أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى أقدم كيان شعبي على أرض مصر، حيث تأسست عام 68 ميلادية عند استشهاد القديس مارمرقس في مصر وهو أحد تلاميذ السيد المسيح، وذهب إلى روما وكتب إنجيله، وكلمة إنجيل تعنى بشارة.
وأضاف قداسة البابا تواضروس - في كلمته خلال لقائه اليوم مع محرري الملف القبطي بالمقر البابوى بالقاهرة، أن إنجيل القديس مرقس هو أقصر الأناجيل، وقد كتب للرومان، لافتا إلى أن القديس مرقس دخل إلى الإسكندرية ومعه عصا وصليب وبداخله إيمان قوى بالاعتماد على الله، وهو سائر قطع حذائه، وذهب لانيانوس الاسكافي وكان أول من قبل الإيمان المسيحى في مصر، ومن خلال هذا الشخص انتشرت المسيحية في مصر، واستشهد القديس مارمرقس على يد الوثنيين عن طريق السحل، وهو أول بابا في الإسكندرية.
وأشار قداسة البابا تواضروس إلى أنه صار صراع بين الوثنيين والمسيحيين، وبدأت المسيحية في الانتشار، وأن البطريرك الأول هو مارمرقس.
وذكر البابا تواضروس أن البابا كيرلس الخامس جلس 52 عاما، وأصغر بطريرك جلس على الكرسي 6 أشهر وهو يركلاس، وأقصر فترة فرغ فيها الكرسي المرقسي كانت 4 أيام، وأطول فترة كانت 20 عاما، لافتا إلى أن طبقة الاكليروس الذين يرتدون ملابس سوداء كانت من باب التشبه بطمى نهر النيل، وأن الكنيسة كيان شعبي، أسسها السيد المسيح، وقال عنها السيد المسيح على هذه الصخرة أبنى كنيستى.
ونوه لأن المسيحية انتشرت من خلال 5 مراكز هى: أورشليم، الإسكندرية، روما ، القسطنطينية، وأنطاكية، وأن الكنيسة عاشت 3 عصور متكررة عبر التاريخ، أولها عصر التعليم والثانى هو الاستشهاد، حيث قدمت الكنيسة المصرية شهداء من مختلف الفئات والأعمار، والعصر الثالث هو الرهبنة التى بدأت وانتشرت في كل العالم، وفلسفاتها هى الانحلال عن الكل والارتباط بالواحد الذي هو السيد المسيح، موضحا أن الراهب لا يرث ولا يورث.
ونوه البابا تواضروس بأن هذه العصور الثلاثة قدمت 3 رموز لأفضل ما يقدمه الإنسان العرق والدم والدموع، فالعرق يقدم في التعليم والدم في الاستشهاد والدموع في الرهبنة.
وأكد البابا تواضروس أن الكنيسة بنت الوطن وخادمة للوطن ولكنها لا تعمل في السياسة، والمشاركة بالانتخابات أو وضع مواد الدستور هى أعمال وطنية، كما أن الكنيسة تخدم المجتمع من خلال بناء مدارس أو مستشفيات أو تبنى مبادرات اجتماعية وخدمية، لافتا إلى أن عدد المسيحيين في مصر يقارب ١٥ مليون مواطن، وأن عدد أبنائها في المهجر يقارب مليونى مواطن منتشرين في أكثر من ١٠٠ دولة.
ووصف قداسة البابا تواضروس ما يحدث في السودان بأنه أشر أزمة، وأنه يصلى من أجل أن ينجيها الله من هذه الأزمة الكبيرة.