أطلقت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، مبادرة الأب القدوة، في احتفالية كبرى بحضور السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والسفيرة نائلة جبر رئيس اللجنة التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، والفنان الكبير محمد صبحي، والمايسترو الكبير سليم سحاب، ولفيف من الشخصيات العامة.
وكرمت وزيرة التضامن الاجتماعي عددًا من نماذج الآباء والشخصيات العامة البارزة في المجتمع، وقد تضمنت فئات الترشيح أب طبيعى، وأب قدوة لابن من ذوي الإعاقة، وأب لأسرة كافلة وفق عدد من المعايير أهمها الاهتمام بتعليم الأبناء،والعمل الخاص والمشاركة بالمبادرات المجتمعية.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي: إن الأب لا توفيه حقه الكلمات، ولا نستطيع أن نصف ولو بالقليل عن كم تضحياته، وإن كان في أمهاتنا الحنان ففي آبائنا الأمان ودفء الأسرة وبر النجاة، مشيرة إلى أن الأب يشكل عمود الأساس الذي تقوم عليه الأسرة، ومصدر القواعد الثابتة فيها، والمسؤول عن التأكد من الالتزام بها وتنفيذها، وهو يعد مصدر الحماية والأمان والاستقرار للأم والأطفال على حد سواء، ولا يقتصر ذلك على دوره في توفير الأمان والاستقرار المادي للأسرة، كونه المُعيل الأول لها، وإنما يتعدى ذلك ليصل إلى النواحي النفسية والعاطفية والجسدية، بالإضافة إلى مساهمته في تربية الأبناء ورعايتهم جنبًا إلى جنب مع الأم، لإنشاء جيل مستقل واعٍ وملتزم بالمبادئ والأخلاق الحسنة.
وأشارت القباج، إلى أن القيادة السياسية وجهت بالارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته في مختلف نواحي الحياة والاهتمام بالأسرة المصرية وتقديم النماذج الايجابية للارتقاء بالمجتمع، مشددة على أنه من مبادئ وزارة التضامن الأساسية هي الاستثمار في البشر، رأس المال الاجتماعي هو متطلب أساسي للاستقرار الأسري وللنمو الاقتصادي، فهم ثروة الأمة، كما أن الأسرة هي البيئة الأولى التي ينشأ فيها الإنسان كفرد من أفراد الأسرة ومن خلال هذه البيئة تتم عملية التنشئة الاجتماعية ويتعلم الإنسان العادات والقيم المجتمعية وهنا يجب أن نقف أمام الدور الذي تلعبه الأسرة في تكوين وبناء شخصية الإنسان التي يتنج نوعين من البشر إما إنسان ذو فائدة له وللأخرين أو إنسان يضر بنفسه وبالأخرين، الأسرة عندما توفر الأسس التي يحتاج إليها الإنسان بجانب القيم والعادات السليمة التي يعتمدها كل مجتمع فإن الناتج يكون إنسان مفيد لنفسه ومجتمعه ؛ لذلك نجد أن الأسرة لها دور محوري في حياة كل من العلماء والمخترعين والأدباء والمتميزين في كافة المجالات.
وأوضحت وزيرة التضامن، أن هناك اهتمامًا من الدولة بتدعيم الآباء والأمهات لتعزيز التربية الإيجابية، حيث قد صدر قرار دولة رئيس مجلس الوزراء رقم 1665 لسنة 2021 بتشكيل لجنة وزارية لبلورة مبادرة تربوية تدعم الآباء والأمهات نحو تعزيز التربية الإيجابية بعنوان "التربية.. مشاركة" برئاسة وزيرة التضامن الاجتماعي وعضوية كل من الوزارات المعنية بقضايا التربية الأسرية، وهذا وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي عام 2020 برنامج التربية الأسرية الإيجابية بهدف رفع الوعي المجتمعي بأساليب التربية الأسرية الإيجابية للأسر المستهدفة التي لديها أطفال في الفئات العمرية من 0 إلى 18 سنة بقرى "حياة كريمة" ودمج المبادئ والقيم الصحيحة المبنية على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، وتنشئتهم على السلوكيات الصحية؛ التي تحافظ على نمائهم، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية التعليم والثقافة واحترام الاختلاف.
كما أنه ولأول مرة يتم إطلاق مبادرة الأب القدوة والتي تنفذ بالتنسيق بين وزارة التضامن الاجتماعي وإحدى المؤسسات الأهلية، حيث تستهدف المبادرة التأكيد على دور الأب في تأمين الكيان الأسري، والتنشئة السوية للأطفال وتحفيز الآباء على الحفاظ على التماسك الأسري والقيام بدورهم الطبيعي المنوط بهم للاهتمام بأسرهم، ولأهمية دور الأب في الأسرة خاصة بعد انتشار عدد كبير من الظواهر السلبية في المجتمع والتي أثرت بشكل كبير على الأسرة المصرية وتكوينها وتسببت في زعزعة الكيان الأسري واستقراره، حيث يجب أن يكون الأب قدوة حسنة لأبنائه، وذلك من خلال اتصافه بالصفات التي يُحب أن يتحلى بها أبناؤه، وشمولهم بالحب والحنان والاحترام الكافي لهم، واحتضانهم وتقبيلهم، ومدح الصفات الحسنة فيهم، وتشجيع الأبناء على بذل قصارى جهدهم للوصول إلى الأمور التي يطمحون لها، وتعليمهم كيفية اتخاذ القرار الصحيح، والحفاظ على ترابط الأسرة ككل، واحترام أمهم والتعامل معها بحب ولطف في وجودهم، وفي غيابهم أيضًا، وذلك لأن الأزواج الذين يحترمون بعضهم البعض يوفرون بيئة آمنة ومستقرة لأطفالهم، فضلا عن تعليم الأبناء كيفية مواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم في حياتهم، كتعلم مواجهة الفشل، والمتنمرين، وما إلى ذلك، ومراقبة البيئة الاجتماعية للأبناء ومعرفة أقران وأصدقاء أطفالهم.