انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خلال اليومين الماضيين، أنباء حول اكتشاف بئر أثري يعود إلى العصر المملوكي، فيما صرح مصدر بوزارة الآثار أنه خلال متابعة أعمال التطوير الجارية بتطوير ميدان السيدة عائشة، ظهرت بقايا حجرية تحت الأرض.
وتوضح الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حفرة مغطاة بطبقة من التربة، يقع أسفلها البئر المزمع الكشف عنه، فيما أكد المصدر أنه بمجرد العثور على بقايا الحجرة تم تشكيل لجنة من منطقة آثار شرق القاهرة والتي عاينت موقع الحفر، وأظهرت الكشف المبدئي عن اكتشاف بئر مياه وعقد مشيد من الحجر، وبناء على ذلك فتجري دراسة طبيعة البناء تحت الأرض لتحديد كونه صهريج مياه أو بئر أو ساقية لرفع المياه.
ويقوم فريق وزارة الآثار حاليا بأعمال الرفع المساحي، والرجوع للمصادر التاريخية لتحديد هوية البناء وتاريخ إنشائه.
البئر به خرطوشة لملك فرعوني
في هذا الصدد، قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة الآثار، إن البئر هو عبر عن صهريج لتجميع المياه في أوقات الفيضان، حيث يتم تخزينها، لإعادة استغلالها فيما بعد، وتم العثور في أحجاره على حجر من الكوارتزايت، الذي يعود إلى مصر القديمة، وعليه خرطوش لأحد ملوك مصر الفرعونية، وتبرير ذلك هو أن البناه في العصور المملوكية والعثمانية كانوا يستخدمون الآثار الفرعونية لبناء مثل هذه الصهاريج.
وأضاف شاكر، أن طول البئر حوالي 8 أمتار، والمعلومات المتاحة عنه أن هدفه هو تخزين المياه، متوقعا أن البئر يعود تقريبا إلى نهاية العصر المملوكي، أو بداية العصر العثماني، ولم يتم تسجيله بعد لأنه لسه مكتشف، وأن تكون بداية لتسجيل المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الصهاريج متواجدة بكثرة في الإسكندرية وتعود للعصر الروماني والإسلامي، لأن الإسكندرية كانت تصل إليها المياه في الفيضانات، في حين تقل الكميات أوقات انتهاء فيضان النيل، وكان يتم استخراج المياه منها عبر السواقي فيما بعد.
وأوضح أن فكرة الصهاريج كانت معمولة أيضا في الأماكن العالية مثل سور مجرى العيون، ويتم إنشاء هذه الصهاريج من الأحجار، وفي الغالب يتم تقطيع هذه الأحجار من الآثار الفرعونية واليونانية والرومانية القديمة للبناء بها.
الحكومة تنفي هدم أي آثار
وكان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء رصد تداول منشورات تزعم تنفيذ الحكومة حملة شاملة لهدم مقابر أثرية، وقد قام المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بالتواصل مع وزارة السياحة والآثار التي نفت تلك الأنباء، وأكدت وزارة السياحة أنه لا صحة لتنفيذ الحكومة حملة شاملة لهدم مقابر أثرية، مشددة على أن كافة المقابر الأثرية قائمة كما هي ولا يمكن المساس بها كونها تخضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، والذي يجرم أي عمل يتلف أو يهدم أثرا.
وأكدت حرص الدولة في الحفاظ على الآثار بكافة أنواعها وأشكالها ليس فقط للأجيال القادمة ولكن للإنسانية جمعاء.
بئر السيدة عائشةبئر السيدة عائشةبئر السيدة عائشة