح الشاب، في تصريحات له أنه حين طالب بفسخ العقد وحصول كل منهما على حقوقه في قائمة المنقولات، رفضت أسرتها وطلبت منه القائمة كاملة أو استكمال الزواج.

حكم إخفاء الأمراض والعيوب الخلقية فترة الخطوبة

ومن جانبه، قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن فترة الخطوبة بين الطرفين لابد أن تتسم بالصراحة والوضوح، حتى تبنى الحياة الزوجية على المودة والرحمة، لافتا إلى أن الكثير فى المجتمعات يخفون عيوبهم خاصة المرضية، مما يحول الزواج إلى جحيم، لبنائه على الغش والخداع.

وأوضح العالم الأزهري، خلال تصريحات صحفية، أن الطرفين عليهما المصارحة بكل شيء فى فترة الخطوبة، خاصة فيما يتعلق بالظروف المرضية، مشيرا إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "من غشنا فليس منا"، والله يقول جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

وتساءل: "هل يعقل بعد الزواج أن يكتشف الزوج أو الزوجة أن أحدهما مصاب بمرض نفسى أو عيب خلقى أو مرض جنسي، أو مرض معدى"، لافتا إلى أن كل هذه الأمراض يترتب عليها فسخ الزواج لوقوع الغش والتدليس، وهو ما تمتلأ به أروقة محاكم الأسرة، من هذه النوعية من القضايا.

أحكام الخطوبة في الإسلام

وأضاف أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وبالتالي ليس من الدين أو الخلق التدليس فى أى حال من الأحوال سواء الأمور الصحية أو المادية أو أى أمور يترتب عليها مشكلات حال انكشافها بعد ذلك.

وأشار إلى أن سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: "تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها ونسبها ودينها"، وهذه تعتبر المعايير الحقيقة لإقامة الأسرة السوية، وأى غش أو تدليس أو عدم قول الحقيقة فيها، يعتبر تدمير للأسرة واستقرارها.

واستكمل: "اذا اكتشف أحد الطرفين وجود عيب أو أمر خطير قد اخفاه قبل الزواج، فعليه أن يرضى به او يرفضه، فإن رفضه عليه أن يذهب إلى الأهل وليحكم العقلاء فإن استحال الأمر فعليه الذهاب إلى المحكمة المختصة مع الحفاظ على الستر وعدم التشهير بالطرف الآخر، لأن كل حالة لها حكم منفرد".

واختتم: "بعدما انتشرت حالات الغش فى فترات الخطوبة بشكل كبير وترتب عليها تدمير الأسر، أناشد كل أب وأم تربية أبنائهم على الوضوح وعدم الغش والخداع، خاصة فيما يتعلق بالزواج لأنه ميثاق غليظ، لابد أن يبنى على المصارحة والمودة والرحمة، وعلى كل مقبل على الزواج أن يكون عنده يقين بالله، ويبنى حياته على الوضوح والمصارحة خاصة فيما يتعلق بالامور الصحية والمادية حتى يكون أسرة مستقرة".

تفاصيل واقعة عروس البحيرة

وتعود الواقعة الصادمة إلى تقدم الشاب للزواج من فتاة في عام 2018، من إحدى القرى بمحافظة البحيرة، حيث تمت الخطبة ثم قاموا بالتجهيز للزواج في شقته، واستمرت الخطوبة لمدة عامين حتى عام 2020، ليستكمل الزواج، لكنه تعرض لصدمة كبيرة ليلة الدخلة.

وأضاف أنه تزوج يوم 21 أغسطس 2020، لكنه حين دخل بزوجته منزل الزوجية وجد أنها تحمل صفات الذكر والأنثى معا، فقام بالاتصال بأهلها في حينها، وطلب منهم الحضور بسبب أمر هام، وحين وصلت أسرتها أخبرهم الشاب في بداية الأمر أنه اكتشف أن زوجته تجمع بين الصفات الذكورية والأنثوية.

وأوضح الزوج أن أسرة زوجته أخبروه بأنه طبيعي وأن الزوجة تحتاج لعملية جراحية، مؤكدا أنه سافر بها إلى القاهرة لإجراء تحاليل طبية ثم العودة إلى البحيرة، وعقب ذلك وبعد تجهيز الأوراق الهامة للعملية، اتجه بها إلى محافظة الإسكندرية لإجراء العملية الجراحية.

وأكمل الشاب أن الطبيب أخبره بأن العملية خاصة بإثبات أنها سيدة فقط، لكن الطب لن يستطيع إصباغ الصفات الأنثوية كاملة عليها، فعاد الزوج الشاب إلى أسرتها في البحيرة وطلب منهم الانفصال بشكل ودي، وأن يتحصلوا على ممتلكات ابنتهم أو ابنهم بقائمة المنقولات، إلا أن رد جد زوجته كان مفاجئا حين قال له: "أما نتحصل على قائمة المنقولات كاملة أو تكمل الزواج ولا يحدث انفصال".