تونس.. الجفاف يجبر المزارعين على الحصاد قبل الأوان ويفاقم الضائقة


الجمعة 26 مايو 2023 | 06:34 صباحاً
موجات الجفاف - أرشيفية
موجات الجفاف - أرشيفية
وكالات

غاب المطر وجلس المزارعون التونسيون ينظرون بحسرة إلى محاصيلهم وهي تذوي هذا الربيع، وحصدوا، قبل الأوان، ما زرعوه لينقذوا بعضه كعلف للماشية.

ويضغط هذا الوضع أيضا على دولة تجد عنتا في تغطية واردات القمح مع عجز المخابز عن تلبية الطلب على الخبز.

في حقله على أطراف العاصمة تونس، وقف حسن شتيوي ممسكا بحزمة جافة من سيقان القمح فارغة السنابل بعد أن تمكن من إنقاذ 20 هكتارا فحسب من 150 هكتارا زرعها.

وعبر عن أسفه قائلا "السلطات لم توفر لي الماء، إذن هذه السنابل ليست صالحة اليوم ماذا سنفعل بها، ستكون علفة (علفا)" للماشية. وأضاف أن الجفاف الحالي أسوأ من أي جفاف عرفه من قبل.

وتغير المناخ هو السبب على الأرجح في ثلاث سنوات من ندرة الأمطار. وقال البنك الدولي إن تغير المناخ سيجعل تونس أشد حرارة وجفافا.

واستنزف الجفاف المخزون وأدى إلى تشقق التربة وإلى توزيع المياه بحصص محدودة.

واستبد اليأس بشتيوي وغيره من الفلاحين التونسيين بعد الخسائر المالية التي تكبدوها هذا العام، لكن المالية العامة للدولة التي تتحمل ما يفوق طاقتها ستعاني أيضا من هذه الخسائر. وقالت وزارة الزراعة الأسبوع الماضي إن المحصول لن يتجاوز 250 ألف طن من الحبوب هذا العام.

وجاء في بيانات لوزارة الزراعة أن محصول العام الماضي بلغ 750 ألف طن وأنه سيتعين على تونس استيراد 95 بالمئة مما تستهلكه من حبوب هذا العام. وبلغ متوسط محصول الحبوب خلال العقد الماضي 1.5 مليون طن مقارنة باستهلاك بلغ 3.4 مليون طن.

وتأتي كلفة الواردات المرتفعة في وقت تواجه فيه الحكومة أزمة في ميزان المدفوعات وتسعى للحصول على مليارات الدولارات لدعم الميزانية من صندوق النقد الدولي ومانحين آخرين، والمحادثات متوقفة حاليا فيما يبدو.

في غضون ذلك، ينفد الدقيق في المخابز التي اضطرت إلى ترشيد إنتاجها في الأيام الماضية. وانتشرت طوابير طويلة أمام بعض المخابز وأغلقت أخرى أبوابها. وتكررت حالات النقص في سلع أخرى مستوردة أو مدعومة مرارا هذا العام.