شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الخميس، في الجلسة الافتتاحية لقمة ميثاق التمويل العالمي الجديد المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس، تحت عنوان "طريقة جديدة .. شراكات النمو الأخضر"، بحضور القادة الحكام ورؤساء الحكومات والمسئولين من مختلف الدول.
وفي بداية حديثه، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على استضافة وعقد قمة ميثاق التمويل العالمي الجديد، خاصة في ظل الأزمات المتلاحقة التي ضربت العالم خلال السنوات الـ 3 الماضية، مؤكدًا أن تلك الأزمات أثرت بشكل كبير على الدول النامية وأثرت على المكتسبات التي حققتها تلك الدول خلال الفترة الماضية.
القارة الإفريقية الأكثر تضررًا من التغييرات المناخية
ولفت الرئيس السيسي، إلى إن دول القارة الإفريقية هي الأكثر تضررا بمشكلات التغييرات المناخية، على الرغم من أن تلك الدول ليست هي التي تسببت فيها، موضحًا أن الأزمات العالمية الأخيرة تلقي بظلالها بقوة على ضرورة وجود عالم متعدد الأقطاب والقوى لحل المشكلات التي تواجه العالم.
وقال الرئيس السيسي، إن مصر استضافت القمة العالمية للمناخ بمدينة شرم الشيخ “COP 27”، في نوفمبر الماضي، واستهدفت ترجمة الطموح والتعهدات، متابعاً: "نحن الأكثر تضررا من تغيرات المناخ رغم أننا لسنا السبب الرئيسي فيها".
رؤية مصر لتحقيق النمو الأخضر
ولفت إلى أن القمة تستهدف التحول للنمو الأخضر، وبلوغ أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن رؤية مصر في تحقيق النمو الأخضر، ترتكز على توفير فرص عمل، وتعزيز مقدرات الدول عبر التحول العادل إلى أنماط إنتاج تقوم على الأسس العلمية والاستغلال الأمثل للموارد.
وشدد على أن النمو الأخضر ليس بديلا عن التنمية المستدامة وإنما محفز لها.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن حالة البحيرات على البحر المتوسط في السابق كانت صعبة، منوهًا أنها «مثلت إساءة بيئية كبيرة»، مضيفًا: مصر أطلقت برنامجًا خلال الـ7 سنوات الماضية؛ لتحويل البحيرات إلى صديقة للبيئة.
ونوه أن «الأمر كلّف الدولة المصرية أموالًا ضخمة لتحقيق الهدف»، موضحًا أنها أطلقت برنامجًا آخر للاستفادة من مياه الصرف الزراعي.
معالجة مياه الصرف الزراعي
وأكمل: «13 مليون متر مكعب مياه تتم معالجتها من مياه الصرف الزراعي لاستخدامها أكثر من مرة؛ بناء على أمرين أن الحصول على مياه إضافية من حصص نهر النيل أمر يصعب تحقيقه في تلك المرحلة، والاستفادة من تلك المياه وألا تكون ملوثة للبيئة».
وأشار، إلى أن رؤية مصر في تحقيق النمو ترتكز على توفير فرص عمل والعيش الكريم، قائلًا: "نحتاج إلى وسائل جديدة لإدارة ديون الدول الفقيرة وبحث مبادلة تلك الديون".
إلغاء الرسوم الإضافية لصندوق النقد الدولي
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على ضرورة إصلاح الهيكل المالي العالمي، لتعزيز تمويل التنمية المستدامة، موضحًا بأن الإصلاح يتضمن إعادة تخصيص حقوق السحب الخاصة لصندوق النقد الدولي، وتعليق أو إلغاء الرسوم الإضافية للصندوق وقت الأزمات.
ودعا الرئيس السيسي إلى ضرورة تطوير سياسات وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف؛ لتعظيم قدرتها على الإقراض وتيسير نفاذ الدول النامية له.
وأشار إلى أهمية تعزيز الحوار بين البنوك وبين وكالات التصنيف الائتماني؛ لزيادة قدرتها على الإقراض دون المساس بتصنيفها، مؤكدًا أن المجتمع الدولي توافق خلال قمة شرم الشيخ للمناخ، على المطالبة بكثير من تلك الإصلاحات.