أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم /الخميس/ أن بوروندى شريك تاريخي جيد لروسيا، لافتا إلى أنه لدى موسكو آفاق واسعة للتعاون المشترك في مختلف المجالات بين البلدين.
وقال بوتين - في كلمته خلال اجتماع مع نظيره البوروندي إيفاريست ندايشيميي، على هامش القمة الروسية الإفريقية - إن "التبادل التجاري بين روسيا وبوروندي سجل ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي"، لافتا إلى وجود آفاق واعدة لتعزيز التعاون بين البلدين، وتوسيع المواثيق والأحكام القانونية للعلاقات الثنائية، وتكثيف الاتصالات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين في الفترة الأخيرة.
وأضاف بوتين أنه من المقرر توقيع كلا من روسيا وبوروندي اتفاقيات ثنائية مشتركة في مجال الطاقة الذرية والصحة والقضاء على هامش القمة الروسية الإفريقية.
وأشاد الرئيس بوتين بالتعاون المشترك فى مجال الصحة بين البلدين، والاستعداد لتأسيس المركز الطبي الروسي البوروندي، كما أنه من المقرر أن يتم البدء في إجراء أبحاث طبية في أكتوبر القادم لمكافحة الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى تسليم مختبر طبي متنقل في نوفمبر القادم لدولة بوروندي.
وأوضح بوتين أنه تم تدريب 4500 طالب إخصائي من بوروندى، بينما يدرس حاليا في روسيا 84 طالبا من بوروندي، بالإضافة إلى زيادة عدد المنح الدراسية لتصل إلى 100 منحة.
وأشاد بوتين بزيادة الاهتمام بدراسة اللغة الروسية في بوروندى، مشيرا إلى أن المواقف بين روسيا وبوروندي في أغلب القضايا الدولية، متقاربة للغاية، بفضل المبادرات الروسية على المحافل الدولية متعددة الأطراف، مؤكدا حرصه على مواصلة التعاون مع بوروندي لا سيما في منصة الأمم المتحدة.
من جانبه، أكد رئيس بوروندي إيفاريست ندايشيميي خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة (الروسية/الإفريقية) في سان بطرسبورج، أن زيارته لروسيا تهدف إلى الحوار الإيجابي والتعاون مع روسيا في الوقت الذي تتمتع فيه البلدين بعلاقات قوية تتضمن تعزيز الاحترام والاستقلالية والصداقة والاهتمامات المتبادلة، فكل من روسيا وبوروندي يدعمان بعضهما في المحافل الدولية مثل مجلس الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وغيرها.
وأوضح أن اللقاء سيشهد تبادل وجهات النظر حول الرغبات والأهداف في الملفات الدولية التي تقوم روسيا فيها بحماية الأغراض الإنسانية، لافتا إلى دور روسيا في انتخابات بلاده الماضية حيث تدخلت في إعادة البناء الأمني الاقتصادي لبوروندي للوقوف على قدميها بعد سنوات، مثمنا علاقات الصداقة بين البلدين التي تؤكد الارتباط بين الشعبين وليس فقط على مستوى الحكومات.
ولفت رئيس بوروندي أن بلاده تلعب دورا مهما في العالم حيث تقوم بمساعدة بعض الدول عسكريا لتحسين وضعها الأمني كما يحدث في الصومال، إلى جانب الجهود لإعادة السلام في الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى، وإجراء المفاوضات حول إحلال السلام والأمن والاستقرار وتقديم المساعدات للشركاء في إقليم شرق إفريقيا.
وقال "إنه نظرا لصوت روسيا المؤثر في مجلس الأمن والمحافل الدولية وليس فقط على الصعيد القومي، فإننا سنتمكن من تقديم الدعم لعملية إحلال السلام والأمن في القارة الإفريقية".
وعلى الصعيد الدولي، أوضح رئيس بوروندي إيفاريست ندايشيميي، أن بلاده تتخذ دائما مواقف التسوية السلمية في جميع النزاعات وانطلاقا من هذا المنطق، فإن بوروندي تتوقع أن تتمكن روسيا وأوكرانيا من تسوية النزاع عبر طاولة المفاوضات.
وفيما يتعلق بالتحديات العالمية، قال إيفاريست، إن العالم يعيش حاليا مرحلة معقدة وصعبة، وأن بلاده تهتم بقضايا التقلبات المناخية والإرهاب والأمن، مستنكرا تصرفات بعض الدول التي تستغل قضية حقوق الإنسان للتأثير على السياسة الداخلية في بلدان مختلفة أو إعادة هيكلة العلاقات الدولية لصالحها.
وأكد رئيس بوروندي، أن بلاده تعيش مرحلة جديدة تخلت فيها عن حقبة العنف والاستعمار والحروب الأهلية والعقوبات الغربية، فهي تتطلع اليوم للحفاظ على سلامة أراضيها وأمن مواطنيها، منوها في هذا الصدد بأن روسيا قدمت العديد من المساعدات لبوروندي في مختلف المحافل الدولية والأممية.
وأضاف رئيس بوروندي أن بلاده حريصة على الالتزام بتطوير علاقاتها متعددة المسارات ولا سيما في المجال العسكري وتعزيز العلاقات الأخوية والودية التي تربط البلدين، داعيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيارة بوروندي في الوقت المناسب له.